التجول في صفحات التاريخ يكشف لثام الأحقاد وما فعله البغض من قتل وتعذيب وتهجير وغيرها، ولا زال الكره محافظا على أساليبه العدائية التي لا يمتلك غيرها خصوصا لمن يعلم بأنه مغلوب عقلا! فيستظل بظل العنف عله يثبت نفسه أمام نفسه، فيحطم كل ما يتعلق بالمقابل حتى لو كان حجارة!.
يتقافز إلى الأذهان سؤال عفوي (لماذا حطموا حجارة؟) ويتبعه آخر (لماذا الاهتمام بذات الحجارة؟).
السائل العفوي يظن للوهلة الأولى أنها مجرد حجارة لكن الذي حطمها والمهتم بها يشتركان بمعرفة تأثير تلك الحجارة والتي تكون مصداق لقوله تعالى: (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
فهذه الحجارة بالرغم من كونها صماء للعيان إلا أنها قادرة على أن تفجر من العلوم ما يحطم جبروتهم وسلطتهم، فهي الحليب الأول الذي تستقي منه الأجيال الحق، وتفرّق بينه وبين باطل ادعائهم، فلم يكتفوا من تحطيمها بل ووضع حراسة مشددة حولها لمنع من ينظر لها لأن هواجس خوفهم موقنة بتأثير تلك الأشعة المنبثقة منها، فظلامة تلك القبور وأصحابها شاء الله أن تكون نورا للبشرية، فتلك القبور ضمّتْ أئمة لهم ثقلهم في اثراء فكر الانسان، فمن ناشر الكرم والسلام الامام الحسن عليه السلام، إلى صاحب البلاغة الدُعائية ومنظم الحقوق الإنسانية الامام زين العابدين عليه السلام، ونهر العلم الامام الباقر عليه السلام، ثم منبع العلوم التجريبية والإنسانية ومؤسس المذهب الامام جعفر الصادق عليه السلام، والسيدة المثال أم البنين مدرسة الخلق القويم والتضحية، هذه الأنهار التي حاولوا أن يحدّوا عطاءها بقيت منهلا رغم حقدهم.
فبعد عجزهم عن اثبات دعاويهم الباطلة، وفضح زيف كتبهم، ذهبوا إلى أكثر الوسائل استخداما في اثبات العجز الفكري، فحاربوا تلك القبور بفتوى صدرت من القاضي النجدي سليمان بن بليهد، حيث أصدر فتواه المشؤومة في 8 شوال 1344 هـ.
وأما إصرار من يهتمون بتلك الحجارة فهو إصرار نابع من عقيدة حقة أثبتها العقل واقرتْ بها الأرواح، ولم يستطع أي باطل أن يخفيها أو يشوهها، فآل البيت هم مصداق قوله تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
اضافةتعليق
التعليقات