مرّة في تلكَ الدّار ..
أراك تارةً تجثو على ركبتيك.. تجمع بقايا قرطٍ متناثر..
وتارةً تلطمُ صدرك بمسمارٍ معوج.. ذي رائحةٍ زكيةٍ ..
ومرّةً تُلملِمُ أشلاءَ جنين.. لم يُقبل على الحياة ..
ثم في البيداءِ.. كانَ اللّقاء ..
أراكَ تسدّ ثُقوبَ قربةٍ حزينة..
وتناغي نحرا طريا..
ومرّةً تشتَمّ قِماطاً أحمراً قانيا ..
وفي زاويةٍ تمسح الدماء عن خُنصُرٍ وتر ..
وأُخرى تخضب لحيتك بحناء عرس معجونةٍ بالدماء ..
وساعةً تُصلحُ شِسعَ نعلٍ لم يبلغ الحُلُم بعد ..
وحيناً تلثم شفاهاً متيبّسة مجعّدة ..
وتارة تتكئ على وَتدِ خيمةٍ متآكل.. لتُسنّدَ ظَهركَ المفجوع ..
وترحل.. وإذا أنت في الخَرِبة ..
مُحدَوْدب الظّهر.. تنعى أقداماً رسمت السياط عليها خرائط درب الألم ..
وهُناك
تخيط رُقَعاً لِشِبْهِ عباءة.. تحاول إرجاعها لسابق عهدها..
وحينا أراك.. تضمدُ جراحَ مَتْنٍ مُتورِّمٍ بقطرات سخينة.. علّها تشفى !!
ومرة تحتضن قيودا بحجم كفٍّ ذي سنواتٍ خمس ..
وأُخرى تقبّلُ كفاً صغيرة ..
وهُناكَ.. تشعِلُ فتيل شمعة مُرَصّعةٍ بالصّبر.. لتؤنس وحشتها ..
واليوم أترقّبُ.. وأبحث ..
هُنا.. وهُناك !!
ها أنت تطوي الأرضَ لتعودَ لتلكَ الدار !!
تُسنّدُ رأسكَ على ذاكَ الباب.. نعم.. ذاك الباب !!
ساعةَ الفجر.. تحْتضِن طفلةً صغيرة مفجوعة .. ذاتَ شَعرٍ أَشْيَب ..
تَشْتَمُّ من رأسِها رائحةَ اليُتْم..
وترى في عينيها الضّياع ..
وتقرأُ في قَسَماتِ وجهِها الغُربة ..
تُكَفكفُ دُموعها بكفيكَ الحانيَتين ..
اعطِف عليها.. اعطِف على نفسك.. واظْهر ..
اضافةتعليق
التعليقات