نظراً لكثرة المشعوذين في الآونة الأخيرة ممن يدعون الطب, ويعالجون عن طريق السحر أو الكهانة, وانتشارهم في بلادنا الإسلامية, واستغلالهم للسذج من الناس ممن يغلب عليهم الجهل, قد رأيت من باب النصيحة لله, أن أكتب عن هذا الموضوع الذي أنتشر بشكل فضيع في العراق, ترى النساء والرجال يذهبون إلى هؤلاء المشعوذين كل ماضاق عليهم أمراً في الحياة, فتاة تأخر زواجها, وزوجان حدث بينهما خلاف, وآخران تأخرا في الإنجاب وغيرها من الأمور الكثيرة تجد حلها على حد قولهم عند هؤلاء الدجالين السحرة!.
حاشا لله أن يوكل أمرنا بيد مخلوق مثلنا لا حول له ولا قوة, إن كنت مريضاً يجب أن تذهب إلى دكتور أمراض باطنية أو جراحية أو عصبية أو نحو ذلك, ليشخص لك مرضك ويعالجك بما يناسبك من الأدوية المباحة شرعاً حسبما يعرفه في علم الطب؛ لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية, ولاينافي التوكل على الله, وقد أنزل الله سبحانه وتعالى الداء وأنزل معه الدواء, عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله, ولكنه سبحانه لم يجعل شفاء عباده فيما حرمه عليهم.
فلا يجوز للمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات ليعرف منهم مرضه, كما لا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجماً بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على مايريدون, وهؤلاء حكمهم الكفر والضلال.
عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث شريف قال: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء, لم تقبل له صلاة أربعين يوماً", وفي حديث اخر قال: "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول, فقد كفر بما أنزل على محمد".
ففي هذه الأحاديث الشريفة النهي عن إتيان العرافين والكهنة والسحرة وأمثالهم وسؤالهم وتصديقهم والوعيد على ذلك, فالواجب على ولاة الأمور وممن لهم قدرة وسلطان, إنكار إتيان الكهنة والعرافين ولايجوز أن يغتر بصدقهم في بعض الأمور, ولا بكثرة من يأتي إليهم من الناس, فإنهم جهلة لايجوز التأسي بهم؛ لأن الله ورسوله قد نهيا عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم؛ لما في ذلك من المنكر العظيم والخطر الجسيم والعواقب الوخيمة, ولأنهم كذبة وفجرة.
أخي العزيز, أختي العزيزة لايجوز أن تخضعوا لما يزعمونه علاجاً كنمنمتهم بالطلاسم أو صب الرصاص ونحو ذلك من الخرافات التي يعلمونها, فإن هذا من الكهانة والتلبيس على الناس, ومن رضي بذلك فقد ساعدهم على باطلهم وكفرهم, لايجوز لأحد منا أن يذهب إليهم ليسألهم عمن سيتزوج أبنه أو قريبه, أوعما يكون بين الزوجين وأسرتيهما من المحبة والوفاء أو العداوة والفراق, لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى, فليكن توكلنا على الله وهو خير المتوكلين.
اضافةتعليق
التعليقات