لكل منا مقتنيات تعز عليه ولها مكانة خاصة، وقد يصعب التفريط فيها، لكن حب الاقتناء عند بعض الأشخاص قد يتجاوز الحدود الطبيعية ويصل لدرجة تخزين أي شيء من العبوات الفارغة إلى زجاجات العصير والألبسة الممزقة حتى.
حب الاقتناء الشديد والتخزين غير الطبيعي والشديد هو اضطراب صحي يعرف باسم "اضطراب التخزين" أو "التخزين القهري" أو "الاكتناز".
لنتعرف أكثر في هذا التقرير على هذا الاضطراب وأسبابه وطرق التعامل معه.
ما هو اضطراب التخزين؟
وفقاً لموقع Healthline الطبي، يحدث اضطراب التخزين أو الاكتناز عندما يجمع الشخص بشكل دائم الأشياء غير الضرورية ويصعب عليه التخلص من أي منها. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي عدم القدرة على التخلص من الأشياء إلى تراكمها، ما يجعل مكان عيش الشخص مساحة غير آمنة وغير صحية، كما يمكن أن يسبب توتراً في العلاقات الشخصية، ويقلل بشدة من جودة الحياة اليومية.
غالباً ما يصيب هذا الاضطراب البالغين، رغم أن المراهقين قد يظهرون ميولاً للتخزين أيضاً، ويمكن أن يصبح أسوأ مع مرور الوقت.
ما الذي يسبب اضطراب التخزين؟
يمكن أن يحدث اضطراب التخزين لعدة أسباب. قد يبدأ الشخص في التخزين لاعتقاده أن الأشياء التي جمعها، أو يفكر في جمعها، قد تكون ذات قيمة أو مفيدة في وقت ما. كما يمكن أيضاً أن يكون السبب عاطفياً، فيربطون بين الأشياء التي يجمعونها وشخص أو حدث مهم لا يريدون نسيانه.
غالباً ما يعيش الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التخزين مع أغراضهم المجمعة على حساب احتياجاتهم الخاصة، على سبيل المثال قد يتخلون عن استخدام ثلاجتهم، لأن مساحة مطبخهم أصبحت مسدودة بالأشياء التي يجمعونها. أو قد يختارون العيش مع جهاز مكسور أو بدون تدفئة بدلاً من السماح لشخص ما بالدخول إلى منزلهم لإصلاح المشكلة.
الأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب التخزين هم أولئك الذين:
يعيشون وحدهم
نشأوا في مكان غير منظم
كانت لديهم طفولة صعبة ومحرومة
كما يمكن أن يرتبط الاضطراب أيضاً بحالات الصحة العقلية الأخرى، مثل:
القلق
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
الكآبة
مرض عقلي
اضطراب الوسواس القهري
انفصام في الشخصية
أعراض اضطراب التخزين
اضطراب التخزين
عادةً ما يكون الحصول على عدد كبير من الأشياء وحفظها، والتراكم التدريجي للفوضى في أماكن المعيشة وصعوبة التخلص من الأشياء، هي أولى العلامات والأعراض لاضطراب التخزين، والذي غالباً ما يظهر خلال فترة المراهقة إلى سنوات البلوغ المبكرة.
مع تقدم الشخص في العمر يبدأ عادةً في الحصول على أشياء لا توجد حاجة أو مساحة فورية لها، بحلول منتصف العمر غالباً ما تكون الأعراض شديدة وقد يصعب علاجها.
وفقاً لموقع Mayo Clinic الطبي، قد تشمل العلامات والأعراض ما يلي:
الإفراط في الحصول على الأشياء غير الضرورية أو التي لا توجد مساحة لها
الصعوبة المستمرة في التخلص من الأشياء أو التخلي عنها، بغض النظر عن قيمتها الفعلية
الشعور بالحاجة إلى حفظ هذه الأشياء، والانزعاج من فكرة التخلص منها
تراكم الفوضى إلى الحد الذي تصبح فيه الغرف غير صالحة للاستعمال
وجود ميل نحو التردد والكمالية والتجنب والمماطلة ومشاكل التخطيط والتنظيم
تؤدي الحيازة المفرطة للأشياء ورفض التخلي عنها إلى:
أكوام غير منظمة من المقتنيات، مثل الصحف أو الملابس أو الأوراق أو الكتب أو الأشياء العاطفية
جعل مناطق المعيشة غير قابلة للاستخدام للغرض المقصود، مثل عدم القدرة على الطهي في المطبخ أو استخدام الحمام للاستحمام
تراكم الطعام أو القمامة إلى مستويات مفرطة وغير صحية بشكل غير عادي
ضائقة كبيرة أو مشاكل في العمل أو الحفاظ على نفسك والآخرين آمنين في منزلك
تعارض مع الآخرين الذين يحاولون تقليل أو إزالة الفوضى من منزلك
كيفية علاج اضطراب التخزين
يمكن تشخيص وعلاج اضطراب التخزين. ومع ذلك قد يكون من الصعب إقناع الشخص المصاب به بالتعرف على الحالة، قد يتعرف أفراد العائلة أو الغرباء على علامات وأعراض الاضطراب قبل وقت طويل من أن يكتشفها ويعترف بها الشخص المصاب.
