هل يساعد أداء التمارين الرياضيّة في علاج القلق والاكتئاب؟ مع معاناة الكثير من الأشخاص في أيامنا هذه من الأفكار المقلقة ما تؤدي إليه من مشاعر سلبيّة، صار هذا السؤال شائعاً للغاية.
ولطالما أشيع عن أن التمارين تساعد في علاج القلق والاكتئاب منذ وقت طويل، لكن هل ثمة بحث يدعم ذلك؟ ببساطة نعم، وسنشرح السبب في هذا التقرير.
وفقاً لدورية Elsevier Public Health and Emergency Collection، ثمة طريقة بسيطة وسهلة التنفيذ للحد من آثار القلق وتتمثل في أداء المزيد من النشاط البدني.
أي شيء مثل السباحة أو الذهاب في نزهة طويلة أو المشي أو الجري أو التمدد على بساط اليوغا يُعد من التوصيات الرائعة للتخلص من القلق لمساعدتك على الشعور بالمزيد من السكينة.
أداء التمارين الرياضيّة يُلهي عن التفكير
ونشرت المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة دراسة أجريت في العام 2019 كشفت عن أن أداء التمرينات من شأنه إيقاف اجترار الأفكار، الأمر الذي قد يكون سائداً لدى أولئك الذين يعانون من القلق والاكتئاب.
إذ يمكن أن يكون اجترار الأفكار، وهي عملية التفكير بعمق في شيء ما، مفيداً، لكن ليس عندما يتعلق الأمر بشيء ليس لديك سيطرة عليه.
فقد تشعر بأنه يأخذ كل حيز الدماغ ويتركك منهكاً أو منشغلاً عن التركيز على الأشياء التي قد يكون لك يد فيها.
كما يمكن، وفقاً لـ موقع Livescienc الأمريكي، أن يشكل أداء التمارين الرياضية تقنية إلهاء بسيطة للغاية؛ إذ يأخذ تركيزك وانتباهك إلى مكان آخر، مما يساعد عقلك على الهروب من حالة التهديد الذي شعر بأنه يعيشها.
أداء التمرينات يغير أدمغتنا
تشير دراسة نشرت في دورية علم الأعصاب Neuroscience إلى أن أحد الأسباب المحتملة لانخفاض القلق بعد أداء التمرينات هو أن الحركة تُحدث تغيرات في قرن آمون بالدماغ، وهي منطقة الدماغ المرتبطة بالتعلم والذاكرة وتنظيم شعور القلق.
التمارين الرياضية تشعرك بالرضا
تساعد التمارين الرياضية على إطلاق الاندورفين الذي يمنحك شعوراً بالرضا، والمواد الكيميائية الطبيعية التي تشبه القنب والمواد الكيميائية الطبيعية الأخرى في الدماغ التي يمكن أن تعزز إحساسك بالرفاهية وفقاً لما ذكره موقع Mayoclinic الطبي.
تبعد عنك المخاوف
تبعد التمارين الرياضية عقلك عن المخاوف حتى تتمكن من الابتعاد عن دائرة الأفكار السلبية التي تغذي الاكتئاب والقلق.
فوائد التمارين الرياضية الأخرى
للتمارين الرياضية بانتظام العديد من الفوائد النفسية والعاطفية أيضاً، ويمكن أن تساعدك بما يلي:
اكتساب الثقة: يمكن أن تؤدي تلبية أهداف أو تحديات التمرين، حتى الصغيرة منها، إلى تعزيز ثقتك بنفسك.
المزيد من التفاعل الاجتماعي: قد تمنحك ممارسة الرياضة والنشاط البدني فرصة للقاء أو الاختلاط بالآخرين، فمجرد تبادل الابتسامة الودودة أو التحية أثناء تجولك في منطقتك يمكن أن يساعد في تحسين مزاجك.
ما هو القدر الكافي من التمارين؟
قد تؤدي ممارسة 30 دقيقة أو أكثر من التمارين يومياً لمدة 3 إلى 5 أيام في الأسبوع إلى تحسين أعراض الاكتئاب أو القلق بشكل ملحوظ.
لكن الكميات الصغيرة من النشاط البدني- أقل من 10 إلى 15 دقيقة في المرة الواحدة- قد تحدث فرقاً.
قد يستغرق الأمر وقتاً أقل في ممارسة الرياضة لتحسين حالتك المزاجية عندما تقوم بأنشطة أكثر نشاطاً، مثل الجري أو ركوب الدراجات.
قد تستمر فوائد الصحة العقلية للتمارين والنشاط البدني فقط إذا التزمت بها على المدى الطويل، وهو سبب وجيه آخر للتركيز على إيجاد الأنشطة التي تستمتع بها.
هل أحتاج إلى رؤية طبيبي؟
استشر طبيبك قبل البدء في برنامج تمرين جديد للتأكد من أنه آمن لك، ولمعرفة الأنشطة ومقدار التمارين ومستوى الشدة المناسب لك.
سينظر طبيبك في أي أدوية تتناولها وظروفك الصحية، قد يكون لديه أيضًا نصائح مفيدة حول البدء والبقاء متحفزاً.
إذا كنت تمارس الرياضة بانتظام ولكن أعراض الاكتئاب أو القلق لا تزال تؤثر على حياتك اليومية، فاستشر طبيبك أو إخصائي الصحة العقلية.
