عند التمعن إلى الطائرة أو إلى أي جزء من الأجهزة الالكترونية فلا بد لك أن ترى أن كل شيء له زر خاص به ليبدأ عمله, والطيار مهما كانت خبرته في قيادة الطائرات فلا بد له من مساعد يساعده ويرشده في بعض تحركاته في تلك الغرفة المليئة بالأزرار, فإذا لم يفعل ذلك لن يصل إلى وجهته بسلام والركاب على متن طائرته!.
كذلك هو الحال بالنسبة للإنسان لابد له من شخصٍ ينصحه ويرشده فلا ضير بأن يستمع إلى من هم أكبر عُمراً والأكثر منه خبرة, فالإنسان كالأجهزة له معدات خاصة وله أساسيات يجب اتباعها ويسير بمحاذاتها حتى يصل بسلام إلى ما يبغي الوصول إليه.
للانسان في العادة طاقات كامنة لا يستطيع التعرف عليها إلا إذا دخل في المجال الذي يتعلق بتلك القدرة, ويمكنه اكتشافها دون ذلك عند البحث في مكنون ذاته عن الشيء الذي يزيد من حماسه, أو الشيء الذي يعطيه شعوراً خاصاً لم يشعر به في أي جزء آخر من الحياة.
ليس بالضرورة في بعض الأحيان انتظار الوقت ليمر أو ليمضي العمر وتكبر!
حتى لو كنت صغيراً على أن تمارس ما تجد بأنك تستطيع انجازه دون أن تضر أحد أو دون أن تسيء إلى ذاتك, والجأ إلى الأقربين منك الذين يحفزون فيك تلك الروح المعنوية لتستكشف مواهبك, أو ما تحب أن تكون عليه.
وابتعد عن كل الأشخاص الذين يحاولون احباط عزيمتك أو الذين يرومون اطفاء أزرارك بعد أن قمت بتشغيلها, ولا تدع أحداً غيرك يُطفئ أزرارك, واحتفظ بأفكارك التي لم ترَ نور الشمس وتشع بذاتها على الناس.
واستفد من كل النقاط السلبية التي تواجهك في ذلك الطريق وإن استطعت تدوينها في دفترك الخاص حتى إن رأيتها صغيرة لا تستحق أن تُدون، وحاول أن تعيد قراءتها من فترة إلى أخرى.
كم من عالمٍ لم يكن شيئاً من قبل وطوّر أفكاره الصغيرة مع مرور الوقت, ودوّنَ حتى أبسط النقاط التي ظنَّ أنها لا تستحق أن يعير أحد اهتمامه لها، وأضاف عليها التحديثات الأساسية وغيّر ما كان يراه مناسباً بأن يُغير من تلك الأفكار حتى خُلد اسمه في التأريخ وأصبح رمزاً احتذى على نهجه اللاحقين وطوروا أفكاره إلى ما يناسب منظومة الحياة الاجتماعية التي نعيشها.
لا ضير لو اختلست النظر إلى أفكار الناس, ولكن احذر أن تُقلدهم بل كن أنت المبدع, واضف على أفكارهم الجديد والشيء الذي لم يكتشفوه قبلك, واستفد من أخطائهم التي واجهوها من قبلك، وخذ بنصائح الناس ووازنها في عقلك وانظر إلى ما ينفعك، فكما قال أمير البلغاء الامام علي بن ابي طالب (ع): (لا تنظر إلى من قال ولكن انظر إلى ما قال) (1).
كل شخص في هذه الحياة مبدعٌ بطريقته ما لم يضغط على كل أزراره ويبدأ الخطوة الأولى, ويواجه التحديات ويطور من نفسه بكل الوسائل التي توجد أمامه مهما كانت بسيطة, ففي النهاية الكُل خُلِق على هذه الأرض بعمرٍ واحد والدنيا بعظمتها زائلة, فكن أنت التغيير الذي تود أن تراه في العالم واترك بصمتك في ذاكرة كل من يعرفك ومن يسمع عنك.
اضافةتعليق
التعليقات