متى كانت آخر مرة قمت فيها بتفريغ ثلاجتك أو خزانة الأطعمة الجافة في منزلك للتخلُّص من المكونات منتهية الصلاحية؟
كثيرون منّا قد يتفاجأون أنهم قد استهلكوا أطعمة عديدة بعد انتهاء تاريخ الصلاحية دون أن ينتبهوا، ومادام مذاق المكونات لم يتغير أو تبدو عليه أي علامات عطب واضحة لا ينشغل الكثير من الناس بالنظر في فترة الصلاحية من تاريخ الفتح أو تاريخ الاستهلاك.
ومع ذلك، قد يسبب تناول المنتجات بعد انتهاء تاريخ الصلاحية أعراضاً جسدية مؤلمة ومشاكل صحية، لكن بطبيعة الحال لا يكون الأمر كذلك في كل الأحيان.
في هذا التقرير نستوضح أهمية تاريخ الصلاحية على المنتجات الغذائية، وما الفارق بينه وبين تاريخ البيع الأفضل، وتاريخ التجميد وفترة الاستهلاك.
أولاً: إليك معاني المصطلحات المتعلقة بجودة المُنتج
يشير المصطلح "تاريخ انتهاء الصلاحية" إلى آخر تاريخ يجب أن يتم تناول الطعام أو استخدامه فيه. بمعنى آخر، يعني هذا التاريخ أنك ستتحمل المسؤولية عن أي تبعات صحية قد يسببها لك المنتج إذا استهلكته بعد التاريخ المحدد.
أما المصطلحات الأخرى الأكثر شيوعاً فقد وضّحها موقع WebMD الطبي كالتالي:
1- تاريخ "البيع بحلول- Sell By". يشير هذا التاريخ إلى الوقت الذي يتوجب على المتاجر بيع المُنتج بحلوله، بحيث يتمكن المُستهلك من شراء المنتج واستهلاكه قبل انتهاء تاريخ الصلاحية.
وهذا التاريخ في الأساس دليل لمتاجر التجزئة، وبه يعرف المتجر متى يسحب العنصر من عروض البيع، ويقوم بالتخلُّص منه بالطرق المعنية.
2- "الأفضل قبل- Best Before/By". لا يعد هذا التاريخ إلزامياً لكن تترتب عليه جودة العنصر ومدى كونه طازجاً، ولديه متسع من الوقت ليتم استهلاكه بنفس درجة الجودة، وهو لا يعني أي شيء يتعلق بسلامة استهلاك المُنتج.
ويقول بول فان لاندينجهام، أخصائي إدارة الأغذية والمشروبات الأمريكي لموقع WebMD، إن تاريخ "البيع بحلول" هو آخر يوم يكون فيه العنصر في أعلى مستوى من الجودة، ولكن سيظل صالحاً للأكل لبعض الوقت بعد ذلك التاريخ.
3- "تاريخ الإنتاج- Born/Made By". هذا هو تاريخ التصنيع الذي تم تحضير المُنتج فيه. وقد يشير حسب نوعية السلعة إلى الوقت الذي أمضته في التخزين والشحن والظروف المختلفة، قبل أن يكون متوفراً في الأسواق للاستهلاك.
4- تاريخ "ضمان مستوى المنتج الطازج- Guaranteed Fresh". يشير هذا عادةً إلى منتجات المخبوزات. وهو يحدد فترة ضمان أن يظل المنتج طازجاً وصالحاً للأكل، وطبعاً إذا تم تجاوز التاريخ قد يظل المنتج صالحاً للأكل، لكنه لن يكون بنفس الجودة.
5- "تاريخ الاستخدام- Use By". هذا هو آخر موعد موصى به لاستخدام المنتج في ذروة الجودة. ويتم تحديد هذا التاريخ من قِبَل الشركة المُصنِّعة للمنتج.
5- "تاريخ التعبئة- Packed by". ستجد هذا التاريخ مطبوعاً على البضائع المعلبة أو المعبأة، كقاعدة عامة، لكن غالباً ما يكون من الصعب تحديده وقراءته. ففي كثير من الأحيان يكون هذا التاريخ مكتوباً بصيغة الرموز أو Code.
