يقول البعض إن المرأة المثقفة دائمًا ما تلفت انتباه الرجل والآخر يسعى للتواصل معها بأي شكل من الأشكال إنما أحيانًا لا يفضل الارتباط بها، قد يخاف الرجل من الإرتباط بالمرأة المثقفة ونقصد بالمثقفة فكريًا أي المرأة الواعية عمومًا، وليس بالضرورة أن تكون متعلمة أو معلمة وما إلى ذلك، فالثقافة لا تقتصر على شهادة أو مهنة أو عمر معين.
وقد تابع موقع بشرى حياة الردود المتباينة حول هذا الموضوع من قبل عدد من النساء..
أجابت نبأ القيسي: ليس كل الرجال، وهنا لطبيعة المجتمع الذي وعى وتربى فيه دور أساسي على تفضيل أن تكون المرأة انقيادية ومطيعة وليست قيادية لكي لا تتغلب على قوته، فيخاف الإرتباط بتلك المثقفة بوعيها وفكرها بالذات، فهناك الكثير من الأشخاص أكملوا دراسات وحصلوا على شهادات وإلى الآن لم يرتقوا للثقافة المنشودة والكافية، ولكن بنفس الوقت الشهادة أيضاً جزء من الثقافة وضرورية كسلاح للمرأة، والثقافة حقيقةً تتمثل بالفكر والأخلاق وحسن التصرف، فإذا اجتمعت كل هذه الصفات في المرأة قد تكون كبيرة على البعض ولا يحبذون الإرتباط بها..
زينة صباح العكيلي قالت: في الواقع هناك رجال على مستوى عالٍ من الثقافة دكاترة وعلماء يعملون جنبًا إلى جنب مع نساء مثلهم وبمستواهم وأكثر، لكن القلة القليلة يفضلون الإرتباط بهن فلكل قاعدة شواذ، في الغالب قد يكون هذا القرار صعب جدًا، حيث دائما ما يحب الرجل أن يثبت لنفسه والمقابل أنه الأقوى والأفضل، وحينما يود الارتباط يفكر بأن عليه أن يرتبط ربما بامرأة تكون بنفس مستواه الفكري والمجتمعي، فلو كان أقل سيؤرقه ذلك وإذا كان أعلى سيتعب بالتأكيد ويضطر لمواجهة مشاكل لا حصر لها، لذلك قد يختصر الطريق ويختار قليلة الثقافة ضعيفة الشخصية التي دائمًا ما ستكون راضية وممتنة على الأرجح..
هبة الخفاجي قالت: ليس خوفًا بالضبط وإنما قد يرى نفسه ضعيفاً أمام شخصيتها وقدرتها وعقلها الواعي وقوتها ومركزها في المجتمع، خصوصًا إذا كان لها دور أكبر من دوره، وتحاول دائماً أن تطور من نفسها وتتقدم للأمام، وهو قد لا يملك مثل هذا الطموح ومتقاعس فكرياً، وبالتأكيد سيحاول أن يحاربها بكلامه أولاً ليضعف من قدراتها بكل الطرق ويمتنع عن تقديم الدعم، فالغالبية لا يريدون للمرأة أن يكون لها كيان خاص في المجتمع كما علمهم آبائهم والأكثر أمهاتهم ربما ومجتمعهم، إن المرأة يتوجب عليها الصمت وعدم إبداء الرأي كون كلمتها غير مسموعة، وهذا شيء بالتأكيد يدل على أن هذا النوع من الرجال ضعيف الشخصية ولا يقبل أن تكون زوجته أو أخته مثلًا أهم منه واسمها أعلى من اسمه، مع كل الأسف على الرجال نأمل أن نقول البعض منهم..
رقية حسين أجابت: مهما تبلغ القوة عند الرجل فهو بالنهاية طفل ضعيف وهذه حالة لن تراها أغلب النساء، فهو ضعيف المشاعر وقليل السيطرة حتى على عقله وينقاد لكثير من الأخطاء، والمرأة ذكية بتكوينها فما بالك بالمرأة المثقفة والواعية، إنه يخشى أن تعرف كل مايدور بداخله وحوله بالتالي تتغلب على قواه العقلية والقلبية فتكون المنافس الشرس له في حياته، ومجتمعنا بطبيعته ذكوري دائما ما يرغب باستضعاف المرأة بكل محتواها خشية تسلطها على محتواه..
أم مريم اختصرت الرد قائلة: تحدثت مع زوجي بخصوص هذا السؤال، ووجدت أن أفكاره تختلف عن أكثر الرجال حيث قال لي أنا أختار الزواج من امرأة مثقفة وذكية حتى تربي أبنائي تربية جيدة وصالحة.
قد تختلف الآراء وتتعدد الإجابات حول هذا السؤال كون الأسباب والمسببات كثيرة ومن الممكن أن نجد لدى البعض من الطرفين إجابات غير متوقعة، وفي الحقيقة إن الرجل لا يغشى الإرتباط بالمرأة المثقفة لأنه ببساطة "رجل" والرجل بمعنى الكلمة يكون واثق من نفسه وقدراته وهذا النوع يبحث عن المعنية تحديدًا فهو يميل للذكية المتكلمة التي تناقشه في أمور حياتهم وتشاركه القرار وربما يختار قرارها لأنه الأصح ويسعى معها ليكملا بعضهما ويرتقيا سويًا نحو الأفضل..
إنما يصح أن نقول أن "الذكر" هو من يخاف الإرتباط بالمرأة المثقفة كونها قوية الشخصية لا يملك القدرة على مجاراتها، ستجعله في كل يوم يدرك أو يتذكر عقدة نقص ما لديه لا يستطيع تجاوزها، لذلك تراه يبحث عن المرأة البسيطة قليلة الوعي والإدراك التي تنقاد وتنصاع لأوامره مهما بلغت من الجريرة والحِدة، لكي يحافظ على شعوره بالقوة ويبقى هو المسيطر وصاحب الكلمة..
اضافةتعليق
التعليقات