إن مرحلة الشباب هي أهم مرحلة في حياة الإنسان فهي مرحلة الانتاج والابداع ولكنها الأخطر إذ يكون الإنسان فيها قابلاً للتغيير .
وإذا ما نظرنا إلى حال الشباب المسلم اليوم لبدا واضحاً فقدانهم هويتهم العربية والدينية فشتان بين شباب الأمس واليوم .
إن قساوة المعيشة وتردي الأوضاع الاقتصادية وما خلفته الحروب ونقص الثقافة الدينية جعلت من الوطن العربي بيئة خصبة يستغلها الغرب لزرع ما يشاء حتى أصبح الشاب مجرد ألعوبة في يد الغرب.
بدأ الأمر بإدخال أزياء وتسريحات غريبة وانتهى بغزو فكري جرار يبعد الشاب عن كل القيم الاسلامية مستغلين حالة اللاوعي الجماعي وذلك بتغيير مقاصد بعض الآيات والأحاديث الشريفة واستغلال ما فعله مغتصبي الخلافة وحكام بني أمية والعباس من أمور لا تمت للإسلام بصلة وزرع الأفكار المسمومة ببرامج ظاهرها ترفيهي أو مقاطع وأفلام تصور بأن الدين في القلب وليس في السلوك أو المظهر .
والحقيقة التي تتراءى لنا هي نجاح الغرب في السيطرة على عقل الشاب العربي.. فإلى متى يا ترى نسمح لهذا العدو بأن يجثم على صدور شبابنا ويحرمهم أفضل ما يمتلكون وهي هذه المرحلة العمرية المهمة؟!
إن الحلول المتعارفة كبناء المساجد والحسينيات وإقامة المحافل وإلقاء المحاضرات ورد الشبهات كلها أمور مهمة لا يمكن الاستغناء عنها حتى أن الجاسوس البريطاني مستر همفر أشار في مذكراته أن حكومته اعطته وبقية الجواسيس كتاباً بعنوان (كيف نحطم الاسلام) وفيه وصايا لهم للقيام بها منها :
١. يلزم صرف المسلمين عن العبادات والتشكيك في جدواها فإن الله غني عن طاعة الناس، ويلزم المنع أشد المنع عن الحج وعن كل اجتماع بين المسلمين (مثل صلاة الجماعة) وحضور مجالس الحسين والمسيرات الحزينة له، كما يلزم المنع أشد المنع عن بناء المساجد والمشاهد والحسينيات ..
٢. يلزم إغراء المرأة بإخراجها عن العباءة بحجة أن الحجاب عادة خلفاء بني العباس وليست عادة اسلامية أصيلة.
٣. أما المقابر فاللازم هدمها بحجة أنها لم تكن في عصر النبي وأنها بدعة كما أن اللازم صرف الناس عن الزيارات بالتشكيك في كون هذه المقابر الموجودة للنبي والأئمة والصالحين.
٤. والحسينيات يجب هدمها واتهامها بأنها بدعة وضلالة وإنها لم تكن في عهد الرسول وخلفائه، كما يجب منع الناس عن ارتيادها بكل الوسائل ويجب تقليل الخطباء.
٥. اللازم اشراب الحرية إلى نفوس المسلمين فلكل انسان ما يريد من الأعمال فلا يجب الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر ولا تعليم الأحكام، ويلزم الالقاء إليهم بأن (عيسى على دينه وموسى على دينه) (وأن أحداً لا ينام في قبر أحد).
إلى غيرها من الوصايا المذكورة في الكتاب، وما هذه الوصايا إلا لطمس نقاط القوة عند المسلمين .
لكن هل كل المسلمين يذهبون الى المساجد والحسينيات أم أنهم كلهم يقرؤون الكتب والردود على الشبهات!
مهما نجحت هذه الحلول في التقليل من خطر مخططات الغرب لكنها ليست لوحدها كفيلة للقضاء عليها، فإنه لابد من المواجهة بأساليب جديدة تحبط مشروعاتهم .
إن الإعلام هو السلاح الأقوى اليوم، مع هذا لا نجد اعلامياً مسلماً نجح نجاحاً عالمياً في ايصال أفكار الإسلام الحق إلى العالم !
ولابد أيضاً من مزاحمة الغرب في كافة وسائل التواصل الاجتماعي بإنشاء صفحات بلغات عالمية تبين الدين الإسلامي وترد على الشبهات المطروحة حوله وتبين تناقض بقية الأديان المبتدعة والمحرفة.
وكلنا نعلم مدى ميل الشباب بشكل عام إلى الأفلام فاللازم إذاً أن نقوم بإنتاج أفلام سينيمائية عالمية مترجمة بلغات عدة عن سيرة أهل البيت توجه الشاب توجيهاً صحيحاً، ويتعرف فيها الشاب الغربي على الدين المحمدي الحقيقي لا دين الارهاب والقتل الذي جاء من السقيفة، وبهذا تحبط كل مخططات الغرب ويعود المسلم لمكانه الأصلي ولا مكان له إلا في القمة.
اضافةتعليق
التعليقات