يجب أن يركز علاج اضطراب التخزين على الفرد وليس فقط على المساحات التي تغمرها الفوضى. يجب أن يتقبل الشخص أولاً خيارات العلاج من أجل تغيير سلوك الاكتناز.
التشخيص
يجب على الشخص الذي يبحث عن علاج لاضطراب التخزين أن يرى طبيبه أولاً. يمكن للطبيب تقييم اضطرابه من خلال المقابلات مع الشخص وكذلك عائلته. يمكنهم أيضاً زيارة منزل الشخص لتحديد مدى شدة الاضطراب.
قد يساعد التقييم الطبي الشامل أيضاً في تشخيص أي حالات صحية عقلية أساسية أخرى.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
قد يكون العلاج السلوكي المعرفي الفردي والجماعي (CBT) هو الطريقة الأكثر نجاحاً لعلاج الاضطراب.
أظهرت الأبحاث أن هذا النوع من العلاج يمكن أن يكون مفيداً. يمكن إجراء العلاج المعرفي السلوكي في بيئة فردية أو جماعية. يركز العلاج على سبب صعوبة التخلص من الأشياء، ولماذا يرغب في جلب المزيد منها إلى منزله. الهدف من العلاج السلوكي المعرفي هو تغيير السلوك وعمليات التفكير التي تسبب الاكتناز.
قد تتضمن جلسات العلاج المعرفي السلوكي إنشاء استراتيجيات للتخلص من الفوضى، وكذلك مناقشة طرق منع جلب مقتنيات جديدة.
الأدوية
لا توجد أدوية خاصة لعلاج اضطراب التخزين، لكن قد يساعد بعضها في تخفيف الأعراض. قد يصف الطبيب مثبطاً انتقائياً لاسترداد السيروتونين أو مثبط امتصاص السيروتونين-نوربينفرين للمساعدة في هذه الحالة.
تُستخدم هذه الأدوية عادةً لعلاج حالات الصحة العقلية الأخرى. ومع ذلك ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأدوية مفيدة في حالات اضطراب التخزين. أشارت بعض الأبحاث إلى أن الأدوية الخاصة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد تكون مفيدة أيضاً. حسب عربي بوست
كيف تتخلص من عبودية "الكراكيب" في منزلك؟
لي شوير شاب أميركي لازمته هواية جمع الطوابع وبطاقات البيسبول في سنين شبابه الأولى. لم يجل بخاطره حينها أن هذه الهواية التي يشترك فيها مع ملايين البشر قد تتحول إلى مرض قهري يغزو حياته. عانى الشاب بعد تخرجه في الجامعة من مشاكل طفيفة في التواصل والتفاعل الاجتماعي. كانت شخصيته ضعيفة ولم يكن قادرا على منح نفسه التقدير اللازم للانخراط في تفاعلات اجتماعية. بدأت الوحدة تتسرب إلى حياته وجلبت معها حبه لجمع الأشياء وتكديسها. بدأ في التعويض عن النقص الذي يعتري شخصيته بجمع التحف والأشياء النادرة والمثيرة، فإذا أراد على سبيل المثال خوض محادثة مع ضيف له كان الكوب الغريب والمثير الذي يقدم فيه القهوة كفيلا لأن يكون مفتتح النقاش وربما موضوعه كله.
تطور الأمر من ميل إلى مرض قهري يسمى اضطراب التكديس القهري، الذي تعرفه الجمعية الأميركية للطب النفسي بأنه الإفراط في جمع الأشياء التي قد يراها الآخرون عديمة القيمة. فالمصابون باضطراب التكديس القهري يجدون صعوبة في التخلص من ممتلكاتهم أيا كانت، مما يخلق أكواما من الأشياء تعيق قدرتهم على الاستفادة من أماكن معيشتهم أو عملهم.
وتذكر الجمعية أن هناك اختلافا كبيرا بين التكديس والميل الطبيعي لتجميع بعض الأشياء مثل الطوابع، العملات النقدية أو الأحجار النادرة مثلا. فغالبا ما يميل الأشخاص الذين يعانون من مرض التكديس إلى حفظ كل شيء يقع أمامهم مدفوعين بالخوف من أن يحتاجوا إليه مستقبلا، أو أن تكون له قيمة عاطفية ما.
عاش لي برفقة اثنين من شركاء السكن في شقة كدسها بالتحف والأشياء القديمة التي لها قيمة وأشياء أخرى منعدمة القيمة حتى ضاقا به ذرعا بعد طول صبر، وهدداه بالتخلص من أشيائه وإلقائها في الشارع إن لم يسيطر على نزواته هذه.
بحسب الجمعية الأميركية للطب النفسي لا يكتفي التكديس بتدمير مساحة بيتك فقط، بل يتجاوز ذلك لينتهك علاقاتك. فالأكوام التي تكدسها لا بد أن تؤثر على الأشخاص الذين يشاركونك البيت سواء كانوا أهلك أو زوجك أو زملاء تشاركهم السكن. يؤدي التكديس في نهاية المطاف إلى خلق صراعات داخل العائلة ويفكك أواصر العلاقات الأسرية.
