• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter youtube instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • اعلام
  • صحة وعلوم
  • ثقافة
  • تربية
  • منوعات
  • خواطر
  • الصور

وقفات تأملية في أراجيز الصحبة الوفية: بصيرة العروج

فاطمة الركابي / الأحد 15 آب 2021 / تربية / 1120
شارك الموضوع :

لعل أول إستفهام يخطر في الذهن إنه كان هو المتقدم لساحة القتال، وهو الذي سيلاقي مصرعه على يد الأعداء

لما لبى إبراهيم بن الحصين الأسدي-أبي إسحاق- لنداء إمامه الحسين (عليه السلام) في ملحمة عاشوراء، قيل(١) إنه ارتجز مردداً:

(أقدم حسين اليوم تلقى أحمدا * ثم أباك الطاهر المؤيدا

والحسن المسموم ذاك الأمجدا * وذا الجناحين حليف الشهدا

وحمزة الليث الهمام إلا سعدا * في جنة الفردوس عاشوا سعدا).

لعل أول إستفهام يخطر في الذهن إنه كان هو المتقدم لساحة القتال، وهو الذي سيلاقي مصرعه على يد الأعداء، وإنْ هو سيقتل منهم مقتلة عظيمة، فمصيره معروف ألا وهو الشهادة؛ فالإمام الحسين (عليه السلام) قد أنبئهم: "فإنه من لحق بي منكم استشهد"(٢).

بالنتيجة جواب هذا التساؤل يوصلنا إلى إنه لم يكن يُفكر بأن يُحدث نفسه كي تُقدِم وتَتقدم لتقاتل دون الإمام مناصرًة، بل كلامه يوحي إلى إنه بالأصل لم يكن تفكيره في هذا العالم، إنما هو ممن روحه قد عرجت قبل أن تعرج.

فقد فتح الإمام له بصيرته وأراه مقامه هناك، كما ورد "فلما رأى الحسين (عليه السلام) حسن إقدامهم وثبات أقدامهم قال (عليه السلام): "إن كنتم كذلك، فارفعوا رؤوسكم وانظروا إلى منازلكم في الجنة. فكشف لهم الغطاء ورأوا منازلهم وحورهم وقصورهم فيها، والحور العين ينادين: العجل... العجل فإنا مشتاقات إليكم! فقاموا بأجمعهم وسلوا سيوفهم وقالوا: يا أبا عبد الله! ائذن لنا أن نغير على القوم ونقاتلهم حتى يفعل الله بنا وبهم ما يشاء. فقال (عليه السلام): "اجلسوا، رحمكم الله وجزاكم الله خيرا"(٣).

وها هو منتظر قدوم سيده الحسين (عليه السلام) حيث مجاورة من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء، فما أحسن هذه الرفقة، وما أسعد تلك الروح لما ستناله من مَقرُبة، وما أجمل هذا المصير الذي لا تفصله عنه إلا أن يكون ممن يُقاتِلون ويُقتَلون في سبيل الله تعالى، وبين يدي سيد شهداء الجنة.

لذا هو لما قتل منهم(٨٤) رجلاً، كان قد ردد قائلاً:

(أضرب منكم مفصلًا وساقًا * ليُهرَق اليوم دمي اهراقا

ويرزق الموت أبو اسحاقا * أعنى بني الفاجرة الفساقا).

فكم كلماته هذه تكشف عن حقيقة تلك الروح المقدامة التي لم تهب كثرة العدا، بل -وكأن- لسان حاله ومقاله يقول لهم: أنا بمفردي سأشل حركتكم وسأقطع أقدام كل من يقابلني من المفصل فأسقطه أرضا، فيصبح عاجزًا منتظرًا لمصيره الأشقى.

ثم بهذا الشطر[ليهرق اليوم دمي اهراقا] كأن في ذلك إشارة إلى أنه يقول: نعم سأُقتَل لكن ليس بضربة واحدة من أحدكم، بل سأثخن بالجراح حتى ينسكب دمي ويسيل ثم أعرج بعد ذلك شهيدًا، فلعلي أواسي بذلك سيدي وما سيجري عليه عندما يبقى وحيدًا وقد تجتمع فيه كثرة جراحات القلب والبدن بلا إخوة ولا أبناء، بلا صحبة ولا أنصار.

(١) الامام الحسين(ع) وأصحابه: ج٢، ص ٨.
(٢) بحار الأنوار: ج ٤٤، ص ٣٣٠.
(٣) موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع): ص ٤٩٧.

الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
القيم
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    آخر الإضافات للكاتب (ة): فاطمة الركابي

    آيات وإضاءة مهدوية: التسليم والامتثال

    آيات وإضاءة مهدوية: التسليم والامتثال

    السبت 14 آيار 2022/ 609
    آية وإضاءة للحياة: التوكل في وسط الامتحان قمة الإيمان

    آية وإضاءة للحياة: التوكل في وسط الامتحان قمة الإيمان

    الخميس 28 نيسان 2022/ 724
    الحياء منهاج حياة

    الحياء منهاج حياة

    الأحد 17 نيسان 2022/ 583
    أسس بناء البيت المهدوي: المعرفة النفسية

    أسس بناء البيت المهدوي: المعرفة النفسية

    السبت 26 آذار 2022/ 744

    آخر الاضافات

    جمعية المودة تقيم ندوة حول التربية الاستراتيجية في منهج الإمام الشيرازي

    ثقافة الحوار.. للفهم أم للرد؟

    النمش: متى يكون خطيرًا

    التوتر المالي.. ماهو وكيف تعالجه؟

    الأكثر قراءة

    • 24ساعة
    • اسبوع

    النمش: متى يكون خطيرًا

    • 1176 مشاهدات

    جمعية المودة تقيم ندوة حول التربية الاستراتيجية في منهج الإمام الشيرازي

    • 1175 مشاهدات

    التوتر المالي.. ماهو وكيف تعالجه؟

    • 1118 مشاهدات

    ثقافة الحوار.. للفهم أم للرد؟

    • 1082 مشاهدات

    النمش: متى يكون خطيرًا

    • 1176 مشاهدات

    جمعية المودة تقيم ندوة حول التربية الاستراتيجية في منهج الإمام الشيرازي

    • 1175 مشاهدات

    التوتر المالي.. ماهو وكيف تعالجه؟

    • 1118 مشاهدات

    ثقافة الحوار.. للفهم أم للرد؟

    • 1082 مشاهدات

    سحر الكلمات.. صدقة مجانية

    • 739 مشاهدات

    اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات.. التحول الرقمي في الأوقات الصعبة

    • 677 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    009647714768158
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • اعلام
    • صحة وعلوم
    • ثقافة
    • تربية
    • منوعات
    • خواطر
    • الصور

    اهم المواضيع

    جمعية المودة تقيم ندوة حول التربية الاستراتيجية في منهج الإمام الشيرازي
    • منذ 22 ساعة
    ثقافة الحوار.. للفهم أم للرد؟
    • منذ 22 ساعة
    النمش: متى يكون خطيرًا
    • منذ 23 ساعة
    التوتر المالي.. ماهو وكيف تعالجه؟
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2022
    2022 @ بشرى حياة
    facebook twitter youtube instagram telegram