خرجت من خلف السحاب مبتسمة، وبعثت الأمل للجميع..
كان نصيب البعض منها ضئيلا جدا، وآخرين أخذوا قسطا أوفر، كل حسب موقعه..
أمرت الأرض بارتداء بدلتها الخضراء لتحضر الحفل في منتهى الجمال، اعترضت الأشجار من الجفاف وردت عليهم: لاتبالي ايتها الأشجار ستبكي السحاب وتروي جذوركم خيرا، قامت الأرض من نومها العميق ولبست بدلتها الخضراء لتسحرالعيون، كل مافي الكون أخذ يغرّد ويخبر الآخرين عن وصول الربيع من سفرطويل...
مرة أخرى أخذ الدم يجري في عروق الطبيعة وعاد كل شيء كما كان، خرجت من المستنقع لتبدأ من جديد ربما البعض يشعر بالتقززعند رؤية هذه الحشرة، ولكن بطبيعتي لا اعبر مرورالكرام عن أي شيء (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا)ارتقبت حركاتها، هذه الحشرة من اكثر المخلوقات التى خلقها الله صبراً وكفاحاً وتنظيماً..
تعجبت من نملة صغيرة، تخرج بكل عزيمة تقطع مئات الأمتارلتصل الى ماتريد، لن يهدأ لها البال حتى ترجع الى المستنقع حاملة معها ماطاب من الطعام فربما يُغدربها، أو تتحطم تحت أرجل الناس ولكن لا تلتفت عن هدفها طرفة عين!
ربما يبلغ طولها اثنين ميلي متر أو خمسة وعشرون ميلي مترا ولكن هذه الصغيرة تمتلك هدفا وتسعى لتصل الى مبتغاها!
انها هدية الله اراد ربنا للإنسانية الارتفاع والعلو لذلك صدرلها الهدف، الذي من أجله خلقها وبين لها الخير ولكن أين نجد الخير؟ نجد الخيرفي السير على هدى الشريعة الإسلامية لنصل الى الغاية الكبرى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون .
الأهداف ليست فقط ضرورية لتحفيزنا ولكنها شيء أساسي يبقينا أحياءا، لاحظت كثيرا ممن يعيش بلا هدف كأنه جسم بلارأس يتحرك ولا يعرف ما يريد أو لماذا خُلق!
الإنسان الذي يملك هدفا في حياته أقدر على ترتيب اولوياته وتنظيم حياته، والذي لا يعرف الهدف من وجوده في هذه الدنيا فهو أشبه بشخص تائه في صحراء فسيحة، لاتزيده كثرة السير فيها الا ضياعا وتعبا ومصيره الى الهلاك في نهاية المطاف...
سمعت أنين الأرض كأنها تعاني من شيء ما كأنها تلوم السماء على قلة إهتمامها بها، انكمش قلب السماء والسحاب وبدأت بالبكاء، فرغت ماكان في قلب السماء من وجع على الأرض ومن عليها بكت السحاب لتبتسم الزهور ستفرح الأرض ومن عليها عند قدوم الربيع وينسون الجفاف والمصاعب التي جرت عليهم، تمنيت لو يأتي ربيع الأنام ونرتوي من عذب مائه فقد أصبحنا كالصحراء نعاني من جفاف في الدين والأخلاق....
ابتسمتُ رغم العبرة الموجودة اللتي كادت تخنقني ورددت السلام على ربيع الأنام ونضرة الأيام .
عبرت النملة من أمامي وهي حاملة معها حبة كبيرة، وقعت الحبة من ظهرها مرات عديدة ولكن بكل عزيمة كانت ترفع الحبة وتحملها مرة اخرى، حتى وصلت الى المستنقع، هممت مع نفسي هذه الحشرة الصغيرة لديها عزيمة و استقامة وانتِ؟
عزمت أن أجعل في حياتي هدف مبارك وهو نصرة الامام المهدي عج .
أدركت بعد ذلك على قدرالهدف سيكون الإنطلاق، ففي طلب الرزق قال فامشوا...
وللصلاة قال: فاسعوا...
وللجنة قال: وسارعوا...
ولطلب النصر والخروج من مآسي قال: اكثروا من االدعاء لتعجيل الفرج، فان في ذلك فرجكم.
لا يحصل المرء على شيء الا بالسعي، لذلك نرى حياة العظماء ليست فارغة من السعي والحركة نحو هدف محدد، فراغ يسبب للطفل مرضا، يجعل من الشاب خمولا ومجرما، ويُشعرالكبير في السن بأنه عديم الفائدة، الدعاء لتعجيل فرجه (عج) اذا كان مقرونا بالعمل سيكون هدفا يقربنا اليه، يبعث السعادة ويزرع في قلوب المؤمنين الأمل بأن للشتاء والبرد القارس نهاية، ستنتهي أيام الضيق ويظهرربيع الأنام.
اضافةتعليق
التعليقات