يميل المكدسون كذلك إلى العزلة، خصوصا أنهم لا يستطيعون استقبال الضيوف أو الأصدقاء في بيوت مملوءة بالخردة. ناهيك بالارتباط الوثيق بين التكديس والشراء القهري، إذ يجد المكدسون أنفسهم دائما أسرى في أزمة مالية يخلقها إنفاقهم المتزايد على شراء أشياء لا يحتاجون إليها وعجزهم المتواصل عن سداد الفواتير.
في نهاية المطاف، عمل لي جاهدا للتخلص من عاداته، لتتغير على إثرها شخصيته وثقته في نفسه وقدراته الاجتماعية، وليجني ثمار تجاوز هذا المعترك الصعب عبر نجاحات أحرزها في حياته المهنية والعاطفية، فهو يسكن الآن مع زوجته في منزل جميل يخلو من أكوام الخردة والأشياء البالية المكدسة.
ابدأ بالفرز
التخلص من كل الأشياء التي تكدسها مرة واحدة قد يؤدي إلى الشعور بالندم ويعزز لديك الشعور بالقلق، لذا فإن أول خطوة تخطوها في طريقك نحو التخلص من التكديس هي الفرز؛ افرز جانبا كل الأشياء التي لا تحتاج إليها، قم بفرز الملابس التي كنت ترتديها قبل دهر، والملابس التي تحتفظ بها لعلك ترتديها مستقبلا أو تنتظر الالتزام بحمية حتى تناسب مقاسك. لا تقم بالمهمة وحدك، اطلب مساعدة صديق أو أحد أفراد عائلتك لفرز الأوراق المهمة من الأوراق التي تظنها أنت مهمة. اجمع الأشياء التي تمتلك منها نسخا كثيرة معا، وإن كنت تخشى خسارة شيء ذي قيمة اعرضه للبيع مقابل المبلغ الذي تراه مناسبا.
تبرع
إذا كان لديك قطع ملابس مكررة أو قطع لا تناسب ذوقك أو مقاسك، فكر في التبرع بها. التمسك بهذه الملابس في انتظار اليوم المناسب لارتدائها أو الالتزام بحمية لتناسب جسمك يسلبك مساحة عيشك الخاصة؛ تبرع بهم لمن يحتاج إليهم أكثر، أو قدمهم هدايا لمن تحب. سيوفر لك هذا مساحة في بيتك وسيزيد من شعورك بالراحة. تبرع بالكتب التي قرأتها لمكتبات المدارس، أو اتصل بالمأوى واقترح عليهم التبرع بالأثاث الذي لا تحتاج إليه.
تحكم في مشترياتك
هناك علاقة مباشرة بين الشراء والتكديس، فمن المؤكد أن الأشياء التي تشتريها دون حاجة حقيقية إليها سينتهي بها المطاف مكدسة في أحد أركان بيتك، التحكم في ما تشتريه لن يتطلب منك سوى ورقة وقلم، اكتب قائمة مشترياتك والتزم بها، احرص ألا تعود إلى البيت مع شيء خارج القائمة، ولا تشترِ بديلا للأحذية أو الملابس القديمة قبل أن تتخلص منهم.
إعادة التدوير
إعادة تدوير الأشياء القديمة أو إعادة استخدامها في غير الأماكن التي كنت تظن أن استخدامها مقتصر عليها لا يحتاج سوى إلى قليل من الخيال والإبداع والبحث، يمكنك أن تصنع من قمصانك القطنية القديمة غطاء للوسائد مثلا أو تحول سريرك القديم لمكتبة أنيقة بلمسات بسيطة فقط.
اعرف الأسباب التي تدفعك للتكديس
بعد التخلص مما كدسته سابقا يجب أن تتيقن أنك لن تعود لخوض رحلة التكديس من جديد، وحتى تتأكد أنك ستتغلب على هذا الإدمان يجب أن تقضي على المشكل من جذوره، حاول معرفة السبب الذي كان يدفعك لتحتفظ بكل هذه الأشياء من حولك، وحاول أن تتعلم طرقا وحيلا للسيطرة على الدوافع التي تدفع بك للتكديس.
اصنع نظام وقاية خاص بك
التعرف على الأسباب التي تجرّك -أنت بالذات- إلى جحيم التكديس سيساعدك على وضع حيل وقواعد تناسبك لتتخلص منه، مثلا لو كنت تجد في الشراء والتكديس متنفسا للهروب من الوحدة والفراغ اشترك في مركز لتعلم اللغات، أو احرص أن يكون بيتك الملجأ الذي يقصده أصدقاؤك للتجمع والقيام بأنشطة مشتركة، يمكنك أيضا إيجاد طريقة تقيّم بها مستوى التكديس في بيتك، كأن تحدد ساعة من يوم عطلتك مثلا لتراقب الوضع في منزلك أو تتخلص من غرض مقابل كل غرض جديد تحضره للبيت. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات