يقول أمير المؤمنين عليه السلام: وعظموا أقداركم بالتغافل عن الدني من الأمور ولا تبحثوا عما غاب عنكم وتكرموا بالتعامي عن الاستقصاء.
نشعر أحياناً بأمور تحدث حولنا ولكن ياترى هل يجب أن ندقق في جميع هذه الأمور؟
ماهي وظيفتنا إزاء ما يحدث حولنا؟
جميعنا سمعنا هذه المقولة مرارا وتكرارا؛ من تدخل في ما لا يعنيه لقي مالا يرضيه، ولكن ياترى كم منّا يعمل بها؟.
أحيانا نضع قبعة المفتش على رأسنا ونبحث في رحلة بوليسية لنجد رأس خيط يوصلنا إلى مانريد معرفته، والبعض يفتش بطريقة مدهشة كأنه في رحلة البحث عن الكنز، ولكن سرعان ما يتغير كل شيء ويتبدل إلى سراب وحفنة من التراب العفن، يا ترى ماذا نحصل بعد أن تخطينا الحدود ووصلنا إلى الحقيقة؟!
يقول الامام الباقر عليه السلام: صلاح حال التعايش والتعاشر ملأ مكيال ثلثاه فطنة وثلثه التغافل.
هذا لا يعني الابتعاد عما يجري حولنا وعدم الانتباه بل بأن يملك الانسان الذكاء ليتعامل مع الأمور بفطنة ونضج، أحيانا يغوص الإنسان في محيط التفاهات وينسى الأهم لذلك لابد من الإدارة الدقيقة والاهتمام بالأمور الحياتية التي تقرب الإنسان إلى السعادة من حيث الراحة النفسية ونيل رضا الله سبحانه وتعالى والفوز بالجنة.
هناك قصة لطيفة لفتى كان في طريقه إلى البيت ووجد مبلغاً ضيئلاً من المال فأخذه.
في اليوم التالي أيضاً قرر أن يبحث عن المال، كان يمشي مطأطئ الرأس ليجد مبلغاً من المال وبالفعل وجد، وهكذا أصبح يبحث كل يوم عن النقود الملقاة على الأرض، في نهاية الشهر جمع مبلغاً استطاع أن يشتري به كرة ولكن فقد أموراً كثيرة، حرم من رؤية المناظر الجميلة والتخفيضات في المحلات والمجمعات حيث كان باستطاعته أن يحصل على الكرة مجاناً لأنه من ضمن الطلاب المتفوقين في المدرسة.
وفقد الكثير من الأشياء التي تضيف الجمال إلى الحياة وتجعلنا ممتنين بحياتنا البسيطة، قد نكون جميعنا مكان ذلك الولد الصغير ونهتم بأمور نظنها تغنينا وتسعدنا ولكن نجد فيما بعد أنها كانت تافهة جدا وإننا حُرمنا من أشياء أفضل وأجمل، وهكذا هي الحياة لا تنتظر أحد، إنها في رحلة سباق حيث تريد النيل منا بطريقة أو أخرى، فما هو موقفنا نحن وكيف نتصرف؟.
سلام على أمير الكلام الإمام علي عليه السلام عندما قال:
وأغمض عيني عن أمور كثيرة
وإني على ترك الغموض قدير
وما من عمى أغضي ولكن لربما
تعامى وأغضى المرء وهو بصير
وأسكت عن أشياء لو شئت قلتها
وليس علينا في المقال أمير
أصبر نفسي باجتهادي وطاقتي
وإني بأخلاق الجميع خبير.
اضافةتعليق
التعليقات