وقف رجل أمام صديقه، وراح يتبجح بالعناية الفائقة التي يوليها لسيارته.. وكيف أنه يكشف عليها بإنتظام كل ستة أشهر، وأنه يقوم بتبديل زيت المحرك في الوقت المحدد لذلك، ويفحص كمية الهواء التي تنفخ بها العجلات، وإنه يقوم بفحص الماء كل يوم، ويسخنها في الشتاء قبل أن ينطلق بها، وما إلى ذلك من التفاصيل الدقيقة التي تكفل له اداء ممتازاً للسيارة وحياة طويلة.
وأضاف: "هل تصدق إذا قلت لك إن عمر سيارتي عشر سنوات فقط، بينما تظهر وكأنها جديدة، وهي تسير أفضل من أية سيارة أخرى من طرازها؟".
تطلع اليه صاحبه، فرأى صاحب السيارة ضعيفاً مريضاً وكأنه حطام.. فقد كان جسمه مترهلاً وبطنه منفوخة، ويتنفس بمشقة، وقد غارت عيناه، وكان يدخن بإنتظام، ويفرك يديه من العصبية.
كان في الأربعين من عمره، إلاّ أن الناظر إليه كان يظن أنه تجاوز الخامسة والخمسين فقد كان من الناحية الجسمية كالخردة معتلاً بالياً.. لقد أهمل الرجل صحته، بينما اعتنى بصحة سيارته، نسي أنه أكثر حاجة إلى العناية من مركبته، لقد علق صاحبه على ما رأى بقوله: كان صديقي ضعيفاً جسدياً ومعنوياً، واعتزازه الوحيد كان فخره واعتزازه بالعناية الفائقة التي يوليها لسيارته.
من مجرد نظرتي إلى هذا الرجل لم اتمالك نفسي من الشعور كم هم مجانين الكثيرون منا، إذ نهتم اهتماماً غير طبيعي بأشياء كثيرة في الحياة لا تستحقه في الواقع. وربما كان صاحبي غافلاً، حتى الآن، عن أنه مالم يبدل أسلوب حياته وتفكيره، فإنه لن يكون في وضع يستمتع فيه لا بسيارته القديمة ولا بسيارته الجديدة.
صحتك رأسمالك الأساسي لتحقيق رغباتك، ومن دون المحافظة عليها لن تستطيع أن تعمل شيئاً في الحياة، فحتى الأمور العقلية فإنها بحاجة إلى الجسم السليم.
وصحتك تترك أثرها الكبير على أفكارك، تماماً كما أن افكارك تترك أثرها الكبير على صحتك. وحده التناغم بين الروح والجسم هو الذي يولّد الإنجازات الكبيرة. لقد قال بوزرجمهر الحكيم: "إن كان هنالك شيء فوق الحياة فالصحة، وإن كان هنالك شيء مثل الحياة فالغنى، وإن كان هنالك شيء فوق الموت فالمرض، وإن كان هنالك شيء مثل الموت فالفقر".
إن دور الصحة في النجاح، مثل دور المرض في الفشل، فكم من ناجح أقعده المرض ففشل، وكم من نشيط انسحب من الميدان بسب اعتلال صحته؟!.
وحسب كلام "ألكسيس كاريل" فإنه (لا يكون المرء عضواً نافعاً في المجتمع ما لم يقرن إلى الذكاء وعلوّ الهمة توازناً تاماً في جهازه العصبي، والقوة العضوية، والحصانة الطبيعية ضد الأمراض).
ولهذا جاء في الحديث الشريف: "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلاّ المرضى"، وبهذا التاج يتربعون على عرش النجاح ولا يعرف قدره إلاّ من حرم منه.
وكي نحافظ على الصحة فلا بد من الإلتزام بإصول الصحة، وهي كالآتي:
_التغذية السليمة.
_الحركة المستمرة.
_الامتناع عن كل ما يضر بالصحة.
_الاعتدال في كل ما يرتبط بالجسم.
اضافةتعليق
التعليقات