لكل شهر عبيره وطيبه، وطقوسه المتنوعة وعباداته، وما يصحب بعضها من أسى وحزن لذكرى وفاة او استشهاد حجج الله على الارض فتدمع العيون وتخشع الابدان وتضرب الصدور بحرقة والم، ويرافق اخرى فرح وسرور لولادة حبيبنا المصطفى او ال بيته الاطهار، فتتهلل الوجوه فرحا وسعادة لسماع التواشيح والأناشيد التي تلامس شغاف القلوب ونصل لأعلى الاماكن بالسمو الروحي والصفاء الذاتي، ومنها شهر رمضان ملك الشهور لعظيم مكانه وفضله، مرتقاً للخير كله، والسبيل إلى الجنة والحصن الحصين من النار.
انه شهر الجود والبركة، شهر تهذيب النفوس وتطهيرها، قاهر العطش وكابح الشهوات، لقد شرع الله العبادات فكان لكل عبادة فوائدها واسرارها ومهماتها، وعبادة الصوم هي كمال وتزكية وامتحان لقدرة المؤمن، لظاهره كالمأكل والمشرب وباطنه حبس النفس والافكار عن كل المحرمات.
ووصف الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم مقام الصائم عند الله بقوله: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم).
كما قال الامام الباقر (عليه وسلام): (بني الاسلام على خمسة أشياء، الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية).
ففي كل يوم من هذا الشهر نشد العزيمة ونستعد للصلاة والقيام وقراءة القرآن والاستغفار... مع صوت المؤذن وهو ينادي ويعطر الارض بصوته الشجي:" أمساك". وننهيه مع (الله أكبر) مجتمعين حول موائد الافطار ببهجة وفرح برضوان الله تعالى.
وفي شهر رمضان ليلة القدر وماأدراك ما ليلة القدر، انها الليلة المباركة ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر، أي عبادة ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، قال الله تعالى: (إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر).
انها ليلة السجود والركوع قليلا كان ام كثيراً، ليلة الدعاء وطلب الحاجة فكم من مؤمن فرح لاستجابة الله لحاجته ومطلبه في هذه الليلة .
وفيها ليلةٌ غاب فيها القمر وعمّ المكان ظلامٌ دامس وتهدمت أركان الهدى،
فكيف لا!!
انها ليلة استشهاد أبا الأحرار وليد الكعبة وأبي سيدا شباب أهل الجنة، قُتل بسيفٍ كافرٍ غادرٍ مسموم وهو يسجد لكن أمير المؤمنين صاح صيحة النصر (فزت ورب الكعبة).
نعم......
لقد فزت سيدي ومولاي وفاز محبيكم وشيعتكم الذين ساروا على نهجكم .
وفي ذكرى هذا اليوم من كل سنة نردد (فزنا ورب الكعبة) رغم سيوف الغادرين التي مازالت مرفوعة ويتوارثها الحاقدين لآل بيت رسوله ومحبيهم وتابعيهم، ورغم خلجات نفوس الأمهات وهنَّ ينظرنَّ إلى موائد الافطار وهي تخلوا من أبنائهن الشهداء التي خطفت أنفاسهم شلة الأشقياء الكارهين، وكيف حُرمنّ من قهقهاتهم ونكاتهم، ومن عبق طيبهم.
ونقول لأمهات الأبطال الذين يسطرون أروع الملاحم في قتال أعتى تنظيم إرهابي عرفه التاريخ، لقد فزتنّ ورب الكعبة كما فازت (أم البنين) بصبرها وعزيمتها وتضحياتها.
ونهدي في هذا الشهر الفضيل باقات مزينة بالفخر والاعتزاز لأبنائنا الذين يسحقون رؤوس الغدر وجرذان الظلام ونبارك لهم وهم يسوقونهم كقطيعٍ نحو قبورهم.
اللهم ارحم شهداءنا وشافِ جرحانا.
اللهم بلغنا رمضان وأِعنا على الصيام والقيام انك سميع مجيب.
اضافةتعليق
التعليقات