تُعرف الإدارة بأنها: نظام حركي مستمر، يتكون من مجموعة من الأنشطة والمجهودات، يؤديها المديرون، تساهم مجتمعة في بلوغ (هدف) الجهاز..
ويمكن تعريف اصطلاح "الإدارة" – أيضاً – من جهتين:
أ- من حيث كونها أداة، أو جهازاً، أو تنظيماً..
ب- من حيث كونها مهنة، أو اختصاصاً..
فالإدارة من حيث كونها جهازاً، أو أداة، إنما تعني بشكل عام: التجمع، أو التنظيم، أو الوحدة المحدثة في (فترة ما) لتحقيق سياسة، وأهداف، وواجبات معينة..
والإدارة من حيث كونها مهنة، أو اختصاصاً يمارسه الإداريون – كما هي مهنة الطب، والهندسة، والتجارة التي يمارسها الأطباء، والمهندسون، والتجار – تعني: المادية، المالية، الفنية، الموضوعة بتصرف وحدة ما لتحقيق أهدافها على أفضل وجه من حيث الوقت، والمال، والجهد، والمواصفات..
وبالنظر إلى مفردة "هدف" في التعريف الأول، وإلى مفردتي "فترة ما" و"الوقت" في التعريف الثاني، تتبين العلاقة الأساسية بين الإدارة والزمن، ويتبين أن الزمن يعني الشيء الكثير والنفيس في إدارة الأعمال..
إن من القواعد الرئيسة في تنظيم الأوقات والأعمال: حسن الأعمال، فالأعمال والمشاريع التي تخضع لإدارة حسنة ناجحة تسير بنظم، وتحقق أهدافها بصورة حسنة، ويكون الوقت فيها مستثمراً بشكل حسن. أما الأعمال والمشاريع التي تخضع لسوء في الإدارة، لا تسير بنظم وقد لا تحقق أهدافها بالصورة المطلوبة، وظاهرة ضياع الوقت قد توجد فيها..
وبناء عليه فلتكن الإدارة الحسنة هي القاعدة التي يتعامل بها المرء مع أوقاته وأعماله ومشاريعه، لكي تكون تلك الأوقات والأعمال والمشاريع منظمة، تؤتي ثمارها بأفضل صورة. فحسن الإدارة يؤدي إلى حسن التنظيم، الذي بدوره يؤدي إلى استثمار الوقت وحسن الإنتاجية.
التخطيط وعامل الزمن
التخطيط من وظائف الإدارة، ويعرف بأنه القيام بعمليات، وإجراءات منطقية لمواجهة موضوع مستقبلي، وتحقيق أهداف مستقبلية. ويعرف أيضاً بأنه إحضار أو تصور المستقبل في الحاضر من أجل الوصول إلى الهدف المرسوم بأقل جهد، وأقل تكاليف، وفي أقل مدة زمنية.
وهكذا تجد أن عامل الزمن يدخل طرفاً أساسياً في التخطيط. فأنت حينما تزمع رسم خطة لمشروع معين – مهما كان حجمه ونوعه – تواجهك أسئلة من قبيل:
متى يتم الإعداد للمشروع؟
ومتى يشرع فيه؟
ومتى يتم الانتهاء منه؟
ولنفترض أن ذلك المشروع هو تأليف كتاب، فواجبك أن تحدد موعد الإعداد للكتاب، وموعد الشروع في كتابته، وتعيين المدة التي يستغرقها حتى يكمل على وجه التقدير والتقريب. وبذلك تكون على هدى من أمرك فيما يرتبط بعامل الزمن وعلاقته بالتخطيط، تتمكن من التحكم فيه وتنظيمه، أليس كذلك؟
يقول الإمام علي عليه السلام: "التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم".
وتتناول الأحاديث والروايات الشريفة التخطيط بمصطلح الحزم، ومعلوم أن له علاقة وطيدة بالزمن والعمل، ويشمل الحزم أموراً منها:
1- النظر إلى عواقب الأمور والتدبر فيها..
2- استعمال الذكاء والروية..
3- الاستظهار (الاحتياط، والحذر، والاستعداد، والاستعانة)..
4- التدبير في العمل..
5- التفكير قبل العمل...
6- معرفة الموارد..
7- الاستيضاح قبل الجزم والقطع..
8- العزم..
9- مبادرة الفرص، ومعاجلة ما أمكن منها..
10- مشاورة ذوي الخبرة والرأي والعقل..
11- اجتناب الجبن..
12- التزام تقوى الله..
13- تحمل المسؤوليات، وترك ما لا يعني..
14- حفظ التجارب..
15- طاعة الله ومعصية النفس، وجهادها..
16- الوقوف عند الشبهات..
17- عدم الانشغال بالدنيا عن العمل للآخرة..
18- حسن اختيار الأخلاء والأصدقاء..
19- تجنب الاستبداد بالرأي..
20- تجنب التبذير والإسراف..
21- أخذ عامل الزمن بعين الاعتبار..
والحازم يجيد التحكم في أوقاته، ويعرف كيف يغتنمها ويستثمرها، ويعرف كيف ينظم أعماله، ومن سماته:
1- استعمال العقل..
2- مجاهدة النفس وإصلاحها..
3- الهمة في الدين..
4- الجد في أمر الآخرة..
5- الفصل في كل فعل..
6- الصبر على الحق..
7- الصمود على الحق..
8- كف الأذى..
9- البساطة في المعيشة، والزهد فيها..
10- مداراة الزمان..
11- شكر النعمة..
12- عدم الانشغال بالنعمة عن العمل للعاقبة..
13- الصبر عند إدبار النعمة..
14- الحلم وكظم الغيظ..
15- اغتنام الفرص..
16- تعجيل مكافأة الإحسان..
17- الجود بما في اليد..
18- تجنب تأخير عمل اليوم إلى الغد.
19- ذكر الموت وحسن الاستعداد له..
20- توهم العجز لفرط الاستظهار..
21- الصبر والنظر في العواقب..
22- حفظ التجارب والاستفادة منها..
23- تجنب الطمأنينة قبل الخبرة..
24- أصالة الرأي..
25- الحذر..
اضافةتعليق
التعليقات