عندما تنطفئ أضواء الحلم يفرش بساطه أمام الغبار ليتلقاه باحتضان ثم يسلم لاجتياحه فيتعبه الثقل وتتصارع الرغبة من أجل النهوض فلا مناص لها إلا بشعلة جديدة.
الشغف لغةً هو أقصى درجات الحب وأقواها، فالشغف هو الجنون بالشيء وحبه، فشغوفاً بالقراءة تعني مولعاً بها يهواها إلى حد الجنون. الشغف هو أكثر حالات الإنسان تألقاً وتفردًا، يوقد فينا نار الابداع ويحيطنا بالدهشة وحب المغامرة ويدفعنا للحماس، يلهمنا جنون الفكرة ويمنحنا بهجة الحياة، ففي الشغف حياة.
الجميع يتعرض إلى فقدان الرغبة في مواصلة هدفه أو ما يعمله بسبب الاندفاع الزائد أو الرغبة العارمة التي اجتاحته في بدايه الأمر وخصوصاً عندما يأخذ وقتاً طويلاً مما يستدعيه إلى اضمحلال شغفه والكسل إزاء إتمام ما بأء فيه وإن الروتين اليومي واستمرار أيامه على نفس الوتيرة تجعل الشخص يفقد حماسه وثقته بنفسه بسبب سيطرة السلبية عليه بشكل كامل مما يستدعيه إلى أن يبحث عن كل ما يعيد نشاطه وحيويته لمواصله هدفه.
وكذلك أن يتعلم أن الوقت يخطف كالريح ولابد من استغلاله فإن توقف عن مواصله تحقيق مايصبو إليه فإنه بذلك يعطي لنفسه زمام الفشل ويجعل من شخصه انسان عديم الفائدة، فإن الذات تحتاج إلى اسعاف معنوي في حالة تعرضها إلى وعكة مفاجأة ومحاولة منه في معاودة الاتصال مع الذات. لذلك تحتاج إلى عمل تحدي مع نفسك.
يقول علماء النفس أن الإحساس بالشغف لفكرة ما أو لهدف معين قد يكون المفتاح لحل هذه المعضلة، وتؤكد نتائج العديد من الأبحاث والدراسات أن إتباع بعض العادات اليومية يمكن أن يساعد على تجديد الحماس تجاه الحياة، حتى ولو لم يكن المرء متأكداً من نوع الشغف الذي يريده في حياته.
ثم إن الشغف لا يعني الامتلاء بالأحلام والأمنيات والنظر لبعدها من غير الهرولة إليها بالعمل، ولا يعني الآمال الواهمة، ولا القوة المؤقتة، ولا السعي الأعرج، بل إنه السلاح أمام الكسل والفتور الذي يصيب روح الإنسان، وحين يكون ذاك الشغف جزءا من كل خطوة يخطوها، ينخفض صوت أسئلته المتذمرة تدريجيا، ويزداد انشغاله في إيجاد الحلول.
حيث إن الايمان بقدراتك كفيل بأن يعيدك إلى نشاطك الذي فقدته مسبقاً وأن يزيل حاجز الجليد الواقف أمام تحقيقك لهدفك كي تحصد ثمار سعيك وخير ايمان هو الايمان بعدل الله المتمثل بقوله تعالى: (إن للانسان ماسعى وان سعيه سوف يرى).
وأيضاً هناك دراسات وبحوث أكدت على أن اتباع بعض العادات اليومية التي بدورها تجدد الحماس وتخلق جواً من التفكير الايجابي الذي تحتاجه لتحديد شغفك:
_التوكل على الله:
أولى وأهم خطوات النجاح وانجاز المهام في الحياة هي التوكل على الله وحسن الظن به لأن الأعمال بالنيات ولكل امرئ مانوى، فيكون العمل مباركا وسيعينك سبحانه وتعالى على تحقيق أحلامك وأهدافك.
_الاستيقاظ المبكر:
حيث يساعد على استغلال الهدوء الذي يحمله الصباح لانعاش الرغبة في مواصلة شغفه واستثمار الوقت أكثر وأيضاً الذين ليس لديهم مايفعلونه فإن في هذه الفترة يستطيعون المحاولة.
_تحديد الأهداف اليومية:
إن الاشخاص الشغوفين عادة يضعون خطة يومية لاتمام أهدافهم على مستوى اليوم الواحد لتعطي شعوراً بالانجاز عند تنفيذها لاكتشاف شغفك أو الوصول إلى حالة الشغف التي يتمناها.
_ممارسة التمرينات:
وتشمل جميع أنواع التمارين سواء كانت نزهة أو جري أو أي ممارسات رياضية تساعد الجسم على الاسترخاء وتنشيط الدورة الدموية وصحة الذهن والتي تمد الجسم بالطاقة الايجابية التي بدورها تساعد على خلق الشغف والحماس لاتمام مهامه اليومية.
_الابتعاد عن الالهاء:
عند إنجاز مشروعك أو ماتقوم به ابتعد عما قد يشتت انتباهك كأن تكون الاشعارات الواردة إليك عبر البريد الالكتروني أو أحد مواقع التواصل الاجتماعي أو المكالمات التي من شأنها أن تخسرك الوقت الثمين الذي طالما تمنيت أن تنجز ما أردته فيه، ومن الأفضل أن يقسم العمل إلى أجزاء بسيطة لسرعة تنفيذها ولتفادي الفشل الحاصل لهدفك.
_التواصل الفعال:
من موجبات شحذ الهمم واطلاق العنان لتحقيق الأهداف، لقاء الأصدقاء الايجابيين والذين يتمتعون بطاقة عالية من الايجابية والتفاؤل ولديهم أهداف وطموح فإن من شأن ذلك أن يحفزك لإعادة شغفك واستمرار نجاحك.
_الثقة بالنفس:
وتعتبر من أهم العوامل الواجب توفرها لدى الشخص لاتمام مايقوم به وتحقيق طموحاته لأنها تساعده على تجاوز الكثير من العقبات وأيضاً كلام الذين لا يتمنون له الخير محاولين بذلك تثبيط عزيمته، فالثقة من شأنها أن تزيد الرغبة في مواصلة العمل وانتظار نتائج مبهرة لأولئك المحبطين.
إذا كنت لا تزال تبحث عن شغفك، حاول أن تعتبر البحث عنه بمثابة مغامرة. إن كل مهمة أو فعل تقوم به في سبيل إيجاده يمكن أن يكون ممتعاً، ويشغل التفكير وينير العقل.
إنك لن تدري ما الذي قد تكتشفه حول نفسك خلال رحلتك إلى شغفك. لذلك لا تركز كثيراً على النتائج إلى حد أنك تخسر المعلومات القيمة في الطريق.
اضافةتعليق
التعليقات