ان المهم في الجماعة التي تجاهد لأجل إعادة حكم الإسلام أن تربي أفرادها لأن تكون مظلة للكل، بكل أمن ورفاه وسلام.
والسلم من (الأمن)، والرفاه من (أطعمهم من جوع) كما ذكرا في الآية الكريمة: (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
فالأول يشمل بالملاك كل لوازم الجسد، والثاني يشمل الأمن من الفقر في المستقبل والمرض، والخوف من الفوضى، وما أشبه ذلك.
فإنها هي المظلة التي جعلها الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) إبان حكومتهما على تسع دول في حكومة الرسو خمسين دولة في حكومة أمير المؤمنين حسب خارطة اليوم، وهذا هو الشيء الذي يمكن أن يجلب الناس الى طرفه، أما إرادة إعادة خلافة مذكورة في التواريخ ملؤها المآسي، أو ولاية لم يقرها شرع أو عقل فهو أول خطوة في السقوط.
نعم لا شك أن المنكرات يجب ان تمنع حسب الإمكان، أما صنع مثل هذه المظلة فكريا، واخراجها الى عالم الوجود علميا، فهما بحاجة الى جمع كبير من الخبراء الدينيين والزمنيين ومزاولة ومدارسة في الأفكار والاعمال على طول الخط قبل قيام الدولة وبعد قيامها.
حتى تكون السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة وما الى ذلك حالها حال الدروس الحوزوية العالية من البحث الحر والنقاش العلمي، والمداولة والتعايش السلمي في الأخذ والعطاء، والتي كلها كانت مفقودة في المظلتين الخلافية والولائية اللا شرعية.
وان اهم ما يلزم على الحركيين والدولة الإسلامية هو اتخاذ حالة تقدمية فإنه بدون ذلك لا يمكن للحركي الوصول الى الدولة، وإن قامت، كما شاهدنا ذلك في الدول التي قامت ثم سقطت سواء في بلاد المسلمين وغيرها.
والمراد بالحركة التقدمية اتصاف المسؤولين، سواء في الحركة أو في الدولة بمقومات التقدم، ومنها الزهد في الدنيا والهدفية في جميع امورهم ومن زواجهم وولاداتهم وعزائمهم، وفي نفس الحركة وفي سلوكهم، ورسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كان خير اسوة في هذه الامور، كما ان عليا امير المؤمنين كان كذلك خير أسوة، وهكذا حال سائر الأنبياء والأوصياء ولذا نجد أن الحركات التي تعلمت منهم تمكنت من الوصول، بينما من لم تتعلم منهم لم تصل، وعلى تقدير الوصول سقطت بأول هبة من الرياح لعدم وجود الجذور لهذه الشجرة.
اضافةتعليق
التعليقات