شتان بين شخص ذو ثقة عالية في ذاته وبين عديمها فالأول يتمتع بشخصية قوية، وإرادة عالية، وأفكار إيجابية، فينعكس على سلوكياته وأفعاله وأقواله.
أما الثاني بالإضافة إلى أنه لايتمتع بما يتميز به الأول فهو مهزوز محبط سلبي يعاني من نفسه ومتعب من الآخرين، مريض تراوده مشاعر العداوة لذاته واستحقارها..
كثير من الناس نشأوا عديمي الثقة في ذواتهم يستشعرون النقص والدونية معقدين محبطين لأسباب غالبا تكون نتيجة التعامل الخاطئ في التربية من قبل الأبوين.
إن مرحلة الطفولة تمثل الحجر الأساس في بناء الشخصية وإذا ما لقي الطفل التربية الصحيحة والتعامل المدروس الذي يعزز الثقة في نفس الطفل فإن ثقته في ذاته تضعف شيئا فشيئا ثم تتلاشى ويكبر الطفل إما منكسر منطوي على نفسه وإما أن يكون منتقم يحاول أن يعوض النقص الحاصل في ذاته ويجبر الإنكسار فيلجأ لفرض سيطرته على من حوله مقلدا بذلك كل من سلب منه الشعور بالأمان ودفعه للغربة والوحدة وظلمه.
إن طريقة تعامل الأبوين مع الأبناء بأفعالهم وسلوكياتهم تحدد شخصية الاطفال فإن الاستهزاء بأفكار الطفل والاستخفاف بمعاناته في أيام الامتحانات مثلا وإن كان في الصفوف الأولية،
وتعريض الطفل لموقف محرج أو الانتقاد اللاذع ومقارنته بأطفال آخرين وتحقيره وجرح مشاعره بكلمات مثل: أنت أقل منهم إدراكا!! هم أكثر منك تأدبا!! هذه الكلمات وشبيهاتها ستشعره بالدونية والنقص، فإن كثرة التوبيخ واللوم على الطفل يجعله يتعود الإهانة فتضعف شخصيته..
أنت لست جميل فلان أجمل منك لاتقلده بتسريحة شعرك، أو انت نحيف جدا لايناسبك القميص الفلاني، أو انت سمين جسمك غير متناسق، أنت لاتزال صغير لاتعي ما أقول، لا يمكن أن أشرح لك الأمر لن تفهم ما أتفوه به، وغيرها من الكلمات والأفعال.
إظهار نقاط ضعفه للآخرين والتكلم عنه بما لا يحب بمحضر منه، نظرة الأهل السلبية، وعدم جعل الطفل يتولى مسؤولية أموره الشخصية، أو عدم إعطائه الفرصة لإثبات ذاته.
كل هذه السلوكيات وغيرها الكثير مذمومة ومن شأنها أن تضعف شخصية الطفل وتدمره من الداخل، يتوجب تجنبها والابتعاد عنها في التعامل مع الأطفال.
ألفت نظر الآباء والمربين أن هناك طريقة أخرى من التعامل الخاطئ مع الأبناء لها الدور الكبير في إضعاف شخصية الطفل ظاهرها جيدة وعواقبها سيئة، الإهتمام الزائد عن الحد والمثالية في التربية، الخوف المفرط والتحويط الدائم للطفل، عدم جعله يتولى مسؤولية أموره الشخصية، أو عدم اعطائه الفرصة لإثبات ذاته يجعله مسلوب الارادة ضعيف الشخصية.
كيف أقوي شخصية ابني وأعزز ثقته في ذاته؟
1- كلمات التشجيع: أنت ولد مهذب، أنت تشعر بالمسؤولية تجاه دراستك.. إظهار الحب والتعبير عنه بالكلمات الجميلة واحتضان الطفل.
2-شكر الطفل على ما يقوم به من أعمال وإن كانت بسيطة.
3-تعليم الطفل المشاركة برأيه في حال طلبتم إليه ذلك.
4- التكلم عن الطفل أمام الآخرين وذكر الخصال الجيدة في شخصيته ويرفع معنوياته.
5- تشجيعه على مواجهة المواقف الجديدة أو المقلقة كإلقاء كلمة في الاحتفالات المدرسية مثلا..
6-التعامل معه باحترام فهذه هي واحدة من أفضل الطرق لتعليم الطفل احترام ذاته واحترام الآخرين.
7- مهم جدًا أن يبدي الأهل الاهتمام بما يقوله الطفل والاستماع له وأخذ حديثه بجدية.
8- في حال أخطأ الطفل بأمر ما أو أساء التصرف اشكروا له خصاله الحسنة، أنت ذو أخلاق عالية والتزام ديني ومثقف، وهكذا كلمات المديح ثم استنكروا فعله بطريقة مهذبة، ووجهوا له الحديث بأنكم لا تتوقعون منه هذا الخطأ وعليه أن يتعلم من خطئه بأن لايكرره.
اضافةتعليق
التعليقات