• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter youtube instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • اعلام
  • صحة وعلوم
  • ثقافة
  • تربية
  • منوعات
  • خواطر
  • الصور

لا تكوني أماً تصنع الطعام

سمانا السامرائي / الخميس 30 حزيران 2022 / حقوق / 374
شارك الموضوع :

إن ما تفعله هذه السيدة عندما يكون نابع من اختيارها الواعي وإدراكها للسبب الجوهري المحرك لأفعالها هو أمر يستحق أن يثنى عليه

تحب بعض النساء التعبير عن مشاعرهن عن طريق العناية بأبسط تفاصيل الآخر، فإن كانت ربة أسرة، فهي تحاول جعل منزلها نظيفاً مريحاً للسكن، جذاباً ليتغلب على أي مقارنة، ويستهويها إعداد وجبات شهية لإسعاد أفراد أسرتها والحفاظ على صحتهم، تضع جداول أسبوعية ترضي الجميع وتلبي احتياجاتهم، وتهتم بتعليم أولادها وقيافتهم ورفاههم فهي تهتم بأوقات فراغهم اهتمامها بأوقات انشغالهم، وحتى أصدقائهم فهي تعرفهم وتعرف أسرهم وتتواصل معهم، وغير ذلك الكثير من المهام التي تعبر عبرها عن حبها الوافر.

إن ما تفعله هذه السيدة عندما يكون نابع من اختيارها الواعي وإدراكها للسبب الجوهري المحرك لأفعالها هو أمر يستحق أن يثنى عليه، ولها من الله جل وعلا أجر عظيم كما روي عن رسول الله (صلوات الله الزاكيات عليه وعلى آله) (أيما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئا من موضع إلى موضع تريد به صلاحا إلا نظر الله إليها، ومن نظر الله إليه لم يعذبه)، غير إن المعضلة تبدأ عندما تصادر أولادها حقهم في تحمل مسؤولية أنفسهم، وتلزم نفسها بما هو ليس من متطلبات الحياة، وأن تُحصر أدوارها الحياتية بالرعاية، وتخشى من وصمة العار إن استعانت بخدمات أو أشخاص لتيسير أعمال المنزل والتفرغ لمهام أخرى أكثر أهمية.

يتحول الفعل المنطلق من الحب عند هذه السيدة إلى تحميل نفسها ما لا طاقة لها به دون أن تعي انطلاقاً من المفهوم الوهم "الواجب" وخوفاً من كلام الناس، فتغدو تربية الأطفال وتولي أمور المنزل كابوساً حقيقياً وحملاً يأكل من روحها شيئاً فشيئاً.

إن الأطفال لن يذكروا كم مرة أعدت الطعام، وكم مرة غسلت الملابس، وكم مرة كنست الفناء،  وكم يوماً ذهبت إلى العمل وبذلت جهداً مضنياً من أجل مرتب تنفقه كله لمشترياتهم، لن يعنيهم كل هذا، بل ربما سيقولون لها بعد كل تلك الجهود المضنية "أنت دائماً مشغولة وعصبية، لم تكوني موجودة عندما احتجنا لك".

ما لا تدركه هذه السيدة أن الأولاد سيحبون أمهاتهم حتى وإن افترقوا عنهن معظم أعمارهم، وستنمو أواصر من المحبة العميقة في اللقاء الأول رغم إن الأم لم تطبخ لهم صحناً واحداً في حياتها، ولم تحممهم، ولم تمسح زوايا المنزل جيداً، لأن الأم هي الأم، لا شيء يحل محلها، ولا أحد يستطيع أخذ مكانها، ولا عمل يزيد من قدرها أو ينقص منه.

ما يحتاج إليه الطفل هي تلك الساعات التي تستمع الأم فيها إلى أحاديثهم مهما بدت لها سخيفة، وتقرأ لهم فيها الحكايات، وما هم بحاجة له حقاً هي تلك التجارب التي يتشاركونها مع الأم والتي ستيسر لهم فهم الحياة فيما بعد، هم بحاجة إلى كلماتها التشجيعية، ثباتها، حكمتها، إرشادها الهادئ.

وما تحتاج إليه السيدة هو نفسها، ألا تنسى أن هذه الأوقات التي تمر هي جزء من حياتها، تتشارك مع أولادها لمدة ما لكن الأولاد سرعان ما يكبرون ويستقلون وتكون لهم حياتهم الخاصة بعيدا عنها، هي بحاجة إلى تخصيص وقت لنفسها تتفرغ فيه لفعل أشياء عظيمة جداً أو غير عظيمة البتة، المهم إنها أشياء لها، أشياء تسعدها، أشياء تحافظ على بقاء ملامح شخصيتها لتكون قدوة لأولادها بالعيش الصحي الهانئ، ليعودوا لها دائماً كأصدقاء مهما بلغ بهم العمر من مبلغ.

