كانت جالسة تحاكي نجوم السماء تفكر بكلمة قرأتها تقول: "لمَ أحمل بداخلي أحلام النوارس، ولا أملك جناحين لأحلق بهما؟".
كانت تفكر هل هي نورس ككاتبة هذا الكلام بلا أجنحة، أم أن لها جناحان منكسران؟!
فغدت كسيرة القلب تشعر بشدة الحرمان؛ ولا تقوى على التحليق في السماء ولا الطيران حيث تصل إلى ما تصبو إليه من أحلام، كان في داخلها أمل لكنه ممزوج بخوف من أن تطوي صفحات عمرها بيضاء كبياض تلكم النجوم دون أن ترسم لغايتها حدود.. وترحل من دون أن تبقي إلى ذاتها وجود!.
فجاءها الجواب من نجمة كانت متلألئة في السماء:
- اعلمي أيتها النجمة الأرضية الحالمة "في الفكر يُرى اخر العمل" فأصنعي الوعي في داخلكِ لتري كيف أن صفحات عمركِ ستملأ... بالإنجاز لا الأماني... وبالحياة لا الخيال..
- ومن اين آتي بجناحيَّ وأبلغ الوعي؟
قالت لها:
- لا تَختبئي!!
ولا تُخبئي أحلامك خلف أغصان حياة الكسالى المليئة بالتسويف والأعذار الواهية بل إسمحي لها بأن تستنشق هواء الإنجاز والإبداع..
الوعي أن تدركي أنكِ إنسان صنع من أحسن الخلق؛ تخلقي بأخلاق خالق الانسان، أنتِ قادرة أن تكوني خلاقة مبدعة صانعة للحياة التي خلقتِ لأجلها ولتؤدي الرسالة التي قد غرسها تعالى في داخلكِ.. ثقي بأحلامك وبأنها تستحق أن تنمو، وتستحقين أن تزهري وتجني من جهدكِ الثمر..
فهذا وعد الله لمن سعى بأن سعيه سوف يراه وإن طال المدى، وإنه يجزي المحسنين بالجزاء الأوفى.. فقط بيدك "القرار" إربطي حلمكِ بالمقتدر، فمن كان له حلم لله، روحه لن تتنازل عنه أبدا؛ ولن ينهكها طول الصبر..
أِنت لا تملكين جناحين بل أجنحة قد وهبها لك تعالى المنان: أوليس عندكِ الإيمان والسعي لتنطلقي في الحياة الانسانية.. والخوف والرجاء لتنطلقي في علاقتك مع الله.. والصبر والصلاة جناحاكِ لتطهير روحك من كل الأدران... لتسمو ولتحقق ما إليه تصبو.. والدعاء والتوكل لتحقيق أهدافكِ وأمانيكِ... والعزم والإرادة لتبلغي التوفيق والسداد من بارئك.. ألا يكفي لتحلقي؟؟
تهلل البشر في وجهها، وقالت: يا معين يا رب الأرض والسماء.
اضافةتعليق
التعليقات