مرحبا يا صديقي... ما رأيك لو تشاركني بجلسة حميمة نحتسي على أثرها كوبين من الخمر؟، لا عذراً نسيت بأن الخمر حرام في دينكم، حسناً سنستبدله بكوبين من الشاي الأحمر.
او أي شيء آخر تطلبه انت، في كل الأحوال لا فرق معي اذا طلبت شاياً او قهوة او حتى كوباً من عصير البرتقال!.
في كل الأحوال لا يهمني نوعية المادة التي ستحتسيها، فأنا في كل حالاتي سأتمكن من دسّ العقار فيك بطريقتي الخاصة، لا تقلق يا صديقي سأتخذ حذري معك، كي لا اثير انتباهك وتكشف خطتي.
مهمتي ان أدعوك الى عشاء فاخر، سأصرف عليك بعض الدولارات التي جنيتها من مال الحرام، لأحصل في النهاية على اضعاف اضعافها، فهذه ليست الاّ البداية..
ربما لم تعرف من أكون، سأحاول ان اعرفك على نفسي أكثر، وانت ما عليك الاّ ان تحزر من اكون.
انا يا صديقي، هو ذلك الضيف المرحب به دائماً، الذي يطرق بابك بعد الثانية من منتصف الليل ويأتيك على هيئة رذيلة مشتهاة، تلعب على حبل شهواتك ويتركك لحلكة الذنب تسرح وحيداً، اجاملك في البداية واسيطر على جهازك الحركي، ولا اترك ياقتك الاّ بعدما تصبح صلاة الصبح قضاءا، وبعدما تعود الى وعيك ودينك اتركك وحدك تندب ذنبك وحيداً فريداً.
ومرات... أُطلّ عليك بهيئة فكرة شيطانية وانت تتصفح الانترنت، تضيع وقتك معي ساعات وساعات، ولكن لحسن ظني إنك لا تعرف من أكون، فأدخل اليك على هيئة صورة انثوية مزوقة بالتمرد والترافة والجمال.
واحياناً يا صديقي أرى بأن وطنيتك العالية تهدد مصالحي، فأقذف سمي في احدى المنشورات التي تعتلي صفحة الفيسبوك واتركك مع اعز اصدقائك (علي)، تشن حروب الطائفية بينكم، وأنخر علاقتكم التي دامت لسنوات بلحظة واحدة.
مهمتي يا حبيبي هي صناعة وجبة دسمة من الفرقة والفتنة وتقديمها على طبق من ذهب، لتتناولها انت وأبناء بلدك بشهية مفرطة، ثم تتسمم وتنقل الى المشفى، ثم يتخاصم اهلك مع أبناء عشيرة أخرى لأن المطعم الذي جهزت فيه تلك الوجبة تقع ضمن حدود منطقتهم، وصدقني لن يحصل شيئاً مهماً، ربما تموت انت واشخاص من أبناء العشيرة، ولكن المهم هو ان لا احد سيعرف بأن انا الذي صنعت لكم هذه الوجبة اللذيذة وتسببت في قتلكم؟.
اما المثقفين وأصحاب العقول النيرة، يتعبونني قليلاً، ولكني أحاول استضافتهم من خلال فكرة عابثة في كتاب، او جملة خبيثة لن تأخذ مني وقتاً لأزينها بالانفتاح الأحمر والحرية الزرقاء وبعض من النجوم المشعة، حتى تبدو أجمل وقابلة للقناعة.
احياناً ينجح الموضوع، ويسقط المتفتح الاخرق في مصيدتي، خصوصاً من لا يملك حصانة فكرية ويلتقط أي كتاب ويقرأه بحجة التنور.
كل شيء يا عزيزي هو موجود معي، لأني وبكامل التواضع مبرمج بطريقة تناسب جميع الأذواق والألوان، احياناُ أتي اليك بهيئة معلم فاشل، واحياناً معمم او شيخ سارق، ومرات بشكل طبيب جزار!.
ولأن فكرة الثقافة تروق لك، ادخل اليك من باب العلم المزيف وادس افكاري السامة في رحاب تطورك، واقرأ في عقلك الى ان اجعلك تحت سيطرتي، وتقتنع بأنك لاشيء!، وكل ما لك وعليك من فضل الغرب على العرب.
ثم أدعوك الى مساحتي الخربة واقنعك بأن الدين هو العوبة اخترعها أصحاب العمائم وليس هنالك شيئاً يدعى الله، وشيئاً فشيئاً تبدأ تقتنع انت وتدخل الى مصيدة الالحاد من أوسع أبوابها.
كنت سهلاً جداً، او أكثر سهولة مما توقعت، دخلت اليك من باب نشوة، او منشور، او حتى كتاب او فكرة ثم لعبت معك لعبتي الباردة لتتجرد انت من وطنيتك، ربك، دينك، اخلاقك واي شيء يربطك بالإنسانية.
نعم، اعترف بأنك أخذت مني القليل من المال، وطول البال والوقت، ولكني في النهاية وصلت الى الغاية العظمى، واستطعت من الضحك عليك وعلى امثالك، وعريتك من كل المبادئ التي تربطك بهذا الكون، لتصبح على اثره محل سخرية!.
مهمتي لم تنتهي عندك، هنالك ألف مهمة ومهمة باقية لم تكتمل بعد، شكراُ لأنك كنت شخصاً طائعاً، الاَ ان هنالك اشخاص سيتعبونني قليلاً ولكن لا بأس بالتعب ما دامت الغاية يا صديقي هي اهم من كل شيء، (الغاية) تذكر ذلك جيداّ. حسناً بعد كل هذا الهراء... هل حزرت من أكون؟.
اضافةتعليق
التعليقات