عندما يبدأ قلمي بالكتابة عنها يعجز عن وصفها.. جميلةٌ بكل مابها، بريئة بمعانيها، تحمل الأمان عند النظر إلى عينيها النرجسية، دافئة بحنانها الذي غمر حياتي.
عندما ذهبتُ لمعرفة نوع الجنين الذي يسكنُ أحشائي حينها أخبرتني الدكتورة بأنها بنت وفي هذه اللحظة لم يعد شيء يسعني من البهجة والسرور التي ظهرت على ملامحي وكأنني حققتُ حلم كنت أنتظره منذ سنين..
كان عالقا في مُخيلتي وقلبي اطلبه من الله في كل يوم وقبل دخولي إلى عش الزوجية أن يرزقني أول أطفالي بنتا والحمد لله على هذه النعمة العظيمة.. كنت أشعر بالكثير من الاستغراب عندما اشاهد بعض الناس يشعرون بالضجر والكآبة عندما تخبرهم الدكتوره بأن المولود بنت.. فأتحدث بداخلي مافرق البنت عن الصبي.. جميعهم نعمة أنعمها الله علينا وذكرهم في كتابه الكريم ((المال والبنون زينة الحياة الدنيا))..
ما أجملهم من كائنات بريئة تدخل عالمنا.. وبعد أيام بدأت حركاتها تغمرني وتشعرني بقربها وكأنها تعيش معي بكل تفاصيل يومي.. بفرحي وحزني. وعندما اقتربت أيام ولادتها شعرت بالفرح الشديد ولكن عندما عسرت ولادتي ذهبت حينها بعد يومين من ذكرى ولادة مولاي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى مقامه وطلبتُ منه أن يذكرني بدعائه ويشفع لي ويسهل ولادتي، ولم يمر إلا يوم واحد وقد بشرت بولادتها ما أجمله من شعور أن يتحقق حلم كنت تنتظره وأن يذكرك حبيب المشتاقين بدعائه، واسميتها نرجس.. لحنيني وحبي وتعلقي بمولاي وأبي منقذ البشرية..
جاءت إلى عالمي في يوم مبارك: ١٨ شعبان وكأنني انتقلت إلى عالم آخر عالماً يحتوي السعادة والحب، رغم مسؤوليته إلا إنني أجد الأمان والطمأنينة عندما أضع رأسي على وسادتي بجانب أميرتي الذي أصبح وجودها يشعرني بكل شيء جميل..
لن توفي بحقه أي عبارة.. إنه شعور الأم.. ما أجملها عندما بدأت بالنطق وصوتها يزقزق حياتي كصوت طيور الحب صباحاً وما أحلاها عندما بدأت تزحف وتكسر حاجاتي التي كنت لا أسمح لأحد بلمسها وأرد عليها بكل شيء فداءً لكي..
أصبح وجودها يزيدنا أنا ووالدها حبا وجهادا وإصرارا لكي نصل إلى المكان المناسب الذي يؤمن لها مستقبلاً زاهراً، وها هي فراشتي ومددلتي قد أكملت عامها الأول وبدأت تحب مشاركتي في كل شيء وتقترب مني وتفتقدني عندما أغيب وتحزن إذا لم تجدني..
تعلقنا ببعضنا كالروح والجسد، أسأل الله أن يجعلها من البنات الصالحات وأن يدمها لنا شيئا جميلاً لا ينتهي.
اضافةتعليق
التعليقات