• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter youtube instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • اعلام
  • صحة وعلوم
  • ثقافة
  • تربية
  • منوعات
  • خواطر
  • الصور

تبصرة تنموية من الخطبة الفاطمية: الزكاة وآثارها المادية والمعنوية على الإنسان

فاطمة الركابي / الخميس 06 كانون الثاني 2022 / اسلاميات / 856
شارك الموضوع :
المقالة الفائزة بالمرتبة الأولى في مسابقة الكوثر الفاطمي

نجد إن الفقرة بدأت بالزكاة ثم التزكية ثم نماء الأرزاق، ولعل ذلك لكون العطاء قيمة مغروسة بالفطرة

المقالة الفائزة بالمرتبة الأولى في مسابقة الكوثر الفاطمي

إن من الفتوحات المعرفية للسيدة الزهراء(عليها السلام) في خطبتها الشريفة هي تبيان دور التشريعات الإلهية في حياة الإنسان بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام، وكيف إن هذا الدين وكل ما جاء بتشريعاته هو لبناء الفرد وإيصاله لكماله الإنساني.

وهنا سنتطرق لفقرة واحدة من خطبتها التي قالت (عليها السلام) فيها: "والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق"(١)، إذ تُعد الزكاة من ضروريات الدين المؤكدة، ومن أركانه التي بُني عليها، لما لها من آثار مادية ومعنوية على المؤتي لها.

تأملات في مفردات هذه التبصرة الفاطمية

نجد إن الفقرة بدأت بالزكاة ثم التزكية ثم نماء الأرزاق، ولعل ذلك لكون العطاء قيمة مغروسة بالفطرة، تحتاج أن تتحول إلى سلوك، فإن جربه الإنسان سيذوق حلاوة هذه القيمة المعنوية، وستحصل لديه استنارة داخلية لتتحول هذه السمة إلى مَلَكة ذاتية فتسمو ذاته الإنسانية.

وعندئذ تتحقق تزكية النفس بهذا المصداق؛ فالنفس لما تُلهِم صاحبها حُب العطاء هي علامة على أنها في طور النمو والتطهير بالتخلي عن التعلق بأي شيء في حوزتها، وهكذا ستكون قادرة على بذله وإعطاءه، لأنها مستغنية بالمصدر الأصل لهذه العطيات، ومستشعرة بصدق من هو المالك الحقيقي الذي بيده المنع والعطاء.

كما إن من الملفت أن السيدة (عليها السلام) نسبت فعل التزكية لصاحبها، أما في الرزق فلم تعبر بـ(تنمية) بل قالت و(نماء)، لأن في النماء إتمام الرزق والحصول عليه بشكل دفعي- لا تدريجي كما في مفردة (تنمية)- فهو فعل يوحي لصدوره كجزاء من الله تعالى المُعطي لتلك الأرزاق، كما في قوله تعالى: {وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}(الروم: 39).

كما وعبرت السيدة (عليها السلام) بقول (في الرزق) وكأن في ذلك تأكيد على التوسعة في دائرة الخير والنفع الذي سيناله المُحسن/دافع الزكاة في عموم رزقه لا في المورد الذي أنفق منه فقط، وذلك وفق القانون الإلهي {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}(الرحمن:60)، وإحسان الله تعالى بلا شك هو أكبر وأتم وأعظم.

التبصرة الفاطمية من وحي تبصرة قرآنية عامة

إن هذه الفقرة التي ذكرتها السيدة متحققة في مجموعة من الآيات، واحدة منها قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5)وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6)فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7)وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى(8)وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى(9)فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}(الليل:10)، فعند التأمل فيها نجدها عِظم هذا التشريع ودوره في حياة الإنسان، إذ قسمت الناس إلى صنفين:

الصنف الأول هو من تنطبق عليه التبصرة الفاطمية، فالعطاء مفهوم عام، والزكاة مفهوم خاص منه، والتصديق والتقوى أتيا في قبال تزكية النفس، ففي قوله تعالى: {...وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}(البقرة :177).

وأهل التقوى المصدقون هم ممن يعملون على تزكية أنفسهم، كما يشير لذلك قوله تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ.... فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}(النجم :32)، إذ النهي يراد به أن لا يجزم المتقي إنه قد بلغ مقام التزكية فيصف نفسه به، بل تكليفه هو العمل المستمر على تزكيتها.

ثم إن التيسير لليسرى هو في قبال مفهوم نماء الرزق، ومن الجدير بالذكر أن (التيسير لليُسرى/نماء الرزق) الحاصل لا يعني عدم الحركة والسعي بل ذكرت الآية أن هناك صبرًا على البأساء والضراء، وهناك وفاء بالعهود شارة لتحمل المسؤولية.

إنما يعني تحقق استشعار معية الله تعالى وتقبل اختبارات الدنيا وطبيعتها لكونها دار محفوفة بالمصاعب، عندئذ يعيش حالة التيسير لليسرى داخليًا بتحقق الاطمئنان، وخارجيًا بالاهتداء لأفضل الخيارات وأصوبها لبلوغ ما يسعى إليه.

أما الصنف الآخر هو ممن لا تنطبق عليه تبصرة الصديقة (عليها السلام)، غير العامل بهذا التشريع ممن يتصف بالبخل بشكل عام، والآية الكريمة عللت ذلك لوجود حالة من الاستغناء لديه - فكما يبدوا- للاستغناء أوجه يمكن أن نستلهمها من ظاهر الآية نفسها منها:

وجه الاكتفاء بما عنده لأنه يرى ما بين يديه؛ فيخاف فقده إن أعطى منه فلا ينفق منه، أي إن البخيل عادة يكون صاحب نظرة مادية محض أي هو يفهم أن ما يعطيه للآخرين بلا مقابل منهم إنما هو خسارة ونقصان في أصل ما عنده من أرزاق.

ووجه إنه يرى نفسه إنه المصدر والسبب الأصل في ما يملك، [فيُكذب] بحقيقة أن ما لديه من نِعَم هي بالأصل حصل عليها من المُنعم (عز وجل)؛ لذا هو ممن [لا يُصدق] إن إحسانه بالإنفاق مما لديه سيزيد أو سيعود عليه بالمزيد.

ولهذا نرى إن من صور التيسير للعسر وليس العسر فقط التي تتجلى في حياة البخيل أنه يكتنز ما يحصل عليه من أرزاق كالمال والثروات ولا ينفقها حتى على نفسه، ويجعل من حوله يعيشون الفقر، ويموت وهو غير منتفع منها في حياته ولا حتى بعد مماته، كما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (التوبة :34).

تنبيه تربوي فاطمي

إن خلود هذه الخطبة بكل ما قيل فيها، إنما حصل لكون مُلقيها من أهل القول والفعل، فهذه الفقرة ما هي إلا إحدى مصاديقها، فالسيدة (صلوات الله عليها) كانت تعيش كل هذه المعاني وقد تجسدت فيها، وسارت بكل ما جاءت به الشريعة، حتى أصبحت حجة على العالمين، ومثال وقدوة للمتشرعين.

فهي "الزكية" التي لم تكتفي بأن تكون امرأة كريمة وذات جود وسخاء، بل كانت من أهل الإيثار بالعطاء، كانت تؤثر الجميع ولو كان بها خصاصة، وكانت تؤثر حتى على مستوى الدعاء فتقدم الجار قبل أهل الدار، وفي ختام مسيرتها آثرت ببذل نفسها في سبيل سلامة دين أمة نبيها المختار (صلى الله عليه وآله).

فلم تصل إلى مرحلة نماء الرزق بل هي ذاتًا تجلى فيها معنى تمام الأرزاق، فحبها وقربها وموالاتها والبراءة من أعدائها رزق تام كامل لا يناله إلا ذو حظ عظيم.

بالنتيجة السيدة (عليها السلام) تُبصرنا لحقيقة أننا متى ما كان أحدنا من أهل العطاء والبذل بما يُكلَف به ويُنعَم فيه، ستسمو نفسه، ويتصل بربه، فيُسخر له المزيد، ليَستثمره في استعمار ما استخلف فيه؛ فيعيش (التيسير لليسرى/نماء الرزق)، ويتجنب عقبة (التيسير للعسر/التقتير بالرزق)، وهكذا نصل لفهم شيء من أثر هذا التشريع، وأصل فائدته العائدة على نفس العامل به.

__________

(١) شرح خطبة الصديقة فاطمة الزهراء(عليها السلام): ص١٤٩.

الدين
الشخصية
التاريخ
القرآن
فاطمة الزهراء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    آخر الإضافات للكاتب (ة): فاطمة الركابي

    آيات وإضاءة مهدوية: التسليم والامتثال

    آيات وإضاءة مهدوية: التسليم والامتثال

    السبت 14 آيار 2022/ 609
    آية وإضاءة للحياة: التوكل في وسط الامتحان قمة الإيمان

    آية وإضاءة للحياة: التوكل في وسط الامتحان قمة الإيمان

    الخميس 28 نيسان 2022/ 726
    الحياء منهاج حياة

    الحياء منهاج حياة

    الأحد 17 نيسان 2022/ 584
    أسس بناء البيت المهدوي: المعرفة النفسية

    أسس بناء البيت المهدوي: المعرفة النفسية

    السبت 26 آذار 2022/ 746

    آخر الاضافات

    في مواجهة العواصف الترابية: جندي عراقي يزرع الأشجار لحماية البيئة

    الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء.. مشاعر تمنحهم الأمان لتربية صالحة

    الكتابة المسمارية: أدب بلاد الرافدين

    جمعية المودة تقيم ندوة حول التربية الاستراتيجية في منهج الإمام الشيرازي

    الأكثر قراءة

    • 24ساعة
    • اسبوع

    الكتابة المسمارية: أدب بلاد الرافدين

    • 435 مشاهدات

    الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء.. مشاعر تمنحهم الأمان لتربية صالحة

    • 429 مشاهدات

    في مواجهة العواصف الترابية: جندي عراقي يزرع الأشجار لحماية البيئة

    • 417 مشاهدات

    جمعية المودة تقيم ندوة حول التربية الاستراتيجية في منهج الإمام الشيرازي

    • 1257 مشاهدات

    النمش: متى يكون خطيرًا

    • 1236 مشاهدات

    التوتر المالي.. ماهو وكيف تعالجه؟

    • 1159 مشاهدات

    ثقافة الحوار.. للفهم أم للرد؟

    • 1119 مشاهدات

    اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات.. التحول الرقمي في الأوقات الصعبة

    • 710 مشاهدات

    روزا صالح.. من طالبة لجوء إلى عضوة في المجلس البلدي الاسكتلندي

    • 707 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    009647714768158
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • اعلام
    • صحة وعلوم
    • ثقافة
    • تربية
    • منوعات
    • خواطر
    • الصور

    اهم المواضيع

    في مواجهة العواصف الترابية: جندي عراقي يزرع الأشجار لحماية البيئة
    • منذ 15 ساعة
    الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء.. مشاعر تمنحهم الأمان لتربية صالحة
    • منذ 17 ساعة
    الكتابة المسمارية: أدب بلاد الرافدين
    • منذ 17 ساعة
    جمعية المودة تقيم ندوة حول التربية الاستراتيجية في منهج الإمام الشيرازي
    • الإثنين 23 آيار 2022

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2022
    2022 @ بشرى حياة
    facebook twitter youtube instagram telegram