هل أنت من النوع الذي يؤمن بأن العطايا لا تنتظر من صاحبها رد الجميل؟، فهل جربت أن تعيش في هذه الدنيا ولا تطلب المقابل؟ أن تقدم الاحسان للناس ولا تنتظر منهم موقفا يردون به احسانك؟
لو فكرنا قليلا وتعقمنا في أصول الحب الإلهي سنجد بأن كل العطايا والإحسان الذي نناله في هذه الدنيا من الله سبحانه تعالى والناس ليسوا إلاّ وسائل وأسباب يجعلهم الله في طريقنا، أو بتعبير اليوم هم خدمة التوصيل أو (الدليفري) الذي يبعثهم الله ليوصلوا لنا النعم والهدايا والخيرات، فإذا كان الله بمثابة صاحب الرزق الذي يبعث لنا الأموال يوما بيد رجل ويوما بيد امرأة ويوما آخر بيد طفل، حينها لمن سيكون امتناننا الحقيقي؟ لله أم للأشخاص الذين كانوا بمثابة (الدليفري)؟
بالتأكيد لن يهمنا بيد من وأي شخص ستصل لنا النعم، المهم أن تصل بيدنا بأي طريقة وبيد أي شخص، بالتأكيد من باب الأخلاق وكما علمنا الله الأدب سنقول للموصل كلمة شكرا، ولكن الشكر الحقيقي سيكون لله الذي يبعث لنا هذه النعم والهدايا.
فلو امتنع الله عن ارسالها لن يأتي الدليفري! لأن الدلفيري شخص مثلنا يسخّره الله، وفقير جدا ولا يفعل شيئا من تلقاء نفسه ولا يدفع قرشا واحدا من جيبه، الله الذي يحركه ويحرك الناس أمثاله ويجعلهم أسبابا في حياتنا.
فعندما تصاب بمرض عضال، الله الذي يسخر هذا الطبيب الألماني ذو الخبرات والكفاءات العالمية ليجري لك العملية وتشفى بإذنه..
الله دقيق جدا في حساباته، يطلب من الانسان أن يفعل الاحسان ولا ينتظر الرد من الشخص نفسه، إنما ينتظره منه، فهو يعرف كيف يرده له بطريقته الخاصة، ربما يرده بموقف آخر مع شخص آخر، وربما بطريقة أخرى.
فلو فهمنا معادلة الله، وربطنا المواقف الجميلة التي تحصل لنا في حياتنا مع بعضها البعض لاستوعبنا فكرة العطايا الربانية وعرفنا بأن كل الخير الذي نراه في حياتنا هو من عند الله فقط، وليس من الشخوص.
وواظبنا على فعل الخير ليرده الله لنا، فكما تدين تدان سواء بالخير أو الشر.
فربما وأنت تسير في طريقك شاهدت رجلاً مقعداً ومتعففاً وصاحب أطفال لا يملك قوت يومه فقدمت له مبلغا من المال ونويته صدقة لسلامة صاحب الزمان وسلامة أهل بيتك، وكان المقدر في هذا اليوم أن تتعرض لحادث وأنت توصل ابنك ذو التسع سنوات إلى المدرسة، ويفقد صغيرك رجله اليمنى، ولكن ببركة هذه الصدقة وهذا الفعل الخيّر الذي قمت به دفع الله عنك وعن ابنك هذه البلاء المقدر.
ربما المواقف ليست متشابهة إلاّ انها دقيقة وتعويضية جدا، الله دائما يعوضنا خيرا والحساب عند جلاله الواحد بألف.
اضافةتعليق
التعليقات