في خضم عجلة الحياة ودورانها الذي لا يمكن إيقافه، من أجل مشاعر وأحاسيس الشعور بالتعب والملل والسأم، فهذه العجلة تدور سواء كنت سعيدا أم حزينا فتسرق منك عمرا ودهرا وصحة وبعدما تكتشف تلك السرقة سيأخذك التعب فلا تستطيع أن تقدم بمثلما كان استعدادك الذي أضعته، لذا من الضروري أن تصارع تلك العجلة لتصل الى ذلك المبتغى.
ومن هنا من الضروري أن يكون لكل فرد عملا فعليا مضافا الى عمله ألا وهو العمل ضمن ما يرغب لتقديم خدمة مجتمعية، حتى وإن كان تجمعا صغيرا كأن يجعل من بيته مؤسسة يجتمع فيها عدد ليتم فيها استثمار طاقات الأفراد وتقوم هذه المنظمات الصغيرة بأعمال ثقافية اجتماعية، كأن تكون للمطالعة السليمة لتقويم الفكر السليم فلا بد من ايجاد منظمات تخصصية للقيام بأعمال محددة: منظمة للتفكير والإعداد للمستقبل، ومنظمة لتربية الكوادر، ومنظمة للإصلاح الإجتماعي، ومنظمة لتجميل المدينة، ومنظمة للتنظيف.
ومن المهم معرفة أن المسلمين في السابق، كانوا يعملون على شكل منظمات، فالفرد المسلم في تعاونه ومؤازرته للآخرين منظمة بحد ذاته، ويومذاك تقدم المسلمون أشواطا كبيرة الى الأمام.
وتنبع أهمية تشكيل هذه المنظمات هو إننا بحاجة الى تجذير تكويننا الحضاري على أرض صلبة، والبناء لا يقوم إلا على أساس متين كما وإن الشجرة لا تقوم إلا بجذورها والحركة لا تكون إلا بخلفية متينة كذلك، فأين نحن من كل ذلك التقدم الذي يحصل في الغرب، ستقولون إننا نمارس بعض الحريات مثل الغرب، جيد أن نتحرر لكن أي حرية؛ حرية بناء ام حرية الهدم التي جاءوا بها لنهدم مبادئنا واخلاقنا وغيرها فانقاد مجتمعنا نحو الخراب فغدا يخرب نفسه بنفسه ويدعي الحرية، ومن ذلك لابد أن ننظم مؤسسات لتصحيح ما تلف من العقول أولا ثم البناء الفعلي لتحديد مسار هذه الأمة نحو الأفضل.
ومن المهم أن نعرف أن استثمار كل لحظة هو الناهض الأول بنا فما نهضت الصين واليابان إلا باستثمار الوقت وعدم التكاسل به، ومن هنا يأتي دور المنظمات والمؤسسات في عمل تجمعات شبابية من كلا الجنسين واستغلال طاقاتهم وتوجيهها توجيها سليما نحو الأفضل.
اضافةتعليق
التعليقات