تعتبر ممارسة الرياضة والنشاط البدني طرقاً رائعة لتخفيف أعراض الاكتئاب أو القلق، لكنها ليست بديلاً عن العلاج بالكلام (العلاج النفسي) أو الأدوية. حسب عربي بوست
فوائد مذهلة للرياضة على المخ والصحة النفسية
يحرص الكثيرون على ممارسة التمارين الرياضية لمجرد الحصول على جسم صحي، غير أنهم لا يعلمون إلا القليل عن فوائد التمرين. فهي لا تقتصر فقط على تحسين الصحة البدنية، لكنها تنعكس أيضاً على الصحة النفسية، وفق موقع "Boldsky".
ووفقاً لدراسة أجرتها جوليا باسو وويندي سوزوكي بمركز العلوم العصبية في جامعة نيويورك، فإن التمارين الرياضية تعتبر فعالة جداً في تقليل علامات الاكتئاب الشديد، وذلك بسبب تأثيرها الإيجابي على الجسم ولأنها تُعرف أيضاً بأنها أحد مضادات الاكتئاب الرئيسية.
إلى ذلك تساعد التمارين الرياضية على تنظيم الهرمونات الأساسية في المخ، التي تسهم في تحسين الذاكرة والتركيز، وتحسن الوظائف الإدراكية، وتتيح النوم الصحي، وتعزز الصحة العامة للمخ. ومن المعروف، على عكس أجزاء الجسم الأخرى، لا يتمتع المخ بعضلات فعلية، لكنه لا يزال يتطلب التمرين لمواصلة وظائفه.
وبالتالي، فلن يكون من الخطأ القول إن التمارين الرياضية هي شكل من أشكال العلاج للعديد من مشاكل الصحة العقلية. وفيما يلي بعض الطرق التي توضح كيف تؤثر التمارين الرياضية على المخ.
1- يحسن المزاج
وفقاً لدراسة باسو وسوزوكي، فإن التمارين الرياضية تسبب تغيرات فورية في مستوى هرمونات معينة، مثل دوبامين وسيروتونين، وهي المسؤولة عن تحسين الحالة المزاجية، وتمنح الشعور بالسعادة.
2- يحسن النوم
أثبتت الدراسات أن 150 دقيقة من التمارين الأسبوعية تساعد الشخص على الحصول على نوم أفضل، عن طريق تقليل مستويات التوتر والقلق. لذلك، غالباً ما يُقترح على الأشخاص المصابين بالأرق إدخال التمارين الرياضية على حياتهم لتحسين نوعية نومهم.
3- تقلل من التوتر والقلق
تساعد التمارين الرياضية على تنظيم نوع خاص من هرمون يسمى endocannabinoids والذي يساعد على تقليل القلق والإجهاد، ويعطي الشخص شعوراً بالرضا والسعادة والاطمئنان. وتقول نتائج دراسة علمية نشرته دورية All Wiley حول ممارسة الأزواج للرياضة معاً أنهم يظلون أكثر سعادة ورضا.
4- يقي من الأمراض التنكسية
أثبتت دراسة أميركية - صينية مشتركة، نشرت نتائجها الدورية الطبية البريطانية BMJ، أن ممارسة الرياضة يومياً تقلل من خطر الأمراض الانتكاسية مثل الخرف والزهايمر، وذلك عن طريق تحسين تدفق الدم في المخ، مما يساعده على العمل والنمو بشكل جيد.
5- يحسن الإدراك
وفي السياق نفسه، أثبتت التجارب أن التمرين البدني عبارة عن معدل جيني قوي يؤدي إلى تغيرات وظيفية وهيكلية في المخ من أجل تحسين الوظيفة الإدراكية ورفاهية الشخص.
6- يعزز الذاكرة
ووفقاً لدراسة أجراها المركز الوطني الأميركي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية NCBI، تساعد التمارين الرياضية على تنشيط الجهاز الدهليزي، وهو جهاز إحساس يساهم في الحركة والإحساس بالتوازن، والذي يساعد على إحداث تغييرات في مناطق المخ مثل الحصين والقشرة الجدارية التي تشارك في الذاكرة.
7- يحسن التركيز
بحسب دراسة مشتركة لعلماء من جامعتي أوكلا وإيلينوي، قائمة على التجربة، وأجريت على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً، تبين أن زيادة اللياقة، من خلال التمرينات الرياضية، ترتبط بمزيد من الكفاءة، ودقة سلوك الاستجابة السريعة لدى الشخص، مما يسهم في تحسين قدرته على التركيز.
8- يزيد من حجم الحصين
تقلل الشيخوخة من حجم الحصين وتسبب ضعف الذاكرة والخرف. وأوضحت الدراسات أن أحجام فصوص الحصين والوسيط الإنسي أكبر في البالغين، الذين يمارسون الرياضة ويشاركون في الأنشطة البدنية المختلفة.
9- يعزز الإبداع
وفقاً للمجلة البريطانية للطب الرياضي، تساعد بعض التمارين مثل الرقص الهوائي أو "الأيروبيكس" في بعض الأحيان على تعزيز التفكير الإبداعي من خلال تعزيز الحالة المزاجية الإيجابية لدى ممارسي الرياضة. ولكن لا توجد أدلة نهائية لهذه النتائج وهناك حاجة لمزيد من البحث مستقبلاً. حسب العربية
اضافةتعليق
التعليقات