لم يعد التصوير مجرد مهنة يحترفها البعض بل انتشرت في الفترة الأخيرة كهواية خاصة في مرحلة الشباب, وعلى الرغم من التكاليف الباهظة لكاميرات التصوير الإحترافية إلا أن هذا لم يمنع الكثير من الشباب في التغلب على هذه المعوقات والنجاح في إتخاذ التصوير هواية سواء بالكاميرات شبه الإحترافية أو حتى بإستخدام الكاميرات المدمجة في الهواتف النقالة والتي ساعدت على إنتشار هواية التصوير بشكل ملحوظ وخاصة بين من لا يمتلكون المقدرة على إقتناء كاميرات إحترافية.
هذا وقد كان لمواقع التواصل الإجتماعي الأثر الأكبر في إنتشار هواية التصوير وتباري الشباب من مختلف دول العالم في إبراز قدراتهم والتنافس فيما بينهم على إلتقاط وتوثيق الأحداث التي قد لا تصل إليها قنوات الإعلام الرسمية والمصورين المحترفين في أوقات كثيرة.
من هنا قررنا أن نقتحم هذا العالم ونحاول التعرف قدر الإمكان على هذه الهواية التي أصبحت لدى بعض الشباب هي الهواية المفضلة وسبقت العديد والعديد من الهوايات, أردنا التعرف على هذه الظاهرة من ناحية ما قد تضيفه إلى عالم التصوير الإحترافي وما قد تأخذه منه بالإضافة لطموح شابة عراقية من محافظة كربلاء المقدسة, مواليد 1990م, إنها المبدعة سمية حسين محمود, ممن أتخذت التصوير هواية مفضلة ومن هنا كان لنا معها هذا الحوار..
بدايةً هل لكِ أن تحدثينا عن بداية دخولكِ عالم التصوير؟
-بدايتي كانت قبل خمس سنوات تقريباً بدأت بتصوير المناسبات الخاصة بأقاربي وأهلي, بعض الأحيان كنت أصور لقطات عفوية كانت تخرج اللقطة بإحساس ومعنى عميق على الرغم من استخدامي وسيلة بسيطة للتصوير وهي كاميرا الموبايل.. بعدها انتقلتُ إلى تصوير الحياة الصامتة واليوم بعد تطوير هوايتي انتقلتُ إلى تصوير أطفال حديثي الولادة وتصوير المناسبات من حفلات زفاف وعقد القران وأعياد الميلاد وغيرها.
ماذا يمثل لكِ التصوير؟
-التصوير هو عالمي الثاني الذي غيّر جزء من حياتي, أعتبرهُ وسيلة لتطوير الذات وذلك لملاحظتي في التغيرات التي حدثت معي. فأصبحتُ اليوم أكثر ثقة بشخصيتي وبنفسي بعد وصولي إلى هذه المرحلة والتطوير البسيط جداً, وذلك لأن عالم التصوير هو كـ بحر عميق فيه الكثير من الأسرار يجب معرفتها وإتقانها جيداً حتى نصل إلى المستوى المطلوب لنصبح محترفين في هذا المجال.
هل التصوير مكلف من وجهة نظركِ كـ هواية؟
-كـ بداية أو كـ هواية ليس مكلف, لا أعتقد إنها مكلفة حيث يمكن لأي شخص من خلال عدسة كاميرا الموبايل الشخصي أن يأخذ لقطات لتمرين عقله أو لتطبيق أي صورة يرغب أن يقوم بأدائها وبدء خطواته الأولى بالمسير نحو هذا العالم..
بعدها كلما أتقن المصور المبتدئ عمله وكلما طوّر ذاته ومعلوماته ومعرفته لقواعد التصوير يبدأ الأمر يتطلب أن يغير عدته من الكاميرات وغيرها من المعدات المطلوبة ليصل إلى النتيجة الصحيحة.
ما أسباب تفضيلكِ لهواية التصوير عن غيرها من الهوايات الأخرى؟
-لكل شخص موهبة مختلفة عن موهبة الشخص الآخر, قد تكون متشابهة لكن لابد هناك اختلاف في مستوى المعرفة أو الاختلاف في محاورها.
أما عن نفسي, فالسبب في تفضيل هواية التصوير عن غيرها هو أنه وجدتُ نفسي قد أتميز بها عن غيرها من الهوايات.
هل تواجهكِ صعوبات في ممارستكِ لهذه الهواية؟
-لا يوجد أمر في هذه الحياة سهلاً, كل شيء لابد أن يكون فيه صعوبة.
بالنسبة للتصوير نعم, أواجه صعوبات مختلفة منها إجتماعية، مثلاً في بعض المواقف التي تحدث أمامي أتمنى لو أقوم بتوثيقها بالتصوير لكن كمجتمع يحكمني بعض الأحيان أن أمتنع عن حمل الكاميرا وتصوير كل شيء.
ما هي الأحداث التي تحرصين دائماً على توثيقها بالصور؟
-أحرص دائماً على توثيق اللحظات المفرحة والمباركة, مثلاً الأعراس, حفلات عقد القران, أعياد الميلاد, وأهتم أيضاً باللحظات التي يكون الطفل فيها عفوي من دون تصنع كتصوير طفل حديث الولادة وهو نائم أو تصويره وهو في حضن والدته لو أتقنت الزاوية الصحيحة والإضاءة المناسبة والسرعة ستحصل على لقطة مميزة بريئة ممكن أن تكون ذكرى مفرحة وتشعرك بالحنين في بعض الأوقات بالنسبة للأم أو للطفل عندما يكبر ويشاهد صورته.
هل يسمح لكِ الوقت في ممارستكِ لهواية التصوير؟ وما هو معدل ممارستكِ لتلك الهواية شهرياً؟
-صراحةً لا, نوعاً ما لا أجد الوقت الكافي لممارسة الهواية والوصول أسرع نحو الإحترافية, كوني أم لثلاثة أطفال إضافةً إلى متطلبات الحياة تجعل وقتي بعض الأحيان قليل أوضيق لممارسة هوايتي والعمل فيها. أما معدل ممارستي لا يمكن أن يتحدد كحد معين لأنه لم أتخذ مهنتي كروتين يومي أو أسبوعي أو شهري يختلف حسب طلب المقابل لتجسيد وتوثيق مناسباتهم ومواقفهم الخاصة.
هل فكرتِ في إحتراف التصوير؟
-نعم, أفكر في الإحتراف دائماً وهدفي نحو القمة إن شاء الله.
ما هي طموحاتكِ وتطلعاتكِ المستقبلية من خلال ممارستكِ لهذه الهواية؟
-طموحي إن شاء نحو العالمية بصورة عامة أما بصورة خاصة طموحي قيد التنفيذ نوعاً ما, رغبتي هي افتتاح أستوديو خاص بتصوير أطفال حديثي الولادة.
ما هو تفسيركِ لإنتشار هواية التصوير بين نسبة عالية جداً من الفتيات؟
-برأيي السبب هو سهولة إمتلاك عدسة الكاميرا سواء وجودها في الهواتف المحمولة أو سهولة شراؤها كـ كاميرات الدجيتال الخاصة بالتصوير إذا كان الشخص متمكن مادياً, مما جعل إنتشار هذه الهواية واسعا.
هل المهارة وإمتلاك كاميرا كافي لممارسة هواية التصوير من وجهة نظركِ أم أن هناك حاجة إلى صقل تلك المهارة بالدراسة الأكاديمية؟
-لا أعتقد أنها تحتاج إلى دراسة اكاديمية كوني لم أكمل دراستي الأكاديمية هذا أولاً, ثانياً نعم تحتاج إلى صقل ومعرفة كاملة بقواعدها واساسياتها ممكن التسجيل في دورات معينة قد توصلني نحو الاحتراف مع التمرين الدائم وتطبيق ما أتعلمه من قواعد ونقاط مهمة.
ماذا بعد إنتشار تلك الهواية؟ وكيف يتم توجيهها لخدمة المجتمع؟
-حسب تفكيري وبرأيي أعتقد إنتشار مثل هكذا هوايات وغيرها تعتبر عامل ونقطة إيجابية في تطوير المجتمع والذات.
أما كيف يتم توجيهها لخدمة المجتمع فيرجع الدور لمؤسسات المجتمع والمحافظة نفسها أن تقوم بفتح دورات أو معاهد لتطوير هذه المواهب ودعمها معنوياً للتشجيع ولإبراز المواهب وعمل معارض لأعمالهم لإبراز روح التحدي والمسابقة نحو الهدف الأعلى والأجمل.
ما هي أجمل صورة قمتِ بالتقاطها من وجهة نظركِ؟
-العديد من الصور التقطتها كانت جميلة, لكن الأبرز فيها كانت لقطة لقراصة الحبل السري لطفلة قمت بتحويلها إلى تدرجات اللون الرمادي فظهرت لي حسب اعتقادي وتفكيري وإحساسي ذات معنى عميق لنهاية مشوار الأمان داخل أحشاء الأم وبداية صراع مع الحياة حيث لا تعلم ماذا تخبئ لها الحياة في المستقبل.
اضافةتعليق
التعليقات
العراق2019-01-15