"الموهبة تجعلك تفوز بالألعاب، ولكن العمل الجماعي يجعلنا نحصد البطولات"، الجملة التي نسعمها في الكتب التنموية والداعمة الى قوة الجماعة والمشاركة في العمل.
هذه الجملة تعتبر من بديهيات العمل الناجح في العالم الغربي المتطور، ولكن لو نقلص الدائرة قليلا ونتجه الى العالم الشرقي ماذا سنجد؟
ربما سنجد اجتماع بعض المواهب المختلفة للاشتراك في عمل يولد تحت مسمى واحد، ولكن سنجد ان هذه المشاركة تقتصر على الجانب الفعلي الذي يضمن العمل وفق تخوفات ووساوس روحية تزرع الشك في نفوس الأعضاء فيما لو اخذ فلان مالا أكثر، او نال شهرة أكثر من غيره، اذن هذا التضاد الروحي سيؤثر سلبا في نجاح العمل، لكونه ليس خاليا من الشوائب الدنيوية كما ان هذا العمل ليس عملا تنظيميا مشتركا هدفه الاول هو الله.
فالعمل الجماعي من رؤية اندرو كارنيجي "هو القدرة على العمل معا برؤية مشتركة ويمنحنا القدرة على توجيه الإنجازات الفردية باتجاه الأهداف. ذلك هو الوقود الذي يسمح للناس العاديين تحقيق نتائج غير عادية".
ومما لا شك فيه ان روح الجماعة هو امر هم جدا في نجاح أي عمل مشترك، ولكن معنوية العمل هو اهم بكثير من العمل نفسه، فلو عمل الانسان في "تيم" مشترك سواء في شركة او مشروع او انتاج فلم او كتابة سيناريو او ما شابه ذلك، وغض بصره عن الأرباح المالية والسلطة والشهرة، وركز في الهدف الأعلى وهو رضا المعبود فقط عن طريق الخدمة التي يقدمها الى المجتمع، وتوظيف جهوده في خدمة المذهب القائم استقامة للدين واطاعة لأمر الإمام.. كم ستختلف روحيته تجاه العمل؟، لو كل عضو من الأعضاء فكر بهذه الطريقة لضمنوا النجاح وتفوقوا به الى الابداع والتميز، لأن ما يجمعهم هو هدف إلهي واحد.
فكلما زاد الإخلاص والايمان للمجموعة تجاه العمل، زاد الدافع بين الأعضاء لتحقيق أهداف المجموعة التي تصب في مصب واحد، وهذا بالتالي سيؤدي الى زيادة احتمال أن يحقق الفريق أهدافه الأساسية وحتى الثانوية، حينها سيكون النجاح ذات معنى حقيقي يمتد أصول ثوابه من الدنيا وحتى عالم الآخرة.
ولكن ما يحتاجه الانسان في هذه المرحلة المشتركة هو انتزاع الأنا، والعمل وفق الإطار المشترك، اذ يقول رامانا ماهارشي: "إن التعاسة برمتها ناجمة عن الأنا، معها تأتي كل المتاعب، إذا رفضت الأنا، وأحرقتها من خلال تجاهلها فستصبح حرا".
فالثقة التي يمنحها الأعضاء الى بعضهم والى رؤية العمل سيعكس إيجابا على طبيعة العمل وسيحاول الجميع ان يؤدي أفضل ما عنده، لأنه يشعر بالمسؤولية المطلقة، ولأنه يعرف بأن أي نقص او خلل سيؤثر سلباً على الجميع واي تقصير منه سيحاسب عليه من قبل الله أولا.. وضميره ثانيا، وهذا ما لا يتوافق معه الدستور الإسلامي الذي جاء به الرسول الكريم من عند الله تعالى: "رحم الله امرء عمل عملا فأتقنه"..
اضافةتعليق
التعليقات