(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (١) وهكذا ليس المقصود هو التلفظ بها على اللسان فإن الأمر إذا كان بهذا النحو فهو سهل يسير، لكن المقصود والذي يسعى الفرد المنتظِر وكذلك المجتمع المنتظِر _ إلى تحقيقه والوصول إليه هو جوهر الحب ولبّه وأصل العشق ومعدنه ومنبت الوله ومركزه.
فلهذا هناك حب للإمام ينبع من اعماقنا ويسير في عروقنا، فالحب هو حزن القلب وابتسامة الثغر، الحب هو تتبع حركات المحبوب وسكناته والأنس بألم الفراق على أمل اللقاء.
فمن هنا يجب أن نبدأ المسير وتتحرك قافلة المنتظرين ونتعلم كيف نحب وكيف نعشق، فنحن بحاجة إلى مناجات الإمام وعطفه ورأفته.
نحن بحاجة إلى استشعار حضور الإمام عليه السلام لا مجرد وجوده المقدس، نحن بحاجة إلى التعلم خطوة بعد خطوة ومرحلة تلو أخرى من أجل الوصول إلى الهدف المنشود والغوث والرحمة الواسعة.
فلهذا علينا أن نسأل أنفسنا كيف يكون انتظارنا له؟
فمجرد الأنتظار وأن نكون مكتوفي الأيدي!
ولانعمل أي شيء في حقه، فلنعمل بحق ولتكن ارواحنا معلقة به متمسكة بقدسية الإمام عليه السلام.
فشباب هذا اليوم وتلك التكنولوجيا الحديثة التي باتت رغم فائدتها الا أنها سيئة من جانب آخر، فهو يقول أنني من المنتظرين له واني من العاشقين الوالهين لحبه وأنا مستمر بالدعاء له بأن يظهر الحق ويزهق الباطل.
لكن هو ينسى كل شيء فقط في وقت شدته يتذكره أن هناك أمام غائب فنتشفع به ونتوسل به لكي يقينا الشرور في حياتنا ونحن لانعمل ذرة له، ولو شيء بسيط فالصدقة له أحب شيء، وذكره في كل فرض باللهم عجل لوليك الفرج، هكذا تكون حياتنا كلها نسيت وغداً أفعل
فيا للعجب من هذا الجيل الذي يؤجل كل صالح للأمام عجل الله فرجه ويبدي اهتماما بأعماله الخاصة، همه الدنيا الدنية ومازال شبابنا يعمل بالمعاصي ولايخجل ابداً.
فكان هناك شاباً يستمع للغناء والمرح وكل شيء وكما أن هاتفه الذي بات يحمل أثقل الذنوب والذي لايتوب، فلو تخيلنا أن طرق الباب أحداً ونحن غارقين في سبات الذنوب ولم نفتح ذلك الباب، فماذا سيكون حالنا حينما نعلم بأن الذي طرق الباب هو الإمام عجل الله فرجه
فماذا عسانا نفعل؟
وكيف سنجزي عن ما عملناه؟
أيكفي الندم والحسرة، والألم والفراق بعدما أتى ليختارني من بين الجميع وأنا بعيد عنه..
فكم هو جميل أن يناجي الغافلين والمحبين لذلك الإمام الوحيد الغريب الذين إبتلوا بعاصفة الذنوب، وكسروا قلب الإمام الرؤوف بحجر المعصية ونثروا على جرحه الملح، فليناجوه..
فاللهم أجعلنا ممن يردد دعاء الندبة كل جمعة ويردد بتلك الكلمات (أَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ).
بهذه نعطر نفونسنا بذكره وننقي قلوبنا من الدنس، وأختم قائلة اللهم عجل لوليك الفرج.
اضافةتعليق
التعليقات