ويمكن أن يكون مكتوباً بأرقام ملتصقة تعني الشهر ثم اليوم ثم سنة التعبئة.
متى لا يكون انتهاء تاريخ الصلاحية مصدراً للخطر على الصحة؟
نشر موقع Insider أن تناول الطعام بعد انقضاء تاريخ الصلاحية لا يعني مخاطر صحية بالضرورة. ففي كثير من الحالات لا يشكّل تناول الطعام بعد يوم أو يومين من تاريخ الاستهلاك أي تبعات على الجسم.
كما لا تتلف الأطعمة المُعبأة والمُعلبة أو المُخزنة في الثلج إلا إذا تعرضت لحرارة مرتفعة وظروف معينة غالباً لن تحدث في المنزل.
ولفتت أخصائية التغذية جين فيلينوورث للموقع، أن تناول هذه العناصر وشربها لا يأتي عادة بأي نكسات على الإطلاق. وأوضحت: "يمكن أن تكون تواريخ انتهاء الصلاحية على الطعام محيرة للغاية للبعض، لقد استهلكت بنفسي العديد من العناصر بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها دون أي عواقب".
وتقول وزارة الزراعة الأمريكية: "إذا مر تاريخ الصلاحية وانتهى أثناء تخزين المنتج جيداً في المنزل، فيجب أن يظل المنتج آمناً ومفيداً إذا تم التعامل معه بشكل صحيح إلى حين ظهور علامات التلف الواضحة".
ولفتت الوزارة إلى أن الأطعمة الفاسدة لها رائحة أو نكهة أو قوام غير مرغوب فيه أو كريه بسبب بكتيريا التلف، التي تحدث بشكل طبيعي على سطحه. وإذا طور الطعام خصائص التلف تلك فلا ينبغي تناوله ويجب التخلُّص منه فوراً.
ومع ذلك من الأفضل دائماً أن تخطئ في جانب الحذر أو تتحقق من إرشادات سلامة الأغذية عند تناول الأطعمة منتهية الصلاحية، حيث يمكن أن تكون التواريخ محيرة، وقد يؤدي تناول الأطعمة والمشروبات منتهية الصلاحية إلى تعريض الجسم للبكتيريا الضارة المسببة للقيء والإسهال والحُمّى والتبعات الصحية الأخرى.
لذلك من المهم أيضاً معرفة الأشياء القليلة التي يمكن أن تحدث لك إذا تناولت شيئاً ما بعد تاريخ معين.
متى يتسبب تاريخ الصلاحية المنتهي بمشكلات صحية؟
في حين أن أفضل طريقة لتحديد ما إذا كان تناول الأطعمة بعد انتهاء تاريخ الصلاحية سيكون ضاراً أو لا بالبحث عن العفن المرئي أو الروائح الغريبة (يكون هذا دائماً أسهل مع المواد سريعة التلف)، ففي كثير من الأحيان لن يتمكن المستهلك من رؤية أو حتى تذوق البكتيريا الضارة التي يمكن أن تعيش على العنصر التالف.
ومن تبعات تناول المنتجات منتهية الصلاحية وفقاً لموقع Eat this الغذائي:
1- التسمم الغذائي
من أعراض التسمم الغذائي الواضحة الحُمى والقشعريرة وتشنجات المعدة والإسهال والغثيان والقيء. ويمكن أن يكون التعرض للتسمم الغذائي ممكناً عن طريق استهلاك الأطعمة بعد انتهاء تاريخ الصلاحية الخاص بها أو إذا كانت ملوثة أو فاسدة بسبب ظروف التخزين.
ولكن في العادة يكون التسمم الغذائي أكثر شيوعاً مع الأطعمة القابلة للتلف مثل البيض واللحوم والفواكه والخضراوات، لأن العفن والطعم الحامض واللون أو الملمس الغريب والروائح السيئة أكثر قابلية للاكتشاف.
ومن المهم مراقبة وقت شراء هذه العناصر، حتى تعرف ما إذا كنت تعرّض نفسك للخطر عن طريق تناول شيء ما بعد وقت طويل جداً على جودته وسلامته.
2- مخاطر بكتيريا الطعام
قد يسبب استهلاك المنتجات بعد انقضاء تاريخ الصلاحية التعرض لمخاطر بكتيريا الطعام المختلفة الضارة بالجسم، التي تسبب التسمم.
ويمكن أن يكون التسمم الغذائي خفيفاً أو شديداً حسب درجة خطورته، ولكن في بعض الأحيان قد تؤدي الإصابة بالتسمم الغذائي إلى تعرّضك لبكتيريا أو سموم خطيرة، بما في ذلك الليستيريا والتهاب الأمعاء العطيفة والكوليرا والإشريكية القولونية والمكورات العنقودية الذهبية والسالمونيلا والشيغيلة وغيرها.
3- فقدان القيمة الغذائية
في حين أن الطعام يمكن أن يفقد جودته ويصبح سيئ المذاق أو قديماً بعد انتهاء تاريخ الصلاحية، فإن أحد الأشياء الأكبر التي يجب ملاحظتها هو أنه بمرور الوقت يمكن أن يفقد الطعام قيمته الغذائية أيضاً. حسب عربي بوست
خدعة تاريخ الصلاحية.. هل تدفعنا الشركات للتخلُّص من طعامنا قبل أن يفسد؟
في سياق متصل وفي سيناريو مألوف، تقف أمام ثلاجتك وتُمسك علبة اللبن التي تحتفظ بها في الرف أمامك؛ تقرأ تاريخ الصلاحية المُنتهي المطبوع على غطائها، وتفتحها لتتفحَّص رائحتها وتجدها طبيعية، لكنك تُقرِّر تجنُّب المغامرة والتخلُّص منها في نهاية المطاف. تذهب إلى أحد المجمعات أو المحال التجارية، تقف أمام الأرفف تتفحَّص المنتجات المتراصة، وتختار البضائع المختبئة خلف منتجات الواجهة لعلمك بأن تاريخ إنتاجها أحدث، وتاريخ انتهاء صلاحيتها أبعد. لكن ماذا لو علمت أن هذه التواريخ لا تلعب أي دور في صلاحية المنتج الذي بين يديك، ولا تتحكَّم بموعد فساده أساسا، وإنما كُتبت لأغراض أخرى بعيدة تماما عن صلاحية الطعام؟
هذا صحيح، إحدى المعلومات المغلوطة المنتشرة بيننا هي أن تاريخ الصلاحية الذي يُطبع على الملصقات الخارجية التي تُغلِّف طعامنا، أو المختوم على قاعدة المُعلبات، هي تواريخ مَعنية في المقام الأول بسلامة طعامك أو قُربه من الفساد. ولكن الحقيقة أن هذه التواريخ تدفعك لرمي طعامك في سلة المهملات دون أن يكون قد فسد فعلا، وباستثناء طعام الأطفال وبعض العقاقير الطبيعية فأنت -حقا- تتخلَّص من طعام لا يزال صالحا للأكل.
لا بأس إن كُنت من ضمن الـ 45% من الناس الذين يعتقدون أن انقضاء هذه التواريخ يجعل الطعام غير آمن للأكل. تقول ديان جافيلي، أخصائية تغذية إكلينيكية في جامعة واشنطن: "هذه التواريخ وُضعت من قِبَل الشركات المُصنِّعة، وتعني أن بيع هذه المنتجات سيكون أفضل خلال هذه التواريخ؛ وبالأخص تُشير إلى العمر الافتراضي للمنتج نكهةً ولونًا، وهو يستند إلى رأيهم الشخصي وليس إلى معيار أمان محدد!".
ما لا يعلمه الجميع تقريبا أن إدارات الغذاء والدواء لا تطلب أي تواريخ سلامة أو أمان على أي منتج غذائي باستثناء حليب الأطفال. تُضيف بريندا واتسون، المديرة التنفيذية للشراكة الكندية للتثقيف في مجال سلامة الأغذية الاستهلاكية: "هذه التواريخ هي مُجرد وعود من الشركات المُصنِّعة للمستهلك؛ تُفيد بأن جودة التغليف والتعبئة والمنتج داخلها ستكون في أعلى مستوياتها ضمن الفترة الممتدة بين تاريخ الإنتاج وتاريخ الانتهاء". حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات