• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter youtube instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • اعلام
  • صحة وعلوم
  • ثقافة
  • تربية
  • منوعات
  • خواطر
  • الصور

ميزوبوتاميا اليوم!

افنان عادل الاسدي / الثلاثاء 26 تشرين الاول 2021 / تطوير / 679
شارك الموضوع :

ونرى اليوم التلوث البيئي في أعلى مستوياته برا وبحرا وجوا، أنهارنا تحولت إلى مستنقعات

مازلت أتذكر الصورة الذهنية التي رسمتها مخيلتنا الغضة عن بلد الرافدين ونخيله الباسقة، جنان مصغرة على الأرض، حيث الأشجار المثمرة والثمار النضرة والأنهار الرقراقة، ومازلت أتذكر اللحظة التي وطأت أقدامنا أرض الوطن، خارج مطار بغداد أول صفعة هواء لفحت وجوهنا، لم نعلم حينها أنضحك أم نبكي؟ هل ما نشعر به من حرارة حقيقي أم هو من تهيؤات التعب، كان الليل قد أرخى سدوله آنذاك فلم نبصر بقية التضاريس مع غياب الكهرباء.

ولكن أين الأنهار وأين الأشجار وأين الأهوار؟ أسئلة تكررت على مسامع والدينا الذين حارا جوابا، ثم تدريجيا اكتشفنا أن كائنا واحدا سبّب غياب كل هذا الجمال الذي أودعه الله سبحانه وتعالى في الأرض، نعم إنه الإنسان، كم هي سهلة لديه كلمات اللامبالاة: وإن، الكل يفعل ذلك، هل توقف الأمر عندي، ما الذي نستطيع فعله، البلد خربان، مجرد ورقة..... إلخ من سيل التبريرات التي يأباها الدين والعقل والذوق والفطرة السليمة.

إن هذه الورقة الملقاة من نافذة سيارتك، والكيس الذي ترميه بكل برود في أقرب مجرى مائي، وكأس الماء البلاستيكي المنثور في أغلب الشوارع، وأكوام النفايات التي تسندها لجانب الحاوية الفارغة، هذه الأمور الصغيرة هي التي صنعت جبال الأوساخ وجلبت الحشرات والأمراض والروائح المنفرة، فكم من طفل أو شيخ أو امرأة أصيبوا بألوان الأدواء جراء ذلك، وكم من الذنوب -التي لا نعدها ذنوبا- قد تحمّلنا إصرها؟

والغريب في الأمر أننا نلوم غيرنا على حالنا، في الوقت الذي صنعنا بأيدينا هذا الواقع، وننتظر من الجهات المختصة الإسراع في لملمة ما نثرناه وتنظيف ما قمنا بتوسيخه، وفي أفضل الأحوال ندفع الملايين لنستمتع بمشاهدة الطبيعة الخلابة في دولة جارة، ونندب حظنا أن ولدنا في هكذا بلد!

وقد علمنا أن كفران النعم من الذنوب التي تغير النعم، ونرى اليوم التلوث البيئي في أعلى مستوياته برا وبحرا وجوا، أنهارنا تحولت إلى مستنقعات آسنة، العواصف الترابية زادت نسبتها لقلة الغطاء النباتي الذي يقف صادا لها، هواؤنا تلوثه كثرة العجلات دون قوانين تحد انتشارها، وكلنا مسؤول فهلّا تنبهنا وهلّا وجهنا أجيالنا القادمة لضرورة الاهتمام بالبيئة فهي أمانة الله سبحانه عندنا، وهي بيتنا الكبير الذي نعيش فيه، فإن لم تتعاضد الأيادي ولم تستنفر العقول قبل الأجساد لإيقاف المد الجارف من التلوث فلا نلومن إلا أنفسنا، وهذا يشمل الجميع دون استثناء، فالمرأة ليس مطلوبا منها أن تمسك مقشة وتكنس الشارع وليس مفترضا على المسن ذلك ولكن لكل شخص دوره فإن لم يباشر بنفسه العمل فلا بأس أن يحض ويشجع القادرين على العمل كالزوج والأولاد والأقارب والأصدقاء، وعلى أقل التقادير إن لم تستطع التنظيف لا تلقِ بالأوساخ، فقد جاء في حِكم السالفين: "لا تبصق في البئر فقد تشرب منه يوما".

لنسع جهدنا إذا في رسم صورة مشرقة نباهي بها الأمم عن ميزوبوتاميا اليوم، ولنعد مجدها وحضارتها ورونقها الأخاذ، لتغدو أيقونة الجمال بأنهارها الرقراقة وأشجارها المثمرة وثمارها النضرة.

القيم
الوطن
المجتمع
الاخلاق
البيئة
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    آخر الإضافات للكاتب (ة): افنان عادل الاسدي

    في قفص الاتهام

    في قفص الاتهام

    السبت 30 تشرين الاول 2021/ 880
    إجازة بنكهة التضحية

    إجازة بنكهة التضحية

    الثلاثاء 19 تشرين الاول 2021/ 927
    الأفعى السوداء وألوان الطيف!

    الأفعى السوداء وألوان الطيف!

    السبت 02 تشرين الاول 2021/ 1022
    في طريق الحرية

    في طريق الحرية

    الإثنين 27 ايلول 2021/ 700

    آخر الاضافات

    سحر الكلمات.. صدقة مجانية

    دور التربية الاستشارية في الحد من صناعة المستبدين والطواغيت

    كيف تعرف إذا كنت تأخذ قسطا كافيا من النوم؟

    فُرادى بين الجموع

    الأكثر قراءة

    • 24ساعة
    • اسبوع

    سحر الكلمات.. صدقة مجانية

    • 508 مشاهدات

    دور التربية الاستشارية في الحد من صناعة المستبدين والطواغيت

    • 455 مشاهدات

    كيف تعرف إذا كنت تأخذ قسطا كافيا من النوم؟

    • 435 مشاهدات

    تجنب استهلاك النشويات .. لهذه الأسباب

    • 631 مشاهدات

    الانصات العاطفي.. حوار القلوب

    • 585 مشاهدات

    لماذا يعجز الكاتب أحيانا عن الكتابة؟

    • 584 مشاهدات

    شمالي أم جنوبي.. ماهي بوصلة شخصيتك؟

    • 542 مشاهدات

    لماذا أغلب الناس لا يشعرون بالسعادة؟

    • 535 مشاهدات

    كيف تتفادى الدوخة الغثيان أثناء السفر؟

    • 525 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    009647714768158
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • اعلام
    • صحة وعلوم
    • ثقافة
    • تربية
    • منوعات
    • خواطر
    • الصور

    اهم المواضيع

    سحر الكلمات.. صدقة مجانية
    • منذ 16 ساعة
    دور التربية الاستشارية في الحد من صناعة المستبدين والطواغيت
    • منذ 17 ساعة
    كيف تعرف إذا كنت تأخذ قسطا كافيا من النوم؟
    • منذ 17 ساعة
    فُرادى بين الجموع
    • الإثنين 16 آيار 2022

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2022
    2022 @ بشرى حياة
    facebook twitter youtube instagram telegram