ناقش نادي أصدقاء الكتاب في اجتماعه الشهري الذي كان مصحوبا مع أجواء روحانية ومهدوية جزء من الكتاب الذي يعتبر من أعظم الكُتب التي كُتبت عن الامام صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) وهو كتاب مكيال المكارم لمؤلفه: الحاج ميرزا محمد تقي موسوي الاصفهاني.
حيثُ كان إستكمالا لما نوقش به سابقا من الأحرف الابجدية:
فـ تطرَّق حرف الشين إلى شجاعته وشفاعته لنا إن شاء الله تعالى، والسر في تخصيص الشفاعة بمولانا الحجة (عليه السلام) مع إنهم جميعاً شفعاء يوم القيامة الإ إن شفاعتهم لاتشمل المنكرين لمولانا صاحب الزمان عليه السلام (فما لهم من شافعين ولاصديق حميم) وأن أقروا بمن سبقه من الأئمة الطاهرين، وشهادته لنا، فـ عن أبي عبد الله عليه السلام: نحن الشهداء على الناس فمن صدق صدقناه يوم القيامة ومن كذب كذبناه يوم القيامة، وعن شرفه صلوات الله عليه: ففي البحار عن النعماني بإسناده: سُئل أبو عبد الله عليه السلام هل ولد القائم؟ قال: لا ولو أدركته لخدمته أيام حياتي.
وأما حرف الصاد فكان حول صبره، ففي حديث اللوح المروي في كمال الدين: عليه كمال موسى وصبر أيوب.
ثم أشار بحرف الظاء لـ ظلم الأعداء له:
حيث قال تعالى (ولمن إنتصر بعد ظلمه) يعني القائم عجَّل الله فرجه وأصحابه فأولئك ماعليهم من سبيل
وعن حرف العين كان علمه: فعن أبي جعفر قال:
إن العلم بكتاب الله وسنة نبيه لينبت في قلب مهدينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته فمن بقي منكم حتى يراه فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة.
وعن عزة الأولياء بظهوره: حيثُ ما زلنا نندبهُ عند كل جُمعة أين معز الأولياء ومذل الأعداء؟
وعن عدله: فهو أظهر صفاته الحسنة ولهذا لُقب بالعدل كما ورد في دعاء الافتتاح في شهر رمضان المبارك:
اللهم وصل على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر، وكذلك عطاؤه، ففي البحار وغاية المرام من طريق العامة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يكون عند إنقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له المهدي يكون عطاؤه هنيئاً..
وأما عبادته فـعن الامام الكاظم (عليه السلام) في وصفه (عليه السلام): يعتريه مع سمرته صفرة من سهر الليل.
وحرف الغين :
غيبته عن الأبصار بحكم الخالق الجبار مما قد أخبر بها الرسول المختار والأئمة الأطهار صلوات الله عليهم ما أظلم الليل وأضاء النهار، وينبغي هنا التنبيه على أمور :
الأول: في سبب غيبته وهو قسمان: مالم يُبين لنا وما يتبين بعد ظهوره.
وما بيَّنه الأئمة المعصومين (عليهم السلام) لنا من وجوه منها: خوفه من القتل وأن لايكون لأحد من الطواغيت في عنقه بيعة والامتحان للخلق وأن يجري فيه سنن الأنبياء وأن لاتضيع ودائع الله عز وجل..
الثاني: إعلم أن له غيبتين احداهما الصغرى والثانية الكبرى ..
الثالث: أنه ليس لغيبته الكبرى التي مبدؤها وفاة نائبه الرابع السمري (رضي الله عنه) أمد محدود ولا أجل موعود.
الرابع: أن الائمة عليهم السلام قد أخبروا بكلا الغيبتين.
الخامس: إنه في زمن غيبته يشهد الناس ويراهم ولايرونه.
السادس: أن غيبته لاتنافي اللطف الموجب لأظهار الامام (عليه السلام) أما بالنسبة إلى المجرمين فلأنهم السبب في خفائه.
وأما حرف الغين فـتناول غُربته:
فللغربة معنييَّن: أحدهما البُعد عن الأهل والوطن والديار.
الثاني: قلة الأعوان والانصار وهو روحي فداه غريب بكلا المعنيَّين.
وأما غلبة المسلمين بظهوره وحياة الأرض به وفي إحياء دين الله وإعلاء كلمة الله مايدل على ذلك ويأتي في قتل الكافرين مايدل عليه أيضاً.
وغنى المؤمنين ببركة ظهوره :فعن الصادق (عليه السلام) في حديث: ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ من زكاته لايوجد أحد يقبل منه ذلك إستغنى الناس بما رزقهم الله من فضله.
وحرف الفاء ففيه: فرج المؤمنين على يده (عليه السلام) ويدل عليه ايضاً زيارة يوم الجمعة وهذا يوم الجمعة وهو يومك المتوقع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يديك وقتل الكافرين بسيفك ..
وفتح مدائن الكفرة وبلادهم وفتح الجفر الاحمر لطلب ثأر الائمة الغرر (عليهم السلام)، وفرح المؤمنين بظهوره وقيامه.
وكان حرف القاف حول قتل الكافرين بسيفه: فعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) إنه قال: لو قام قائمنا أعطاه الله السيناء فيأمر بالكافر فيُؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ثم يخبط بالسيف خبطا، وقتل الشيطان الرجيم :فعن قول الله تعالى (إنك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم) قال الوقت المعلوم هو يوم قيام القائم عجَّل الله تعالى فرجه..
ومن جميل ما يُذكر في زمان دولته المباركة قوة أبدان المؤمنين وقلوبهم وجوارجهم في زمن ظهوره وإنتشار نوره عليه السلام فعن زين العابدين: إذا قام قائمنا أذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة وجعل قلوبهم كزبر الحديد وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلاً ويكونون حكام الارض وسنامها..
وعن قضاء دين المؤمنين :وعن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيما مؤمن أو مسلم مات وترك ديناً لم يكن في فساد ولا إسراف فعلى الامام أن يقضيه ..
وأيضاً قضاء حوائج المؤمنين وقضاؤه بالحق فأنه يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود لايسأل البينة..
وقرابته من رسول الله وقسطه: عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قال أُبشركم بالمهدي يُبعث في أُمتي على إختلافٍ من الناس فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما مُلئت جوراً وظُلما يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض وإنه يقتل الدجال وهو رئيس أهل الضلال ..
وحرف الكاف حول كمالاته :وكيف إن مولانا صاحب الزمان عجَّل الله تعالى فرجه قد حاز أطراف الكمال ونال غاية الشرف والجلال والجمال وهو مع ذلك مبتلى بـ بليات من أهل الضلال وبعيداً عن الدار والأهل والعيال وهذا واضح لمن نشط عن العقال وراقب جانب الاعتدال، وعظمة مصائبه عليه السلام فبمقدار عظمته ..
وعن جميع كمالاته فـيكل اللسان عن صفته وتُحسر العقول عن كنه معرفته..
وجدير بالذكر أن نادي اصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات