قضية العنف من الاكثر القضايا التي تشغل الرأي العام، وقد خصصت منظمات لمعالجة العنف في المجتمع بعدما شهد الحوادث واضطرابات سلوكية تؤدي الى ممارسة العنف على اختلاف نوعه فهناك من يمارس العنف اللفظي مع الاخرين من دون اي معرفة في مفهموم مفردة العنف، وهذه الوصية الاولى التي نهى القرآن الكريم من استخدام العنف اللفظي فقال الله عزوجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ). القصد هو ان لا ينادي بعضكم بعضا بالألقاب والاسماء التي يسوء الشخصَ سَمَاعُها او نسب الاساءة الى اسم شخص وفي مواضع اخرى: {ويل لكل همزة لمزة} الهمز بالفعل واللمز بالقول، أي لا يطعن بعضكم على بعض، وان كان من الاقربين اليك.
ثم ينتقل بعدها الى الوصية الثانية العنف الجسدي: عندما نقرأ قصص الانبياء نجد ان اغلبهم تعرضوا الى ابشع المواقف سواء في حياتهم الخاصة او في رسالتهم حتى ان البعض تعرض الى اذى جسدي مثل (قابيل قتل هابيل) ونبي الله يوسف وكيد اخوته مماجعلهم يمارسون اشد انواع العنف، واخر كان يرمى عليه النفايات والدماء تجري من قدمه، الا انه لم يمارسوا العنف ولو بكلمة فكانت مواقفهم هو معالجة العنف في المجتمع.
العنف الفكري: هو اخطر مراحل العنف وقد يؤدي الى استخدام العنف في جميع اشكاله لان الاساس هو الفكر وهذا ما قد تطرق اليه القرآن الكريم (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ).
العنف النفسي: وقد اشار اليه القرآن الكريم (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ).
أشد انواع العنف النفسي هي قساوة القلب وتعذيب النفس البشرية بقسوتها، وجاء في الشرح هذه الآية وقساوة القلب وصلابته لازمة عدم شرح الصدر وعدم النور، لا يتذكرون بآيات الله فلا يهتدون إلى ما تدل عليه من الحق، ولذا عقبه بقوله: "أولئك في ضلال مبين".
اضافةتعليق
التعليقات