قد يواجه الطّفل حالةً من القلق في فترة بداية ذهابه إلى المدرسة أو عندما يعود إليها بعد فترةٍ من الانقطاع كالعطلة الصيفيّة أو أيّ عطلةٍ أخرى.
حالة القلق هذه تتمثّل برفض الطّفل الشّديد لذهابه إلى المدرسة وعدم استعداده نفسياً لذلك. لقراءة المزيد عن هذه الحالة النفسيّة التي تواجه الطّفل، اعد موقع (بشرى حياة ) التقرير الاتي:-
ما هي فوبيا المدرسة؟
الفوبيا أو الرّهاب من المدرسة عبارة عن حالةٍ من القلق الشّديد تنتاب الطّفل في بعض الأحيان عندما ينبغي عليه العودة إليها بعد قضائه عطلة طويلة بعيداً عنها.
هذه الحالة لا تقتصر فقط على الشّعور بالقلق والتوتّر إنّما تتعدّاها إلى ادّعاء المُعاناة من بعض الأعراض الصحّية كالشّعور بآلامٍ في المعدة أو بصداعٍ شديد أو يدّعي بأنّه يشعر بالمرض ليتجنّب الذهاب إلى المدرسة.
رفض الطّفل الذهاب إلى المدرسة أمرٌ طبيعي يواجه معظم الأطفال في مرحلةٍ معيّنة، ولكنّ الفوبيا من المدرسة تظهر جليّةً عندما تتحوّل الحالة في ما بعد إلى ردود فعل شديدة القلق ومن ثمّ إلى نوبات رعبٍ، ما قد يؤدّي إلى مجموعة من الأعراض مثل البكاء والارتجاف والدوّار والتقيؤ وآلامٍ في الرأس.
رأي الأمهات
بدأنا الحديث مع ام حسن حيث قالت بأن ابنها حسن في الصف الرابع الابتدائي يعاني من فوبيا الذهاب الى المدرسة ويقلق كثيرا ومن ثم يبدأ بالبكاء والصراخ ويشعر بالخوف والقلق وبأنه سوف ينسى الدرس وستوبخه المعلمة بالرغم من كونه قد أتم واجباته المدرسية!.
اما والدة الطفلة زهراء عادل، اجابت بأن ابنتها تعاني من العودة الى المدرسة لكونها تخاف من البناية وتشعر بالغثيان والصداع مما يضطر الأمر بي ان ابقى معها طوال ساعات الدوام في الايام الاولى من السنة الدراسية.
أما محمد الطفل البالغ يعاني من فوبيا المدرسة ويقلق كثيرا بسبب تعنيف معلمته في الصف الاول الابتدائي ومعاملة زملائه والاستهزاء به لكونه يرتدي نظارات طبية. ووالده في حيرة من امره حتى اضطر الى نقله الى مدرسة اخرى عسى ان يلاقي الاهتمام الجديد والعناية الخاصة من الكادر التدريسي.
رأي مختص
في هذا الجانب كانت وقفتنا مع الباحثة الاجتماعية (نور الحسناوي مؤكدة بأن هناك عدة اسباب
يُمكن أن يرجع إليها شعور الطّفل بالرّهاب من المدرسة، نذكر أبرزها في ما يلي:-
- القلق من الانفصال عن الوالدين: هذا القلق يُعتبر أمراً طبيعيّاً لدى الطفل إذ أنّ شعوره بالقلق من الانفصال عن والديه لا بدّ منه بعد قضائه معهما عطلةً مميّزة خصوصاً إذا كانت هذه العطلة مثمرة وقام خلالها بنشاطاتٍ عدّة.
- القلق العام: يشعر الطّفل بالخوف من المدرسة خصوصاً إذا كان يذهب إليها للمرّة الأولى أو عند بدء سنةٍ دراسيّةٍ جديدة، وقد يخشى عدم القدرة على تكوين صداقات أو مواجهة المشاكل مع المدرّسين.
- الخوف من الأداء: قد يكون السّبب وراء شعور الطّفل بفوبيا المدرسة، يتعلّق بقلقه من أدائه من ناحية مواجهته صعوباتٍ في التعلّم وإحساس أو تخيّل الطفل أنّه يتعرّض للصّعوبة أو للسخرية من زملائه، فضلاً عن عدم التّركيز وقسوة بعض الأساتذة التي يُمكن أن تحوّل القلق البسيط إلى رهاب.
- الشّعور بالنّقص: يُمكن أن يشعر الطّفل بالنّقص وبأنّه مختلف عن زملائه في المدرسة، فينتهي هذا الإحساس إلى شعوره برهابٍ من الذهاب إلى المدرسة.
ويجب معالجة الأمور الانفة الذكر بمساعدة الوالدين والباحث الاجتماعي المختص المتواجد في المدرسة بالاضافة الى الكادر التدريسي حيث يكون المعلم او المعلمة الركيزة الاساسية لإشعار الطفل بالطمأنينة ومساعدته في زرع الثقة بنفسه عن طريق التشجيع والثناء الجميل ليتخطى مخاوفه.
اضافةتعليق
التعليقات