الأعوام أرقام متداخلة متتابعة تأتي إلينا دون حسب دون عد دون رسم، تسير في أهواجها ونحن متبعين أنها مولد للزمن الذي يعتبر أكبر منافس للإنسان فالسنة لا تعد بالأشهر والأسابيع والأيام، إنما بالرضا وطاعة الله، والجد والاجتهاد بعمل الخير، لتكون سعيدة بإذن الله ورضوانه. ومخطئ مَن يحسب أيام وسنوات عمره بانتباهة مفاجئة، فيقفز إلى ذهنه حساب السنين، ويردّد بحسرة: كبرتُ وصرت بالعشرين، أو الثلاثين، أو الأربعين، أو الستين، أو السبعين... ما كان لإنسان أن يصير ويكبر لولا مشيه وعبوره لدرب الحياة، وهذا وحده مكسب كبير ففي هذه اللحظة على كل إنسان يستطيع أن يجدد حياته، ويعيد بناء نفسه على أوجه العمل والجهد والأمل والتوفيق، على الإنسان أن يجدد نفسه مع نفسه، وأن يعيد تنظيم حياته، ويستأنف العلاقة مع ربه بأفضل مما كان عليه. وأن يتخذ عهداً جديداً يرفع من شأنه حيث تقول الحكمة: "ليس تحديد الهدف هو أهم ما في الأمر، الأهم هو خطة السعي وراء تحقيقه والالتزام بهذه الخطة" بل هو أساس النجاح وكما هي الحكمة الشهيرة التي تقول: "إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل". ويذهب أحد حكماء الإدارة "ستيفن إيه برينان" إلى أبعد من ذلك حيث يجعل التخطيط هو السبيل الأوحد للنجاح فيقول: "يمكننا الوصول إلى أهدافنا فقط من خلال خطة نعتنقها بشدة ونعمل على تنفيذها بقوة ليس هناك طريق آخر إلى النجاح".
ويجب من جانب اخر الاعتبار بمرور الأيام فإن عجلة الزمن تدور، وقطار العمر يمضي، وأيام الحياة تمر، فمن منّا يتأمل في ذلك جيدًا، ويعتبر بما يجري، فالاعتبار مطلبٌ شرعي، أمرنا الله تعالى به في كتابه الكريم فقال سبحانه: {فَاعْتَبِرُوا يَا اولي الابصار}
لذا أن تعيش قاطعاً درب الحياة بصحبة من حولك، فهذا كسب كبير، خاصة وأن الدرب بجانبين؛ جانب اليومي والعادي وربّما المُمل، وجانب لحظات فرح تعبر كي تضيف رونقا على مسيرة الطريق، وكي تذكرنا بأن للدرب منعطفات تهزّ القلب والروح
يشقى البعض بارتفاع سقف أمانيهم، وهم يشقون أكثر حين يغفلون عما يحيط بهم من نعم صامتة بخيرها فمن لبس ثوب الصحة حاز نعمة غالية، تكاد تكون أثمن النعم.
ولأن السنة الجديدة لم تبدأ بعد، فإن أملنا في الله سبحانه وتعالى لا يزال كبيرا لينقذ أمتنا العربية من هذه الصراعات الدموية، وأن يسود الأمن والسلام في ربوع وطننا العربي الكبير.
اضافةتعليق
التعليقات