الصوت هو عبارة عن طاقة مادية تسري في الهواء وعرفه البعض عبارة عن موجات تضاغطية لها أصل ميكانيكي، وقد ثبت علميا أن الصوت اهتزازات محسوسة في موجات الهواء، تنطلق من جهة الصوت، وتذبذب من مصانعه المصدّرة له، فتسبح في الفضاء حتى تتلاشى، ويستقر الجزء الأكبر منها في السمع بحسب درجة تذبذبها، فتوحي بدلائلها، فرحا أو حزنا، نهيا أو أمرا، خبرا أو إنشاءً، صدى أو موسيقى، أو شيئا عاديا مما يفسره التشابك العصبي في الدماغ، أو يترجمه الحس المتوافر في أجهزة المخ بكل دقائقها، ولعل في تعريف ابن سينا (ت : 428 هـ) إشارة إلى جزء من هذا التعريف، من خلال ربطه الصوت بالتموج، واندفاعه بسرعة عند الانطلاق، فهو يقول: «الصوت تموج الهواء ودفعه بقوة وسرعة من أي سبب كان».
بعد هذا التعريف هل يدخل الصوت في تلوث البيئة؟
تزمير السيارات في الشارع العام، الأماكن المزدحمة، أصوات الأجراس العالية، الضوضاء، نظرا لحياة الانسان الطبيعية فهو يعيش هذه الحالات يوميا، بعيدا عن حياة القتال وسماع صوت الانفجارات والمدافع والطائرات العسكرية التي قد تخرق الجدار الصوتي، وقد تؤدي هذه الأصوات إلى ايجاد ثقوب في طبلة الأذن نتيجة للضغط الكبير الذي حصل في خارج الأذن، وأحيانا يتأثر جهاز التوازن الموجود في الأذن الداخلية فيشعر الفرد بالدوار والقيء، وأحيانا أخرى يفقد الحياة.
وقد أجرت إحدى الشركات الامريكية دراسة مقارنة استغرقت عاماً كاملا وكان الهدف من اجرائها هو التعرف على تأثير الضوضاء على مقدرة الانسان وكفاءته في إنجاز الأعمال الذهنية، وقد تبين من هذه الدراسة أن الكفاءة تقل في ظروف جو العمل الصاخب عنها وفي حالة وجود مستوى منخفض من الضوضاء، وبعدما أقامت هذه الشركة باستخدام عوازل للجدران لامتصاص الصوت، توصلت الى النتائج التالية:
أولا: انخفاض معدل الأخطاء الحسابية بنسبة 52%.
ثانيا: انخفاض معدل الأخطاء في النسخ على الآلة الكاتبة بنسبة 29%.
الثالث: انخفاض معدل التغيب عن العمل بسبب الأحوال المرضية بنسبة 27% .
وأضاف أحد علماء الغرب أن التلوث الصوتي له تأثير اقتصادي وصحي أيضا وقد جرب ذلك على كفاءة النساجين وازدادت بمعدل 12% في الانتاج عندما وضعوا سدادات الاذان.
توجد العديد من الطرق الفعالة والعمليّة التي يُمكن إيجازها لخفض مستويات الصوت بالمنزل، ولذلك يجب وضع قواعد ليتبعها الأطفال والبالغين والعمال، ومن طرق الحد من الضوضاء:
للأطفال: يفضل توعية الطفل لتجنب استخدام اللعب التي تحدث أصواتاً عالية وعدم استخدامها.
للعمال: يفضل ارتداء سدادات الأذن عند استخدام الأدوات في الورش والمصانع أو استخدام آلة جز العشب أو ماكينات أخرى تسبب الضوضاء، أيضاً يجب الإصلاح المستمر للمكائن التي توجد بالمصانع وبهذه الخطوة من الممكن أن يقلل أو يُعدم الضوضاء، يجب أن تكون البيوت السكنية والمدارس ودور الحضانة والمستشفيات، بعيدة عن مصادر الضوضاء، وخاصة الطرق السريعة المزدحمة بوسائط النقل وخطوط سكك الحديد.
وفي الصيف ترتفع أصوات المولدات في الشارع العراقي مما يزعج أهل الدار والجار من الأصوات ويعتبر ايضا مصدر تلوث للبيئة.
وليس فقط على الجماد فهناك أشخاص تراهم في المجتمع يفتقر الهدوء فيتكلم بصوت عال، لا يعرف سوى الصخب.
القران الكريم يتطرق الى هذا التلوث قبل الغرب فقد أشار إلى ما يفعله صوت الانسان العال حيث قال: (يجعلون أصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت)، وفي موضع آخر يشبه الصوت العال بصوت الحيوان كما قال لقمان لابنه: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الاصوات لصوت الحمير).
وهناك أماكن يكره فيها صوت العال منها وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا أباذر اخفض صوتك عند الجنائز وعند القتال وعند القرآن)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (معاشر الناس استشعروا الخشية وأميتوا الأصوات وتجلببوا بالسكينة).
اضافةتعليق
التعليقات