هل لديك وسائل لتقييم إمكانياتك وقياس قدرتك على الأداء ؟ لاشك أن ثمة وسيلة يمكن بها معرفة ما إذا كنت كفئا للشروع فيما أنت بسبيله من عمل، وما إذا كنت قادرا على النجاح . وذلك أمر هام ..
لأن هؤلاء الذين لايثقون في كفاءاتهم ، أو يظنون أنهم عاجزون عن بلوغ درجات النجاح لا تتبدل هذه العقيدة لديهم ، حتى إذا تحقق لهم النجاح ، أو بدأت معالمه تلوح لهم في الأفق ، فسوء الظن بالنفس ، والشك في القدرات يحجب عن المرء رؤية بشائر النجاح ، التي تلوح في الأفق .
إن المشاعر لاشأن لها بالحقائق في كثير من الأحيان . والشعور بما هو مركوز في النفس من قدرات ومواهب طريق إلى الكفاءة . إن العمل التنفيذي ليس المسألة الصعبة ، بل إن الشعور النفسي ، ودعم الإحساس بقدرات المرء الذاتية أهم من العمل نفسه.
وقد تبين من دراسة أجريت على مجموعة من الأشخاص أن ثمانين بالمائة ممن شملتهم الدراسة كان التأثير الأكبر لديهم ينبع من تصوراتهم عن ذواتهم بشكل إيجابي ، بينما لم تكن لطبيعة العمل الذي يقومون به أهمية مشابهة .
هل يكفي بذل جهد كبير لتحقيق النجاح ؟
هل يتوقف النجاح على حجم الجهد المبذول ؟ قد يجتهد التلميذ في المذاكرة ، دون أن يقصر في ذلك أو يمل ، أو يتكاسل ، ويقبل على المذاكرة بكل حماس وإصرار وإخلاص ووعي ثم يأتي يوم الامتحان فلا يجيب عن الأسئلة بما يتناسب مع المجهود المخلص الذي بذله ، في حين قد يحصل من هو أقل منه إصرارا على المذاكرة على درجات أكبر ، بل قد يحقق التفوق، رغم قلة ما بذله من جهد في المذاكرة . إن بذل الجهد والاستعداد للمفاجآت ، ووضع الخطط لايكفي للنجاح ، ما لم تكن هناك ثقة في النفس ، بل إن بذل جهد قليل منظم ، مع ثقة في النفس كافية يؤدي إلى النجاح أكثر مما يؤدي إليه الجهد الكثير ، دون أن تتوفر للإنسان الثقة الكافية في نفسه ، وفي مشروعية أهدافه وحقه في الفوز والنجاح .
ابذل جهدك في اعتدال ووعي ، وإدراك لطبيعة المهمة المطلوب إنجازها ، ولكن عليك قبل ذلك أن تثق في نفسك ، وفي أحقيتك للفوز .
لاتستهلك نفسك ، وتنفق وقتك وصحتك دون جدوى ، ولكن قم بعملك بأقل مجهود ممكن ، مع تركيز عال ، ووعي كامل ومزيد من الثقة.
في مقاطعة ( لانكستر ) بولاية ( بنسلفانيا ) كانت عائلة ( اشنباغ ) تمتلك مخبزا يقوم بإنتاج نوع من الفطائر ، وكان لديهم عملاؤهم المعتادون على الشراء منهم وكان المخبز يحقق مبيعات ضخمة " زادت على الأربعين عاما .
قررت العائلة التوسع في العمل بإنتاج شطائر سريعة التجهيز وبعض المنتجات الأخرى ، وتم افتتاح أفرع جديدة تبيع بالجملة والمفرد . وضاعف ملاك المخبز جهودهم مثلما لم يفعلوا من قبل ، لكن النتيجة لم تكن مرضية .
لقد قلت أرباحهم ، واستدانوا مبالغ ضخمة من البنوك عجزوا عن سدادها وأصبحوا مهددين بالإفلاس ، وما ذلك إلا بسبب عملية التوسع التي قاموا بها أصحاب المخبز من الاستدانة من رجل أعمال متقاعد ، اشترى المخبز منهم بعد عجزهم عن سداد الدين ، كان رجل الأعمال
(إيرل هيس ) قد رأى بعد أن اشترى المخبز أن المشروع لايمكن أن يحقق نجاحا بسبب عدم الكفاءة فقد كانت لديهم منتجات غير ضرورية إذ كان تسعون بالمائة من دخل المخبر تتحقق من خلال عشرة بالمائة من المنتجات .
يقول هيس في هذا الشأن لقد كانوا يبذلون جهدا كبيرا ، ولكنهم لم يكونوا يتحلون بالذكاء الواجب .
إن المبالغة في تقدير قيمة الجهد المبذول قد تؤدي إلى الفشل . فالجهد الخارق ليس هو الطريق إلى النجاح ، إنه أحد عوامل هذا النجاح وربما كان أقل أهمية من غيره وبذل الجهد دون كفاءة ، ثم اعتبار ذلك كافيا لتحقيق النجاح فكرة غير صحيحة ، بل هو مصدر للإحباط ، حين لا تأتي النتائج كما كان مأمولاً .
"التخطيط سرُّ النجاح والأهم من التخطيط أن تكون لك رؤية و رسالة ، أن تحدد وتعرف دورك الحقيقي في هذه الحياة ".
اضافةتعليق
التعليقات