تصدر أحياناً تصرفات أو كلمات من الأهل تدفع أطفالهم نحو السلبية والفشل وهم لا يشعرون، وبذلك ينشأ جيل مهزوز لا شخصية له ولا مبدعون فيه.
ومن هذه التصرفات الخاطئة استخدام اسلوب المقارنة مع اطفالهم.
يستخدم بعض الآباء هذا الأسلوب مع اطفالهم بغية الارتقاء بسلوكهم وغرس الشعور بالمنافسة ظناً منهم انهم بذلك يشجعون ابناءهم على العمل بجد أكثر وتحقيق مزيد من النجاح على مختلف الأصعدة.
لكنهم يجهلون مدى تأثير كلماتهم وما تخلفه من آثار سلبية في نفوسهم لأن الأطفال كائنات رقيقة وأكثر احساساً مما نظن وهم قليلو الكلام عن مشاعرهم وبحاجة الى الشعور بالتقدير كي يتطوروا ويتقدموا أكثر فأكثر.
قد لا يدرك الأهل مخاطر المقارنة لأنهم يستخدموه بحسن نية لذا لابد أن نذكر هنا بعض مخاطر هذا الأسلوب.
إن مقارنة الطفل باستمرار بغيره يدعوه الى الإيمان بشكل تدريجي بأنه أقل شأنا من الآخرين وبالتالي يفقد ثقته بنفسه ويصبح خجولاً منطوياً.
وقد يحدث الأسوأ من هذا وهو أن يصبح عدوانياً ضد أقرانه لأنه سيحمل مشاعر سلبية مليئة بالغيرة اتجاه اولئك الذين يقارن بهم باستمرار.
فبدل هذا الأسلوب الهدام على الأهل أن يستخدموا أساليب أكثر نجاحاً لتحفيز أبناءهم وذلك بإرشادهم الى الطريق الواجب اتباعها عن طريق مناقشتهم والتأثير بهم بطرق إيجابية والتركيز على نقاط قوتهم وتوجيههم الى تحديد الأهداف وإدارة سلوكهم دون مقارنتهم بغيرهم لاسيما أن كل انسان يختلف بقدراته العقلية والجسدية وتختلف ظروفه العائلية والاجتماعية.
فلنحاول إذاً ألا نطلب من الأطفال أن يكونوا نسخاً من الآخرين بل يعتزوا بأنفسهم ويطوروها تدريجياً.. وعند ذلك سيجدون طريقهم الخاص في الحياة، ويكون لنا بالمستقبل جيل يتمتع أفراده بالقيادة والإبداع.
اضافةتعليق
التعليقات