الهواتف الذكية وشاشات الحواسيب باتت وسيلة جيدة لإبداء الرأي وسهولة إشعال الرأي العام بواسطة فيديو أو صورة فيمكن لأي فرد أن يصبح (فلوكر) ثم يرتقي السلم الإعلامي أو الفني خاصةً ونحن في عصر ضربة الحظ التي قد تكون من نصيب من يسعى ومن لا يسعى لها على حدٍ سواء فالكثير من الأشخاص بواسطة وسائل متوفرة عند الكل من هاتف جيد ولابتوب وبعض الأجهزة غير غالية الثمن أن يدخل إلى عالم الاعلام والصحافة وغيرها.
بداية لابد من توضيح الفرق بين الإعلامي والصحفي فالأول يكون معروفاً بشكله واسمه بين الأوساط المجتمعية ويعمل في مجال الاعلام المرئي والسمعي في القنوات الفضائية وعبر أثير الإذاعات أما بالنسبة للصحفي هو الشخص الذي يمارس مهنة الصحافة إما منطوقة أو مكتوبة، وعمل الصحفي هو جمع ونشر المعلومات عن الأحداث الراهنة، والاتجاهات وقضايا الناس وعمل ربورتاجات، كما أن مهنة الصحفي هي إعداد تقارير لإذاعتها أو نشرها في وسائل الإعلام المختلفة مثل الصحف والتلفزيون والإذاعة والمجلات.
وتعريف لمصطلح الصحفي هي كلمة عربية قديمة كانت بالسابق تقال لمن يجلب المعلومات من الكتب دون معلم.
في الوقت المعاصر الذي نعيش فيه لم تعد المعلومات التي نحصل عليها موثوقة مئة بالمئة لأن قرّاء الجرائد سابقاً تحولوا إلى مدمني فيسبوك وتوتر وانستغرام ونرى بأن الجريدة الورقية شبه مندثرة حالياً في ظل التكنلوجيا وما تقوم به، إضافةً إلى التشكيك بصحة ومصداقية كل مادة منشورة، فأصبح تأثير رواد الفيس بوك ومواقع التواصل الأخرى خلف زجاج هواتفهم وحواسيبهم أكثر قوة من تأثير الصحافة فبإمكانهم تحريك الرأي العام بإثارة بعض المواضيع العاطفية ومحاكاة مشاعر الناس وسلب انتباههم عن أعمالهم ومسؤولياتهم بالضبط كما حدث مع (طفل البئر ريان في المغرب) استطاعوا إشغال الرأي العالم لمدة أسبوع أو أكثر والكل ينتظر متى يتم إنقاذه وكيف تم تحريك جبل لأجله وما إلى ذلك، في حين أن من البديهي جداً أن طفل بعمره لن يصمد أكثر من يومين بدون هواء وماء وطعام لكنهم بواسطة العاطفة والمشاعر أسروا الوطن العربي بهذه القضية سواء المواقع وشاشات التلفاز والإذاعات وغيرها وهنا تكم تأثير الصور التي تم تصميمها وكذلك التي تم نشرها من موقع الحادثة وغيرها كثير من القضايا التي شغلت الرأي العام التي لا يمكن للجرائد الورقية فعلهُ ولا للمقالات الالكترونية إنجازه فالكلمات لن تحرك هذا الكم الهائل من مشاعر البشر كما تفعلهُ الصورة خاصةً كون الإنسان الحالي هو إنسان الصورة لا الكلمة فاضمحلال الصحافة حالياً هو نتيجة لسطو تأثيرات الصورة على الفرد.
وهذا يعتبر خطيرا من ناحية أن الكل بيده صلاحيات السيطرة بشكل أو بآخر، فتحول العالم لقرية صغيرة بفضل التكنلوجيا فإنه من السهل جداً قيادة هذه القرية الصغيرة بيد شخص يملك جيوشاً الكترونية تكفي لصناعة التأثير على الرأي العام وطرح الأفكار المغلوطة المطلوب إيصالها لنخر المجتمع من الداخل أولاً وانتظار هلاكهُ بكل بساطة ولذة.
فلو أراد الصحفي صناعة فكرة ونشرها في المجتمع لابد أن يقوم بقولبة الكلمة لتصبح صورة فيضمنها بقصة عاطفية تحرك المشاعر وصورة تجذب العيون وتصميمات تحاكي قلوب الناس التي بدورها ستجعل العقول تتفاعل مع الفكرة المراد إيصالها فإن نشر مقال في جريدة أو موقع الكتروني ليس لهُ تأثير كبير في الوقت الحالي.
اضافةتعليق
التعليقات