بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الاخيرة واعتماد الناس عليها وتعلقهم بها بشكل كبير حتى باتت لا تفارقهم وأصبحت ظلهم الملازم لهم، يقدر حوالي ثلاثة مليار شخص حول العالم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، ووفقا لمؤسسة الاستثمار الأميركية كلينر بركينغز، أن 50% من سكان المعمورة متصلين بالانترنت، وهو أمر غير مسبوق في التاريخ ، أما العراق فقد أعلن وزير الاتصالات، نعيم ثجيل أن هناك أكثر من 19،3 مليون مستخدم الانترنيت و17 مليون لمواقع التواصل الاجتماعي.
رافق هذه الظاهرة العديد من المثالب التي لم يلتفت لها المهووسين بهذه المواقع وأصبحت شغلهم الشاغل في كل وقت، حدث نتيجة ذلك الكثير من المشاكل التي راح ضحيتها الكثير من فتياتنا وأطفالنا فترى أن المحاكم سجلت أعدادً هائلة من الطلاقات وصل عددها الى 70 ألف حالة طلاق بحسب احصائية أطلقها مجلس القضاء الأعلى خلال عام 2017، يذكر أن أغلب الطلاقات كانت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن لا نستطيع أن نعمم ما سلف على جميع مستخدمي مواقع التواصل بل الحديث يستهدف الفئة الغارقة في بحر مواقع التواصل ولا يكاد يرمش لها جفن أثناء التصفح ولا تكترث للوقت بل أصبح دأبها هو التصفح فقط.
من الظواهر البارزة التي جاءت ملازمة لمواقع التواصل ظاهرة (الكروبات) المجموعات التي تكون متنوعة وبأشكال وأنظمة عديدة ولكن بالنتيجة هي أيضا إحدى وسائل التواصل الاجتماعي ولكن بشكل خاص على شكل مجموعات تضم أسماء يختارها المنشئ للمجموعة، بعض المجموعات تكون هادفة وذات فائدة والبعض الآخر عائلي والبعض لزملاء العمل وعلى هذه الشاكلة ولكن في الوقت ذاته ليست كل مجموعة تنشأ يكون هدفها أو أسلوب إدارتها صحيح فالكثير من الكروبات باتت مزعجة لا تجلب سوى كثرة الطنين والازعاج ولا تصب في مصلحة أحد بل البعض منها تسبب بمشاكل عدة.
لذا علينا أن نتبع عدة أمور عند الشروع في إنشاء المجموعات، أن يكون هناك سبب من انشاءها وأن يكون هادف لشيء فيه فائدة محددة، ويتم اختيار الافراد على ضوء سبب إنشاءها، ويراعى اختيار أوقات مناسبة للتحدث، ومن الضروري احترام جميع آراء أفرادها عند طرح محور حديث معين إذا كانت المجموعة أنشئت لغرض مناقشة الأعمال مثلا.
أما الحفاظ على خصوصية المجموعة وعدم تسريب معلومات أفرادها فهو من ثوابت أخلاق الأفراد وفيما يخص الكروبات العائلية حبذا لو كانت للاطمئنان على بعضنا البعض بعيدا عن الأقاويل الغير مجدية.
اضافةتعليق
التعليقات