• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter youtube instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • اعلام
  • صحة وعلوم
  • ثقافة
  • تربية
  • منوعات
  • خواطر
  • الصور

سكرات الفقد

زهراء وحيدي / الثلاثاء 28 كانون الأول 2021 / علاقات زوجية / 842
شارك الموضوع :

يا ويلاه متى كانت آخر مرة قلت لها طبخك شهي، أو حتى شكرا لأنك بجانبي...

كان الأمر وشيك الحدوث، إنها نقطة الفصل بين الحياة والموت، رائحة المعقمات الحادة تجرح أنفي، والممرات الفارغة تثير قلقي، جسدي يهتز مع صوت الـ (تيك تيك) الصادر من أجهزة القلب المربوطة بالمرضى.

الدقائق ثقيلة جدا، والثواني تجر نفسها بصعوبة وكأنها تحمل على ظهرها أطنانا من القلق، تيقنت حينها بأن لحظات الانتظار هي أصعب اللحظات في حياة الإنسان.

وكأني في موعد مع الموت، راجعت كل الذكريات التي جمعتني بها منذ لحظة استيعابي للحياة وحتى لحظتي هذه، لم أكن أملك الكثير من الوقت لأجلس معها وأحتسي الشاي... كنت دائما مشغولا في العمل والدراسة.

أتذكر تحديدا كم هدية قدمت لها، أستطيع عدها على أصابع يدي، إنها بالكاد لا تتعد السبع أو ثمان!

يا للعار لقد قضيت معها أكثر من عشرين سنة، ولم أجلب لها بالكاد ثماني هدايا؟، لو كنت جلبت لها على الأقل في كل موسم هدية لأصبح المجموع أربعين هدية، إلاّ إني كنت أتذكر صدفة كل سنتين أو ثلاث وأجلب شيئا لا قيمة له حتى! 

وما فائدة الاعتراف الآن وهي ترقد على ذلك السرير الأبيض والأسلاك الكهربائية مزروعة في صدرها؟

كم هي جميلة هذه القلادة وهي جالسة على عنقها بكل سكون، ولكن لماذا إحدى القاعدات الذهبية تخلو من الحجر الأحمر الجميل؟

أوه يا إلهي تذكرت، قبل شهرين أصرّت عليّ كي نأخذ القلادة إلى محل التصليح نركب للقلادة حجرا جديدا ونصلح اعوجاج السلسال، ولكني تعذرت لها عن ذلك وأجلت الأمر إلى يوم آخر ونسيت بعدها أمر القلادة تماما! 

يا لغبائي من الواضح أن هذه القلادة مهمة جدا بالنسبة لها، فقد ارتدتها رغم أنها ناقصة وتحتاج إلى التصليح... لقد نسيت الأمر أو تناسيته بالأحرى لأني ظننت بأن الأمر تافه ولا يحتاج أن تتأجل مباراة كرة القدم من أجل الذهاب إلى محل التصليح وأنها يمكن أن ترتدي غيرها! 

وأنا في هذه اللحظة بإمكاني أن أعد كل لحظات الإهمال التي عاشتها بسببي وأن أحسب كل الدموع التي سقطت من عينها وهي تنتظر مني لمسة اهتمام، أو هدية بسيطة أخبئها تحت وسادتها أو رسالة مفاجئة أدفئ بها قلبها الحنون في عز انشغالات العمل، أو حتى عزيمة على عشاء في مكان هادئ وجميل، أو وردةً حمراء أو بيضاء أو حتى صفراء أقدمها لها بلا مناسبة... ماذا دهاني يا الله، لماذا وهبتها حياة باردة مع إني كنت قادرا على اهدائها حياةً مليئة بالحب والدفء؟ حتما سأفقد صوابي لو حصل لها أي مكروه... لماذا أعد خيباتها معي الآن وكأن ذاكرة ضميري قد تنشطت أو استيقظت للتو من سباتها الأبدي!

لو حصل لها شيء لن أسامح نفسي على كل يوم استيقظت فيه ولم أقبل جبينها في الصباح، وعلى كل مرة عدت فيه من العمل وفضلت أن اتناول الطعام في الغرفة بمفردي بينما أشاهد نشرة الأخبار وحرمت نفسي من رؤية وجهها الملائكي..

يا ويلاه متى كانت آخر مرة قلت لها طبخك شهي، أو حتى شكرا لأنك بجانبي شكرا لأنك تتحملين سخافتي ومزاجي العكر ولم تتذمري يوما مني، متى كانت آخر مرة قلت لها أحبك؟، ربما بعد سنتين أو ثلاث من زواجنا؟، لماذا يا ترى تناسيت قول هذه الكلمة لها على الرغم من أني أحبها جدا؟، لماذا بخلت عليها بمشاعري لماذا أطفأت توهجها، لماذا فعلت معها كل هذا؟

حصرت رأسي بين رجليّ وشرعت بالندم والدموع تتساقط من عيني على الأرض أدمدم مع نفسي "ارجعوها لعلني أعمل لها الصلاح" حتى تسارعت أصوات (التيك تيك) وخرجت الممرضة من غرفتها ونادت الطبيب وهرع الكادر الطبي مع الطبيب إلى غرفتها وبينما وقفت مشدوها لأعرف ما الذي حدث أغلقوا الباب في وجهي ولم أسمع إلاّ صوت جسدها وهو يرتفع على أثر الصعقات الكهربائية ويسقط على أثر خيبتي...

العلاقات الزوجية
العاطفة
قصة
الحزن
المحبة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    آخر الإضافات للكاتب (ة): زهراء وحيدي

    الإنحراف الفكري: خلايا نائمة في ذهنية الفرد والمجتمع

    الإنحراف الفكري: خلايا نائمة في ذهنية الفرد والمجتمع

    السبت 21 آيار 2022/ 667
    دور التربية الاستشارية في الحد من صناعة المستبدين والطواغيت

    دور التربية الاستشارية في الحد من صناعة المستبدين والطواغيت

    الثلاثاء 17 آيار 2022/ 741
    لماذا يعجز الكاتب أحيانا عن الكتابة؟

    لماذا يعجز الكاتب أحيانا عن الكتابة؟

    الخميس 12 آيار 2022/ 765
    لقاء في الجِم

    لقاء في الجِم

    الأربعاء 09 آذار 2022/ 577

    آخر الاضافات

    آية الله السيد مرتضى الشيرزاي في جمع من المؤمنات: من هو القائد.. العقل أم القلب؟

    كيف يؤثر الإدمان في تدمير العلاقات الأسرية؟

    أنماط الشخصية.. أسرار وخفايا

    روائية هندية تفوز بجائزة البوكر الأدبية

    الأكثر قراءة

    • 24ساعة
    • اسبوع

    روائية هندية تفوز بجائزة البوكر الأدبية

    • 536 مشاهدات

    أنماط الشخصية.. أسرار وخفايا

    • 522 مشاهدات

    كيف يؤثر الإدمان في تدمير العلاقات الأسرية؟

    • 498 مشاهدات

    آية الله السيد مرتضى الشيرزاي في جمع من المؤمنات: من هو القائد.. العقل أم القلب؟

    • 311 مشاهدات

    جمعية المودة تقيم ندوة حول التربية الاستراتيجية في منهج الإمام الشيرازي

    • 1423 مشاهدات

    النمش: متى يكون خطيرًا

    • 1381 مشاهدات

    التوتر المالي.. ماهو وكيف تعالجه؟

    • 1284 مشاهدات

    ثقافة الحوار.. للفهم أم للرد؟

    • 1247 مشاهدات

    عود عقلك الانتاج

    • 668 مشاهدات

    علوم الصادق أولاً .. ثم النظريات

    • 658 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    009647714768158
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • اعلام
    • صحة وعلوم
    • ثقافة
    • تربية
    • منوعات
    • خواطر
    • الصور

    اهم المواضيع

    آية الله السيد مرتضى الشيرزاي في جمع من المؤمنات: من هو القائد.. العقل أم القلب؟
    • منذ 9 ساعة
    كيف يؤثر الإدمان في تدمير العلاقات الأسرية؟
    • منذ 9 ساعة
    أنماط الشخصية.. أسرار وخفايا
    • منذ 9 ساعة
    روائية هندية تفوز بجائزة البوكر الأدبية
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2022
    2022 @ بشرى حياة
    facebook twitter youtube instagram telegram