دور الأمومة أحد أدوارها في الحياة وليس جميعها، كما إن الأمومة لا تعني بالضرورة طبخ ثلاث وجبات يومياً لعشرين عاماً مستمرة بما في ذلك الحلويات والمشروبات والوجبات الخفيفة.

إن لم تحرر هذه السيدة نفسها من زوبعة الأعمال اليومية التي لن يذكرها بتفاصيلها غالباً أي أحد والتي ستدك جسدها وتفنيه، سيكون المستقبل محملاً باللوم لأولادها من قبلها ومن قبل الآخرين لأنهم لم يعتنوا بها بقدر كل ما بذلته من جهد وطاقة، وبقدر كل ما تركت من الأمور التي تحب وتريد ومن أحلاها، أي بقدر كل ما ضيعته من نفسها، وهم لن يستطيعوا رد كل هذا الدين لأنهم لم يختاروه بل هي من قررت فرضه عليهم، وهم لا يعرفون ما هو لأنهم لا يعرفون من هي قبل أن تتخلى عن كل شيء طوعاً أو تحت إجبار العادة.

ستبقى حلقة اللوم المستمرة لا تخمد، تتسع لتأكل كل السعادات كما يأكل النار الحطب، وستكون العلاقة دائماً علاقة بينها وبين أبنائها علاقة مشوبة بتأنيب الضمير، الحسرات، الخذلان، الإحباط، وعدم الفهم، وهي لا تريد لأي من هذا أن يحدث، لا تريدهم عبيداً لتضحياتها الجسام، هي تريدها علاقة حب واحترام وتقارب روحي.

يحق لتلك السيدة أن تتعب، يحق لها ألا ترغب بالقيام بالأعمال المنزلية، يحق لها ألا تكون مثالية، يحق لها أن تستعين بكل الأجهزة والأدوات والخدمات والأشخاص الذين يجعلون حياتها مريحة، يحق لها أن تختار الطريقة التي تكون بها أماً صالحة، يحق لها أن تقرر، فهي لا تشبه غيرها من النساء، وعائلتها لا تشبه غيرها من العوائل، وخيارات الحياة المناسبة لها خيارات فريدة كفرادتها.

الابناء
الأم
الاسرة
العاطفة
القيم
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    آخر الإضافات للكاتب (ة): سمانا السامرائي

    "خطية": آفة عراقية

    "خطية": آفة عراقية

    الخميس 23 حزيران 2022/ 345
    التعليم ينحى عن عرشه في العراق

    التعليم ينحى عن عرشه في العراق

    الأربعاء 15 حزيران 2022/ 309
    ثبات علي

    ثبات علي

    الثلاثاء 15 شباط 2022/ 773
    ماذا بعد التحرير؟

    ماذا بعد التحرير؟

    الأربعاء 05 تموز 2017/ 811

    آخر الاضافات

    النهضة الحسينية.. تجسيد لمنهج القرآن في شجب الظالمين

    قراءة في كتاب: ملهمون

    التركيز عند الأطفال.. بين الوراثة والبيئة

    لماذا الرجال أكثر عرضة للإصابة بالسرطان أكثر من النساء؟

    الأكثر قراءة

    • 24ساعة
    • اسبوع

    قراءة في كتاب: ملهمون

    • 44 مشاهدات

    النهضة الحسينية.. تجسيد لمنهج القرآن في شجب الظالمين

    • 33 مشاهدات

    التركيز عند الأطفال.. بين الوراثة والبيئة

    • 29 مشاهدات

    موكب السقاية.. نسائم عاشورائية يعيد أمجادها الموالون

    • 156 مشاهدات

    الإصلاح الديني في تجربة الثورة الحسينية

    • 135 مشاهدات

    لا شبيه للون طفّك

    • 128 مشاهدات

    من أين تأتي أهمية عاشوراء؟

    • 127 مشاهدات

    ماهي العادات التي تفسد ساعتك البيولوجية؟

    • 118 مشاهدات

    الكلام الصامت في نصرة الرسالة

    • 107 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    009647714768158
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • اعلام
    • صحة وعلوم
    • ثقافة
    • تربية
    • منوعات
    • خواطر
    • الصور

    اهم المواضيع

    النهضة الحسينية.. تجسيد لمنهج القرآن في شجب الظالمين
    • منذ 24 ساعة
    قراءة في كتاب: ملهمون
    • منذ 24 ساعة
    التركيز عند الأطفال.. بين الوراثة والبيئة
    • منذ 24 ساعة
    لماذا الرجال أكثر عرضة للإصابة بالسرطان أكثر من النساء؟
    • الثلاثاء 16 آب 2022

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2022
    2022 @ بشرى حياة
    facebook twitter youtube instagram telegram