لا شك أن الأسرة العمود الذي يقيم عليه المجتمع وإن مجال تمكينه في جعله ذو وعي وإدراك وقادر على نشوء أفراده النشأة التي تبغي مصالحهم وتترك في نفوسهم وذواتهم العزم ولا بد للمجتمع السعي وإن السعاة أفضل من القواعد.
من الواضح أن هناك أسر كثيرة تعاني من فجوة كبيرة وشرخ في جدار استقرارها بسبب منع أولياء الأسر من تنمية مهارات أفرادهم وقراراتهم فالأسرة التي تنمي الفرد وتشكيله منذ صغره تنمي ركائزه مجتمعيا، فتوظيف وعي الفرد في تمكين نفسه ومجتمعه وأسرته يجعل منه ذو أثر وحالة ومن أهم الركائز الأساسية تعزير الروح الثقافية والنهوض بها وتحقيق القيم الإنسانية والمساهمة في نهضة المجتمع لضمان ديموميته واستمرارها وعلوه.
فينبغي أولا توعية المجتمع بأهمية دور الأسرة في بناءه بجميع المجالات والاستماع إلى الأفراد وتكوين الآراء والاتجاهات الإيجابية لأفراد الأسرة.
وأيضا تعميق القيم التنموية التي تسهم في زيادة مشاركة أفراد الأسرة في الحياة العامة وإثبات دورها وزيادة وعيها بأهمية مشاركة الأم والزوجة والبنت في تحسين المستوى التربوي والأخلاقي للأسرة مع ظروفها الاجتماعية واحتياجاتها.
حيث بتمكين الأفراد والأسر وتأهيلهم لأجل أن يكونوا معتمدين على أنفسهم وبذلك يتحقق مجتمع متماسك بأسر قائمة على ذاتها ومعتمدة إضافة من أهم مجالات التمكين هو استثمار قدرات الأفراد وتعزير مفهوم العمل الذاتي لديهم، أيضا يرد التمكين بعلو شأن المرء ومن تمكن في شيء ظفِر به، والمكنة في الفرد تتمثل في القدرة والاستطاعة والنصرة والشدة وهذا ما يفهم من قوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ}، ومكن مكانه فهو مكين أي: ثبت واستقر فهو مستقر قال تعالى: {قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ}، وقوله: {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ}.
ولا شك مما ذكر بأغلب المجتمعات أن مستقبل المجتمع الذي تعاني فيها مؤسسة الأسرة من الضعف يكون قاتما للمرأة والرجل على حد سواء. وأضاف «أنه من غير الممكن أن نمارس التمييز ضد المرأة وبحكم الفطرة ينبغي علينا النظر سواسية إلى كل مخلوق.. وليس ثمة في جذورنا الثقافية أي تمييز بين الجنسين». إضافة إلى ذلك نشر التعليم والوعي بكل صوره هو الصورة المثالية الأفضل للتمكين، ليس حكرا بل يجب أن يكون التمكين للأسرة التي هي دعامة المجتمع الصالح ولبنته.
اضافةتعليق
التعليقات