بلا هوية، هكذا أستطيع أن أصف أغلب من أراهم في مجتماعتنا هذه الأيام، بتخبط يسيرون نحو اللاهدفية، مستهزئين بكل ما يمت للدين بصلة، ناقدين الفساد المنتشر! مُدعين للانسانية، ممارسين للجرم مع أهلهم! مُتعجبين بعلوم الغرب، جهلاء لا يودون التعلم!.
السؤال: لماذا أصبحت مجتمعاتنا بلا هوية واضحة تميزها؟
الجواب ببساطة: التقليد الأعمى، تعطيل العقل، ركن الدين هذه هي الأسباب.
إذ إننا نلاحظ خطابات واجهة المجتمع من النخب الاكاديمية أو المؤثرين كما يُسمون هذه الأيام، محورها التبجح بالثقافة الغربية وطاقاتهم الابداعية كما يدعون هم، فكان ذلك سبب كبير في برمجة العقول بالثقافة المحبطة للهِمم، نرى قديماً أن لمجتماعتنا الاسلامية تأثير واضح على الآخرين إذ إنها كانت تُعد من المجتمعات المتقدمة التي يتفاخر الآخرين بنقله للثقافة الاسلامية إلى مجتمعه، أما ما يحصل الآن فهو انسلاخ المسلمين من ثقافتهم الاسلامية بحجة التطور ومواكبة العصر وتقليدهم لكل تجارب الغرب سواء كانت سلبية أو إيجابية.
قد يعتقد البعض بأن الجهل الذي نعانيه سببه قلة المعلومات، في حين وجود مواقع التواصل ومصادر المعلومات المنتشرة بسهولة في كل مكان، معاناتنا هي كثرة المعلومات لا قلتها، إذ إننا نرى مئات المعلومات الجديدة تنتشر بشكل واسع في كل يوم، فلم يعد للعقل وقت التفكر فيما إذا أنها صائبة أو خاطئة لذلك أصبح يخزنها وينقلها للعقل اللاواعي فتتحول إلى سلوك.
ما الحل؟
- الخطوة الأولى لإيجاد الحل الحقيقي هي الإيمان بأن الالتزام بالدين الاسلامي وطاعة أولياء الله تعالى هو سبب في سعادة الفرد ورفع مستواه العلمي والانساني في الدنيا والاخرة.
روي عن سيد الانسانية أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (طاعة الله مفتاح كل سداد، وصلاح كل فساد). لماذا مثلا نجد تفاعل المسلمين مع بعض الحوادت والمعارف الغربية التي تُكتشف حديثاً ونجد قسماً كبير منهم يحاول أن يجد شيء بالقرآن يثبت ذلك ليتفاخر، بدلاً من استخراج علوم القرآن واخضاع العلوم العامة لعظمته أصبحنا نحاول أن نحصر القرآن بدائرة العلوم المُكتشفة.
- تحمل مسؤولية تغير ذواتنا ومن هم حولنا بدلاً من التبرير ولوم المجتمع والظروف، التحول من كوننا متأثرين إلى مؤثرين، إذ إننا سنُسأل عما كُنا نعمل لا ما كان مجتمعنا يعمله، (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
لماذا يجب ان نكون مؤثرين؟
الجواب ببساطة لأننا يجب أن نكون انعكاساً لنور أعظم مؤثرين عرفهم التاريخ البشري، محمد وآله الطاهرين.
ختاماً ثق أنكَ أيها القارئ مختلف تماماً عني وعن من هم حولكَ، خُلقنا بقدرات ابداعية مختلفة، باستعمال تلك الطاقات ستتغير وتُغير، كفانا تخبط، تذمر، تبرير.
اضافةتعليق
التعليقات