أسفر تفجير استهدف مدرسة ثانوية في العاصمة الأفغانية، كابول، عن مقتل أكثر من 58 شخصا وجرح العشرات، بينما كان الطلاب يغادرون المبنى بعد ظهر يوم السبت.
وقد أظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي حقائب التلاميذ ملقاة على الأرض في الشارع.
وقالت متحدثة باسم وزارة التعليم الأفغانية إن معظم المصابين من الفتيات في المدرسة التي تقع في منطقة دشت بارشي.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، لكن منطقة دشت بارشي، غربي كابول حيث يعيش العديد من الهزارة الشيعة، تشهد هجمات من متشددين.
وكانت وحدة الولادة في المستشفى المحلي قد تعرضت قبل عام تقريبا لهجوم أسفر عن مقتل 24 شخصا ما بين نساء وأطفال ورضع.
لكن لم يتضح حتى الآن السبب الرئيسي وراء هذا الهجوم الجديد.
وتفيد الأنباء الواردة من المدينة بأنها كانت مزدحمة بالمتسوقين قبيل احتفالات عيد الفطر الذي يحل نهاية الأسبوع الجاري.
وكان الطلاب يغادرون المدرسة، التي تديرها الحكومة، بحسب ما قالت نجيبة أريان المتحدثة باسم وزارة التربية والتعليم لوكالة رويترز، مضيفة أن معظم المصابين من الفتيات في المدرسة.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان على تويتر إن "استهداف الطلاب في مدرسة للبنات بالدرجة الأولى يجعل هذا هجوما على مستقبل أفغانستان".
يأتي الهجوم بينما تتطلع الولايات المتحدة لسحب جميع قواتها من البلاد بحلول 11 سبتمبر /أيلول المقبل. بحسب bbc عربي
واشنطن تندد بالهجوم "الهمجي"
وقال ناج من الانفجار يدعى رضا لوكالة فرانس برس "رأيت جثثا كثيرة مضرّجة بالدماء وسط الغبار والدخان، وكان بعض الجرحى يصرخون من الألم"، مضيفا أن غالبية الضحايا من الطالبات المراهقات اللواتي كنّ قد خرجن للتو من المدرسة.
وتابع "رأيت امرأة تتحقق من الجثث وتنادي ابنتها. عثرت لاحقا على حقيبة ابنتها مضرّجة بالدماء فأغمي عليها وسقطت أرضا".
وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة، غلام داستاغير نزاري، بأن العديد من سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان لإجلاء الجرحى.
وأضاف أن اشخاصا غاضبين انهالوا بالضرب على مسعفين.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، كما نفت حركة طالبان ضلوعها في الانفجار.
لكن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، حمّل الحركة مسؤولية الانفجار الذي وقع قرب مدخل مدرسة سيّد الشهداء للبنات.
وجاء في بيان للرئيس الأفغاني أن "هذه الحركة المتوحشة (طالبان) لا تقوى على مواجهة قوات الأمن في ساحة المعركة، وهي بدلا من ذلك تستهدف بوحشية وهمجية المنشآت العامة ومدرسة للبنات".
هجوم لا يغتفر على أطفال
وتنفي حركة طالبان تنفيذ أي هجمات في كابول، منذ فبراير من العام الماضي، حين أبرمت اتفاقا مع الولايات المتحدة مهد لمحادثات سلام داخلية وانسحاب القوات الأميركية المتبقية.
لكن الحركة تخوض معارك شبه يومية في الريف مع القوات الأفغانية، بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية.
من جهتها، نددت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، بالهجوم الدموي، ووصفته بأنه "همجي".
"ندعو إلى وقف فوري للعنف والاستهداف الأخرق للمدنيين الأبرياء"، قالت الخارجية الأميركية في بيان.
وأكدت الخارجية الأميركية استمرار الولايات المتحدة بدعم شعب أفغانستان "المصمم على (..) على عدم محو مكاسب العقدين الماضيين".
ووصف السفير الأميركي بالوكالة في كابول، روس ويلسون، الانفجار بأنه "مشين". وجاء في تغريدة أطلقها "بعدما أوقع عشرات القتلى، هذا الهجوم الذي لا يغتفر على أطفال هو اعتداء على مستقبل أفغانستان".
وأدانت بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان الانفجار الذي وصفته بأنه "عمل إرهابي دنيء".
وجاء في تغريدة للبعثة أن استهداف طلاب في مدرسة للبنات "يعد هجوما على مستقبل أفغانستان، على شبان مصممين على تحسين بلادهم".
بدورها أعربت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان "يوناما" عن "استياء بالغ" إزاء الانفجار.
ووصفت وزارة الخارجية الباكستانية الهجوم بأنه "مستهجن"، متعهدة دعم أفغانستان في جهودها لإرساء السلام.
وأفادت منظمة "إيمرجنسي" الإنسانية البريطانية، التي تدير مركزا جراحيا في كابول، بأنها استقبلت 26 شخصا جرحوا في الانفجار.
وأعلنت المنظمة "نحن قلقون للغاية إزاء هذا العنف في كابول وأنحاء أخرى من البلاد في الأسابيع الأخيرة، بعد الإعلان عن انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي" حسب الحرة.
وقد نددت عدة جهات اسلامية ومراجع دين هذا الانفجار الارهابي ومنهم،
بيان مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، حيث قال فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً) سورة الإسراء: الآية33.
استهدفت الجريمة الإرهابية البشعة في مدرسة سيّد الشهداء عليه السلام، البراعم والأشبال الأبرياء، من أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم ومواليهم ومحبّيهم، وأهرقت دماء الكثير من طيور السماء وقطفت ورود العلم والمعرفة بأنياب الوحش، في شهر رمضان العظيم.
إنّ مثل هذه الفجائع، المتجذّرة في الجهل والعقائد المنحرفة، والسياسيات الجائرة للقوى الكبرى مصاصة الدماء، أهرقت دماء أجيال المستقبل لكثير وكثير من المرّات، وآلمت قلوب الأحرار، وأسالت دموع الإنسانية وأصحاب الضمائر الحيّة.
إثر هذه الجريمة النكراء، يعلن مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في العاصمة الأفغانية كابول، عن تنفّره لمرتكبي هذه الجريمة البشعة وعن تنديده وشجبه الشديدين لها، ويقدّم تعازيه ومواساته للشعب المظلوم في بلد أفغانستان.
كما يسأل البارئ تعالى أن يحشر شهداء هذه الجريمة مع أوليائه الطاهرين بالأخص مع شهداء كربلاء صلوات الله عليهم، وأن يمنّ بالشفاء العاجل على المصابين، وبأجر الصابرين على ذويهم الكرام.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلامَ وَأَهْلَهُ وَتُذِلُّ بِهَا النِّفَاقَ وَأَهْلَهُ
26 شهر رمضان العظيم1442 للهجرة
9/5/2021م.
اضافةتعليق
التعليقات