تعتبر القراءة من أهم النشاطات التي ترتقي وتتقدم بها الشعوب، وتعمل على نشر الوعي بين جميع أفراد المجتمع، أمرنا الله بها تبارك وتعالى عندما أنزلها على شفيعنا ورسولنا صلى الله عليه وآله وسلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق) لما تحمله القراءة من أهمية كبيرة فهي تعتبر مركز العلم وانتشار المعلومات وتطور الحضارات ونشر الوعي بين جميع طبقات المجتمع، فهي تعمل على تنقية العقول والمفاهيم واستنتاج طرق فعالة لحل المشكلات حيث تعد القراءة الحصيلةَ اللغوية التي لا بُدَّ أن يبنيَ الإنسانُ ذاتَه عليها، ويعمل جاهدًا على بلورة أفكاره ومخيِّلاته عبرها؛ حتى يواكبَ العصر، ويتلاءم مع تطلعاته ونهضته الثقافية المعاصرة. ومع الثورة المعلوماتية، والتقدم التكنلوجي وسطوة قنوات التواصل الاجتماعي، باتت القراءة المتعمقة أفضل أسلوب قرائي يضمن الوقت والجهد.
ومن مميزاتها ما يلي:
القراءة المتعمقة تساعد على التحفيز الذهني
يتطلب عقلك ممارسة التمارين للحفاظ على قوته وصحته، تماما مثل جميع العضلات في جسمك، وقد تم اكتشاف أن القراءة المتعمقة تساعد في تعزيز الاتصال في الدماغ، وتساعد في مشكلة انخفاض الذاكرة وتعزز من وظائف المخ، حيث أن انخفاض كل البنود السابقة أحد الآثار الجانبية للشيخوخة، ولكن القراءة المنتظمة قد تساعد في إبطاء العملية، والحفاظ على نشاطك في القراءة يمكن أن يؤدي إلى إبطاء تقدم مرض الزهايمر والخرف.
القراءة المتعمقة تساعد في تخفيف التوتر
عند القراءة المتعمقة، يجب التركيز على الشخصيات والمؤامرة التي تحكيها الرواية، ويتيح لك هذا التركيز في العالم الأدبي أن تنأى بنفسك عن ضغوط الحياة اليومية، مما يجعل عقلك وجسمك مرتاحين، ويمكن أن يكون هذا علاجا مثاليا للتوتر .
القراءة المتعمقة تساعد على النوم
في بعض الأحيان يكون من الصعب أن تغفو عندما يكون عقلك يتسابق وينشغل بالقلق بشأن مجموعة متنوعة من الأشياء، القراءة المتعمقة، حتى لو كانت لمدة عشر دقائق فقط، يمكن أن تساعدك على دفع كل ما كان يجعلك مستيقظا من عقلك، وبالتالي يساعدك على النوم، يمكن للأضواء الساطعة من الأجهزة الإلكترونية أن تشير إلى عقلك بأن الوقت قد حان للاستيقاظ، ويمكن أن تكون القراءة تحت ضوء خافت أكثر فائدة عند محاولة النوم .
القراءة المتعمقة فرصة جيدة للتعلم
التعليم ليس رخيصا، الفصول والندوات والبرامج التعليمية ليست سوى عدد قليل من الطرق التي يمكنك القيام بها لتعلم الأشياء، ومع ذلك فإن قراءة الكتب من المكتبة مجانية، وإذا قررت أن تشتري كتاب فإنك لن تجده باهظ الثمن، وإذا وجدت موضوعا ترغب في معرفة المزيد عنه، فهناك احتمال كبير بأن يكون في المكاتب العامة عدد من الكتب المتاحة عنه والتي يمكنها مساعدتك .
القراءة المتعمقة تعزز عمل الذاكرة
يحتوي الكتاب على العديد من المكونات المختلفة، المؤامرة والشخصيات والحوار وغيرها، والقراءة المتعمقة تتطلب منك استخدام عضلات الذاكرة الخاصة بك، وبالتالي فهي تساعد هذه العضلات على المدى الطويل، لأن الممارسة العقلية بطرق صعبة وتركيز أكبر قد يؤدي إلى انخفاض معدل انخفاض الذاكرة.
القراءة المتعمقة تزيد من التعاطف
تتطلب القراءة منا أن نتعاطف مع عواطف الشخصية، وتبين أن “نقلك عاطفياً” من كتاب إلى آخر يؤدي إلى زيادة التعاطف، على وجه التحديد وجدت الدراسات أن خيال القراءة يساعد القراء على فهم ما يفكر فيه الآخرون من خلال قراءة مشاعر الناس .
القراءة المتعمقة تحسن التركيز
في عالم اليوم يتم جذب انتباهنا في كثير من الأحيان في مليون اتجاه مختلف في وقت واحد، عند القراءة المتعمقة، فأنت تركز على شيء واحد، من خلال القيام بذلك تقوم بتدريب جسمك لتجنب الانحرافات في التفكير في العديد من الأمور، وهذه القدرة يمكن أن تساعد عند أداء المهام الأخرى التي تتطلب التركيز .
القراءة المتعمقة وسيلة من وسائل الترفيه
القراءة أرخص بكثير من الذهاب إلى السينما أو العديد من أشكال الترفيه الأخرى، وفي الواقع القراءة مجانية في المكتبة، والمكتبة تضيف باستمرار كتبا جديدة، لذا لن تقلق أبدا بشأن نفاد الكتب التي لم تقرأها، يمكن للكتب أن تنقلك إلى عوالم مختلفة، كل ذلك وأنت في مكانك دون أن تسافر وبالتالي لا تكون مضطر لتحمل دفع تكاليف السفر .
القراءة المتعمقة تساعد في توسيع حصيلة المفردات
كلما قرأت، زادت الكلمات التي تتعرض لها، ويمكن أن يساعد التكلم والتعبير بمفردات جيدة في زيادة الأداء الوظيفي واحترام الذات، وهذا بالطبع يمكن أن يؤثر على عملك بصورة إيجابية .
الخطوات الخمس للقراءة المتعمقة:
التّصفّح
يقصد بالتصفح استطلاعُ المادّة المراد قراءتها، أو مسحها بشكل شامل، مثل مشاهدة العناوين الرئيسيّة فيها والتركيز على قراءة الخلاصة أو النتائج الموجودة في آخرها، ثمّ إعادة قراءة الفقرة الأولى مع التّركيز على الكلمات والمصطلحات الهامّة فيها، ويجب أن تأخذَ هذه العمليّة الكثير من الوقت، ولكنّها تهيّءُ النفسَ لمباشرة القراءة، ومعرفة الفكرة العامّة من المقال، أو البحث المراد قراءته ليظهر لدى القارئ هذه التساؤلات عن أي شيء يتحدَّث النَّصُّ؟ وعن أيّ شيء تتحدَّث الفقرة الأولى؟ والفقرة الثانية؟
السؤال
تكون هذه الخطوة بعد تكوين الشخص للفكرة العامّة عمّا يرغبُ بقراءته، فيبدأ القارئ بوضع العديد من التساؤلات حول المادّة العلميّة بحيث يكوّن العديد من الأسئلة حول العنوان الرئيسيّ، أو حول الفكرة من هذه الورقة العلميّة، أو وضع الأسئلة حول العناوين الفرعيّة وما تحتويهِ من أفكار، والهدف من وضع هذه الأسئلة إيجاد الحافز الذي يدفعُ الشّخصَ للقراءة، كما أنّ الهدفَ الآخرَ هو تذكّر المادّة التي تمّت قراءتها بعدَ فترةٍ من الزّمن وتذكّر أهمّ ما كانَ فيها من أفكار.
لقراءة
في هذه الخطوة يبدأ القارئ بقراءة المادة العلميّة بتركيزٍ أكبر، والهدفُ من هذه الخطوة أن يبحثَ القارئ عن إجابة لجميع التساؤلات التي طرحَت المادّة ويرغب بمعرفة الإجابة عنها، ومن المهمّ أن يتذكر القارئ هذه الأسئلة وفقاً لترتيبها، كونه سوف يقرأ المادة العلميّة وفقاً للترتيب، وفي نهاية هذه الخطوة سوف يحصل القارئ على إجابة لجميع تساؤلاته التي طرحها من قبل.
التسميع
في هذه الخطوة على الكاتب ترك المادة العلميّة، ومحاوله استرجاع الأسئلة التي طرحتْها المادّة والإجابة عنها، ويمكنه استخدام لغته الخاصّة في التعبير بدلاً من اللجوء للكلمات الموجودة في المادة، وتعتبر هذه الخطوة هامة جداً؛ حيث إنّ التسميع أفضل من إعادة قراءة المادة للمرة الثانية، مع أنها الشرط الأساسيّ قبل قراءة المادّة مرة أخرى، والهدف منها تحسين مهارات العقل على حفظ المعلومات وتذكّرها بشكل أفضل.
المراجعة:
في الكثير من الأحيان قد ينسى القارئ الهدف من فقرة ما من هذه المادّة العلميّة، وقد ينسى الإجابة عن تساؤل ما كان قد طرحه حول فقرة معيّنة، وهذه الفقرة تسهّل على القارئ العودة للفقرة التي تحتوي على الإجابة بوقت قصير، كما أنها تساهم في مراجعة المادّة بشكل كامل.
المهارات التي يكتسبها الفرد بالقراءة المتعمقة:
تدفع عملية القراءة المتعمقة إلى تعزيز مهارات الفهم والإدراك، والتفكير الاستنتاجي والاستدلالي، ومهارات المناظرة والتحليل النقدي، كما تساعد على تحسين الانتباه والوعي لدى الإنسان. تشير الكثير من الأبحاث إلى أهمية القراءة المتعمقة للصحة العقلية، بسبب نشاط المخ وحيويته عند الاندماج مع الأفكار التي يقرأها الإنسان، فيشعر بالخوف والمعاناة والسعادة التي سطرها الكاتب بحروفه، وهو ما يُعزِّز مهارات التفاهم والذكاء العاطفي لدى القارئ المتعمق.
تساعد القراءة المتعمقة، التي تعمل على تحليل النصوص والأفكار، على تطوير عمليات التفكير والتأمل والتخيُّل في الدماغ، وهو ما ينمي القدرات التعبيرية والشفوية، ومن ثمَّ القدرة على الكتابة والإلقاء. نتيجةً لكثرة اطلاع الفرد على الكتب والمعارف المتنوعة، يولد ذلك عنده الأفكار المختلفة والقدرات الإبداعية. تساعد القراءة عمومًا على التخلص من الاكتئاب والتوتر العصبي، وذلك بسبب اطلاع القارئ على أفكارٍ وأبعاد جديدة للحياة من خلال التجارب التي قرأ عنها، ممَّا يقلل من الأفكار السلبية التي تجتاحه عند التعرُّض للمشكلات.
اضافةتعليق
التعليقات