نادي أصدقاء الكتاب هذا الشهر تناول جانبين الجانب الأول كان كتاب (الوسطية والاعتدال في الفكر الاسلامي) والذي كان عبارة عن نص كلمة آية الله السيد مرتضى الشيرازي دام ظله والتي أُرسلت الى (المؤتمر العلمي الوطني حول الاعتدال في الدين والسياسة) المنعقد في جامعة كربلاء المقدسة وقد ألقاها سماحة العلامة الحجة الشيخ ناصر الاسدي دام عزه..
لقد كانت العدالة بشتى تجلياتها والاعتدال والوسطية في مختلف أبعادها هي الحلم الأسمى لسكان الصحراء للبشرية المعذبة على مر التاريخ، بل لقد كان العدل والإعتدال هو الهدف من رسالات الانبياء جميعاً وكانت الوسطية هي الطريق الآمن والوحيد للوصول الى رضا الرب وإقرار الحق والعدل.
وقد إستهدف المتطرفون من كل الملل والنحل الاعتدال والوسطية وحاولوا تدمير بُنيتها الأساسية بكل عنف وضراوة سواء أكانت الوسطية في العقيدة أم في الشريعة، وسواء كان الاعتدال في السياسة والاقتصاد والاجتماع أم في الفكر والثقافة أم في غير ذلك..
وكان طريقهم الى ذلك مصادرة العقل السليم بإثارة النوازع البهيمية وتحكيم مرجعية القوة الغضبية من جهة وتجاوز النقل بأغفال المُحكمات العقلية والقرآنية والتشبث بالمتشابهات من جهة اخرى..
وكان هذا البحث المُوجز يضطلع بمهمة إستنطاق المُحكمات القرآنية وإستجلاء البصائر الربانية في مبحث (الوسطية والاعتدال)..
وهو يتمحور حول آيات أربع:
1-آية الرحمة (فبما رحمة من الله لنَّت لهم)، و(لايزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم).
باعتبارها الحكمة والفلسفة الكلية وراء الخلقة ولكونها مقصداً من أهم مقاصد الشريعة ومنشأ من أهم مناشئ التشريع.
2-آية الوسطية (وكذلك جعلناكم أمة وسطا).
نظراً الى كونها التي تحدد التموضع الاستراتيجي للأمة الإسلامية والصفة العامة التي تتميز بها بين الامم.
3-آية التعاون (وتعاونوا على البر والتقوى) كونها التي ترسم المنهج العام في حياة المؤمنين كافة.
4-آية الإمضاء والإلزام (لكم دينكم ولي دين).
حيث إنها التي تحدد الإطار القانوني والحقوقي العام للتعامل مع الاخرين من الاديان الأخرى
ويخلُص البحث الى أن التطرف لا ينمو إلا في حواضن طبيعية او مفتعلة، ومنها:
الجهل والغفلة والتجهيل والتضليل والفقر والبطالة والتضخم وسوء الإدارة والاستبداد وزيادة القيود الكابتة والعنف والارهاب بإعتبار إنَّ العنف يُولَّد العنف في حركة دورية مُتسلسة.
كما يُلَّخص البحث إلى إنَّ العلاج هو مسوؤلية مشتركة تقع على عاتق المفكرين والعلماء والجامعيين كما تقع على أعناق المسوؤلين ومنظمات المجتمع المدني جميعاً ويختتم بتوصيات
حول بعض الاليآت التي تتكفل بالإيصال إلى ذلك كله ومنها:
عقد النداوت والمؤتمرات التخصصية والحوارية وتأسيس مراكز دراسات تتخصص في البحث عن سُبل وآليات القضاء على حواضن التطرف وتجفيف منابع العنف والارهاب ومصادره الفكرية والاجتماعية والاقتصادية.
والجانب الثاني من النادي كان للمشتركات فيه عرض كتاب من اختيارهن كان له تأثير وفائدة خاصة عليهُنَّ لتعريف بقية المُشتركات به ومشاركتهن تجربة قراءته، وتميزت الكتب المختارة بإنها باقة مُختلفة تنموية وعقائدية وترفيهية حفزت إحداهن الاُخرى لقراءته والإستفادة منه.
اضافةتعليق
التعليقات