في زيارة لنا لأحد الأسواق الشعبية في مدينة كربلاء المقدسة تملكتنا الدهشة حيث أن أغلب المتبضعين وحتى اصحاب المنصات والمحال لا يرتدون الكمامات الطبية ولم يأخذوا اجراءات الوقاية بعين الاعتبار التي أشارت لها خلية الأزمة انفا.
الأمر الذي أثار فضولنا وجعلنا في صدد سؤال أحد الباعة عن السبب والذي كان يطلق العنان لصوته في هتافات صاخبة يستعرض بها جودة بضاعته إذ سكت لبرهة واستأنف الحديث معنا قائلا ببساطة مفرطة: "( قابل هي درع وتحميني إذا أجاني المرض!..) على ما يبدو أن الكثير يفكر على نفس الشاكلة فبائعة الخضار قالت الشيء نفسه ولكن بصيغة أخرى!.
كما بدت ممتعضة مني لكوني أرتدي الكمامة والقفاز المطاطي حيث أشارت بقولها: إن كان الله سيكتب لي الموت في هذا المرض كحال من مات بالسرطان أو انفجار ما فهو قدري ولا مفر منه!.
كلامك أقرب للمنطق لكن الله أوصانا بحماية النفس أجبتها بذلك فقالت: لم يجد ابني في الصيدليات ما تسمونه بأقنعة الوقاية فمن أين نبتاعها؟
سؤال حتى أنا أبحث عن اجابته في حقيقة الأمر!
الكثير من الحالات صادفتها حتى وصلت لرجل سبعين العمر مكنى أبا جعفر حدثنا قائلا: وهل للعمر بقية ذهب من هم أعز من وجودي في الحياة... أبنائي, الأول تلقيت نعيه شهيدا, والثاني قضى نحبه في حادث مروع أتمنى أن يصيبني هذا المرض اللعين لألتحق بهم!.
من جانب آخر شاركتنا أم مروة وقد كانت ترتدي الكمامة قائلة: أفعل ما بوسعي أنا وأطفالي لنقي أنفسنا من هذه الجائحة غير أني غير متيقنة من صحة الأمر حيال هذا فمن يرتديها هو الشخص المصاب كي لا ينقل العدوى للأصحاء.
بينما استطردت أم منار قائلة: أين أجدها لأرتديها فهي غير متوفرة لا في الصيدليات ولا في المذاخر, كما أمست تباع في السوق السوداء وهناك من استغل الوضع ليعمل في خياطتها منزليا وهذا النوع غير صالح للاستخدام إذ تفتقد للفلاتر المخصصة والمعايير الصحية وهذا يعني بأنه لا تفي للغرض ولا تحصن الشخص غير المصاب.
نهاية المطاف
وفي نهاية جولتنا التي صادفنا بها آراء مختلفة ومتناقضة استطعنا أن نصل إلى نهاية مفتوحة فعلى الرغم من كل التوصيات التي أطلقتها خلية الأزمة ودول العالم في ارتداء أقنعة الوقاية (الكمامات) إلا إننا وجدنا الكثير من يشعر بالأمان الزائف في ارتدائها ولكنهم يجدوها أفضل من لا شيء, بينما هناك من لم يفكر بشرائها أصلا ولا يعدها الدرع الحصين التي ستحميه إذا أراد الله أن يبتله بالمرض, عافنا وعافاكم الله من كل سوء وكتبنا واياكم من أبناء السلامة.
اضافةتعليق
التعليقات