أغلقت الصناديق في مساء الحادي عشر من شهر تشرين الأول لهذا العام، وأغلقت معها الكثير من الآمال التي تحمل بطياتها أوجاع وأمنيات مواطنين يأملون بأن تبصر النور بعد عتمة ظلام الصندوق، كم هي قاسية لحظات الترقب والانتظار.. وبرغم ما عاشه الشارع الكربلائي من جدل لازمه طيلة فترة ما قبل الانتخابات بين المقاطعة والمشاركة إلا إن المراكز لاقت إقبالا من المواطنين للتصويت إذ تركت توصيات المرجعية العليا أثرا في نفوسهم مما حثهم إلى الترجل للمراكز والإدلاء بأصواتهم.
(بشرى حياة) كانت هناك لتتعرف على آراء المواطنين لتوقعاتهم وأمنياتهم لما بعد التصويت..
بارقة أمل
بدايتنا كانت مع نجلاء فاضل خريجة ادارة واقتصاد استهلت حديثها قائلة: أستبشر خيرا بهذه الانتخابات علها تكون بارقة أمل لنا، فأنا وزوجي خريجين منذ ثمانية سنوات ولم نوفق بالحصول على عمل ضمن اختصاصنا في القطاع الحكومي .
وأضافت: أحلامنا بسيطة جدا نأمل أن يسود الأمان البلاد وأن تتوفر فرص عمل لكل العاطلين والخريجين من أجل أن يوفروا لأنفسهم حياة كريمة، كما نتمنى أن تكون هناك التفاتة جادة لتأهيل البنى التحتية فنحن نفتقر إليها إذ نعاني من قلة المدراس وتعبيد الشوارع وغيرها من الأمور التي يطول ذكرها، إلا إننا نركز على أهمها.
ختمت حديثها: كما إني أتمنى أن لا تنتابني اللحظة التي أندم بها لأني دخلت المركز الانتخابي وأدليت بصوتي لأناس لا يستحقون فكلي أمل بأن يغيروا حال عراقنا إلى الأفضل.
فيما حدثنا أبو ياسر قائلا: لآخر لحظة كنت أود أن أضع قائمتي من دون تصويت في الصندوق إلا إني تراجعت لربما كان لتوصيات المرجعية أثر في نفسي جعل مني أعيد التفكير، أدليت بصوتي مع أمنيتي أن يولد عراق آخر بعد الانتخابات والأمنيات كثيرة لا يسعنا ذكرها إلا إن أهمها هي عودة الأمان ودعم الشباب الخريجين والخريجات والكسبة بتوفير فرص عمل لهم للحد من البطالة التي بدأت تؤثر بشكل كبير على متطلبات الحياة مثل الزواج وتوفير سكن مستقل لتحجيم المشاكل العائلية التي تصل أحيانا إلى الطلاق.
وأضاف: كما ترون إن هذه الأمور مرتبطة ببعضها ومن أجل الوصول لحل ناجع يجب أن نبدأ من الأساس وهو توفير فرص عمل.
فيما كانت أمنية أم كيان تختلف تماما حيث قالت: أمنيتي أن توفر الحكومة الجديدة قطع أراضي أو مجمعات سكنية لمنتسبي الجيش فقد باتت هذه الأمنية لدي حلم يراودني في يقظتي ومنامي.
وأضافت: أنا أقطن مع أسرة زوجي وكل ما أتمناه أن يكون لي مسكني الخاص وأظن أن هذا حق كل مواطن يعيش في بلده.
واسترسلت قائلة: ألا يستحق من يقف على ساتر المعركة يدافع بروحه عن أرضه أن يمتلك جزء منها لتأويه هو وعياله، أتمنى أن ننال حقنا البسيط هذا وأنا أتلهف شوقا لأرى ماذا سيحصل بعد الانتخابات من تغيير.
ومن جانب آخر قال صباح كريم (موظف): بعيداً عن كل شيء أمنيتي الوحيدة ما بعد الانتخابات هي الالتفات إلى الجانب الصحي فنحن نفتقر إلى توفير العلاج بشكل كبير في المشافي الحكومية.
وأضاف: إني أتحدث عن منظر شاهدته أثار حزني لما يلاقيه المواطن العراقي من أسى لعدم قدرته على شراء العلاج من خارج المشفى لعدم توفره داخلها حيث أثارت عبرتي سيدة مسنة قائلة للمسؤول الصيدلي: (اني لو عندي فلوس اشتري العلاج من بره اجي للمستشفى).
شاطئ الديمقراطية
وقد كان لمواقع التواصل الاجتماعي نصيب في المعترك السياسي بين المقاطعة والعزوف ومن جهة أخرى الحث والتشجيع بالمشاركة حيث تناقلت البوستات بهاشتاكات مختلفة منها تنذر بالمشاركة وأخرى بالمقاطعة إذ نشرت ناشطة فيسبوكية هاشتاك بعنوان: (شاطئ الديمقراطية) قالت فيه: ألم نكن نطالب بالديمقراطية في العهد السابق للتصويت فلماذا لا ننهض اليوم ونتجه إلى المراكز للإدلاء بأصواتنا من أجل المشاركة والتغيير، اذهب وانتخب ولا تدع حقك الشرعي بالتصويت اذهب وشارك مازال هناك وقت.
وآخر رفع شعار (شاركوا في التصويت وبدلا من الثرثرة الفارغة انصروا الشرفاء فقد بدأ العد التنازلي).
كرنفال انتخابي
وعن النسبة الانتخابية حدثنا حسام علي الربيعي طالب جامعي قائلا: لقد كانت نسبة المشاركة قليلة وهذا الأمر يثير الخوف داخلي بأن يجلس تحت قبة البرلمان أشخاص غير أكفاء، إلا إني ذهبت لأشارك بالكرنفال الانتخابي وأدليت بصوتي مؤديا واجبي، أتمنى أن تكون هذه الانتخابات فاتحة خير وتجديد نحو الأفضل.
حلم يتحقق
وحول توقعات ما بعد الانتخابات شاركتنا الدكتورة سليمة سلطان مستهلةً حديثها:
(كل ما هو متوقع آت فتوقعوا الخير) هذه المقولة للإمام علي (عليه السلام) لذا أتوقع الخير .
وأضافت: كان يجب أن أقوم بدوري اتجاه وطني وأنتخب من أعتقد بصلاحه ونزاهته وقد فعلت، ذهبت لمركز الاقتراع ومارست واجبي وحقي بالانتخاب.
إن العملية الديمقراطية بحد ذاتها وطبيعتها كانت حلما لطالما حلمنا به لذا دائما أحتفل بها بنثر قطع الحلوى (الجكليت) وإعلان الفرح بهذه الممارسة.
وتابعت: حتى اللحظة الأخيرة كنت قلقة ومتحيرة ولكني حسمت قراري وانتخبت ولا أظن إني سأندم على الأقل حسب نيتي وعقيدتي وولائي للعراق حتى لو لم يفز من رشحته المهم أني انتخبت من اعتقدت بنزاهته وشرفه.
تذمر شعبي
وكان للمحلل السياسي صالح الحمداني هذه المشاركة قال فيها: إن نسبة التصويت المتدنية تعني أن ثمة تذمر شعبي من المفوضية وقانون الانتخابات والطبقة السياسية، وما لم تتشكل حكومة وطنية وقوية ومختلفة ومتخصصة، وتتغير المفوضية وقانونها وقانون الانتخابات، فإن تذمر المقاطعون قد يتحول إلى ما لا يحمد عقباه.
اضافةتعليق
التعليقات