الأطفال الذين يغيب عنهم ابائهم طول النهار هل يعانون من مشاكل نفسية مع الوقت؟
في عالم جمع الأموال وتحسين المعيشة يذهب الأزواج الى الالتزام بالعمل لساعات متأخرة من اليوم، بذريعة أن الدخل الشهري لا يكفي وعليهم توفير حياة مثالية لأولادهم، وإن كان على حساب صحتهم الجسدية ونفسية الأطفال، فعندما تقطع الزوجة فترة الأمومة وتعود إلى أحضان العمل وتترك الطفل في أيادي المربية ودور الحضانة لساعات طويلة، كيف يربى الطفل وماذا يتعلم؟.
هل يشعر الطفل حيال نشوئه في مكان لا يوجد فيه ابوه وامه النقص العاطفي، وهل يعوض الآباء فترة غيابهم بالعاطفة والحنان، هنا يختلف الكلام فعندما يعود الأب والأم من العمل يكون قد قضى التعب عليهم وأخذ النعاس يتغلب على ملامحهم، أعصابهم متوترة ينتظر الطفل لحظة وصول الأهل ليعود معهم لذا ترى الطفل بمجرد أن يسمع صوت والديه يخرج من الصف مسرعا نحوهما وإن كان صغيرا يرتفع صوته معلنا عن فرحه بقدومهم، وعند وصولهم تجدهم يفتقدون الى اللعب والحديث معهم والسماع الى قصصهم وان كانت ليس لها معنى..
لا تدعوا العمل ينسيكم اطفالكم، فكل شيء قابل للتعويض إلا هذه النعمة التي اعطاها الله لكم وانتم امام الله محاسبين عليها ومثابين وإن تربيتهم هي الرسالة الأسمى لهذا الوجود، فجمع الأموال وصرف الكثير من الصحة على تحسين المعيشة قد يفقدكم الكثير من أولادكم، ويعتقد كثير من الأولاد البالغين أن نجاح آبائهم في العمل هو أحد عوامل فشلهم في البيت كدور أب أو أم، وتؤكد الدراسات التي أجريت حول أسباب فشل الأبناء في الدراسة والحياة العملية أن أحد أهم الأسباب هو غياب دور الأب والأم داخل الأسرة، إما بسبب العمل أو غيره، وقد أجريت دراسة على 17,000 طفل في جامعة أكسفورد بإنجلترا عام 2002 للميلاد ووجد أن "البنات اللاتي نشأن بين أم وأب كن أقل عرضة للأمراض النفسية في حياتهن المستقبلية، الأولاد الذين كانت علاقتهم جيدة مع آبائهم كانوا بعيدين عن مشاكل العنف والإجرام، أيضاً حياتهم المستقبلية في الدراسة وغيرها كانت أكثر استقراراً.
للمحافظة على سلامة أولادكم النفسية والجسدية تابعوا هذه النصائح التي تخص عملكم، (المالُ والبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدنيا) من أهم ما يسعى إليه الانسان هو جمع المال والبنون في حياته، ويبذل الإنسان سنوات من عمره حتى يحصل على المزيد، وإن كانت مسؤولية الاثنين لا تقل ففي جمع المال سؤال وحساب، وإهمال الأبناء جزاء وعقاب، هذه مجموعة من النصائح في كسب العمل والأبناء في وقت واحد.
1ـ تحدثوا عن أعمالكم: اخبروا أبنائكم عن طبيعة العمل وما يتضمنه العمل من الوقت والجهد، فإن الحديث عن العمل يكون في أذهان ابنائكم فكرة عن تأخيركم حتى الأطفال في عمر الأربع سنوات أو أقل يفهم بعض الكلمات فاذا كانت الأم معلمة (ماما تعلم الاطفال بالقلم) وإن كان الأب موظفا في دائرة الكهرباء أو الماء ( بابا يعمل حتى يشتغل التلفاز) او (انارة الغرفة)..
وفي سن السابعة والتاسعة يمكننكم شرح تفاصيل العمل وواجبات عملكم، وكمية الأموال التي يحتاجها المنزل وقتها يعرف أن العمل من أجلهم وممكن أيضا اصطحابهم في يوم الإجازة إلى العمل حتى يرى الجهد بعينه.
2ـ لا ترهقوا أنفسكم في العمل: عند العودة الى المنزل اعلموا أن اطفالكم في حاجة الى اهتمامكم، لديهم أمور كثيرة يودون ان يشركوكم فيها، يهمهم أن يعرفوا انكم تكترثون لأمرهم بما فيه الكفاية.
3ـ تخصيص وقت لكل طفل، والانتباه الى صوت الطفل وعينه في الحديث معه.
4ـ ليكن المنزل مكانا آمنا: ابتعدوا عن حمل مشاكل العمل الى المنزل وطرحها أمام الأولاد.
اضافةتعليق
التعليقات