خلقتَ الجمال وقلتَ اتقوا فكيف نرى الجمال ولا نعشقُ لعلّ المرأة هي أكثر المخلوقات التي تبحث عن الجمال في الوجود، وهي العنصر الجمالي الأبرز من بين الكائنات، ترتِّب بيتها وتُظهر نفسها بأبهى حلّة وطلّة، وتعتني بهندام أولادها وأشكالهم، فلاينظر الزوج لغيرها اذا كانت متزوجة، وتجلب أنظار الآخرين اليها في حال لم تكن كذلك. ولا يكتفي الجمال في الشكل من يريح النظر والفكر، ويجلب المتعة في الحياة، كذلك الجمال في الجماد كالبيت والسيارة، وما الى ذلك من الجمادات. ونلاحظ انّ الانسان يهتم بوجود هذا العنصر في الحياة، فان لم يكن فهو يبحث عن الحلاوة في المنطق، والسلوك و الكل ينطوي تحت لائحة ماتشتهيه الانفس وتلذ الاعين. فحريٌّ بالمرأة المسلمة ان تكون ممّن يبدعن في تجميل الحياة في عيون الخاصة والعامة، كذلك ربما عن طريق الكتابة الأدبية، او الفكر المتوازي الذي يبعث الجمال في الموجودات والكون. وأهل البيت عليهم السلام، لم يكونوا بعيدين عن هذا العنصر، الذي كان يجذب الآخرين الى الاسلام. ولطالما تفنّنت الأشعار والقصائد بمدح جمال رسول الله صل الله عليه واله، حتى سُئل : جمالك ام جمال يوسف عليه السلام، فكانت إجابته يوسف أجمل مني وأنا أحسن منه. وحين خُطبت فاطمة بنت الحسين عليه السلام كان أبوها يصفها بجمال حور العين، وعبادة فاطمة الزهراء. فالجمال وسيلة لجذب المخلوقات الى الخالق. والجمال في الطبيعة في اشجارها، وازاهيرها، ووديانها، ولطافة مياهها، وبديع الصنعة في الخلق، فمن قصد الجمال في الطبيعة، سيجده كما يجده في الكائنات الحية الساعية، والزاحفة، والطائرة. وفي عصرنا الحديث، قلّما نجد من لايبحث عن الجمال، كما لو كان وسيلة لإطمئنان النفس، وراحة البال. على ان لا يتحول حب الجمال الى هوس كما يحدث عند البعض. وعلى من لم يحظَ بهذه النعمة، ان يبحث عمايحبّبه الى الخلق، في اخلاقه وسلوكه... فالله جميل يحبّ الجمال. والجمال في الملبس ايضا، عنصر في الجذب، ووسيلة لإظهار الاناقة والترتيب، وعلى هذا تجتمع قلوب النساء. وكما النساء جميلات فهن يحببن الجمال اين ما وجد، فعلى الرجال المؤمنين ان يعتنوا بجمال وجوههم وهندامهم، مقتدين بالنبي واهل بيته عليهم السلام. فقد جاء عن الامام علي عليه السلام قوله(التجمل من اخلاق المؤمنين). والاسلام جميل دعا الى التجمل بكل شيء.. من خلال التنظف، والعناية بالنظافة الشخصية، ونظافة البيت، ونظافة الملبس، والمركب، يقول الله تعالى(زُيّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب). وتختلف طرق التجمل عن بعضها البعض، وتتنوع تحت ما يسمى بالزينة التي حث عليها الاسلام، ودعا الزوجين ان يتزين كل منهما للآخر. وتختلف مقاييس الجمال من بلد لآخر، رغم اجتماعها كلها للرائي مما يحسن ويؤنس، وقلما نجد مايسمى جميل يقبح في عين الغير. الا انه يوجد جمال زائل وجمال باقي، كما وجه الله سبحانه وتعالى، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام.
اضافةتعليق
التعليقات