في السابق كانت تعد البومة نذير شؤم يخشاه الناس ويعتبر صوتها مؤشر لشيء ما سيء سيحدث! ولكن نرى اليوم على العكس من ذلك ومنذ سنوات قليلة أخيرة صار الناس وعلى وجه الخصوص الفتيات يعتبرنّها ايقونة للطافة، لجمال عينيها فانتشرت في الاسواق والاكسسوارات التي تحمل مجسم البومة وكذلك صارت البومة تملأ غلافات الدفاتر وكذلك الملابس واثاث المنازل وصارت من الأشياء المحببة جداً وقريبة لارواح الاشخاص، فبين هذا وتلك لنتعرف على البومة قليلاً.
حقائق عن البومة
_اولى الحقائق والتي لا يعرفها الكثير من الاشخاص هو ان هناك حوالي 205 نوعا من البوم، وطائر البومة ينتمي إلى مجموعة من الطيور، وتم فرز هذه الانواع إلى مجموعتين اساسيتين، وهو بومة الحظيرة والبومة الحقيقية، والفرق بين النوعين هو أن بوم الحظيرة يكون له وجه على شكل قلب، وسيقان طويلة ومخالب قوية.
ويكون متوسط الحجم وهناك 16 نوعا منه، أما البوم الحقيقي فهو اكثر تنوعا من بوم الحظيرة، ويأتي مع ما يقرب من 190 نوعا وهو يمتلك وجه مستدير وذيل قصير ورأس كبير، ويأتي لونه غالبا باللون البني والرمادي والابيض والاسود والوانه هذه تساعده كثيرا على التمويه من الحيوانات المفترسة والفرائس ايضا.
_كثير من انواع البوم له خاصية تميزه عن غيره من الطيور وهي ريش الطيران الذي يجعله يقوم برحلته في صمت، فقد وجد ان هناك تعديلات علي الريش الخاص بالبوم والتي تمكنه من تقليل الصوت الصادر عندما يقوم بالرفرفة بأجنحته، ويغطي ريش ناعم اسطح جناح البوم وذلك لزيادة خفض الصوت.
وترجع قدرة البوم في لف عنقها الى وجود 14 فقرة في عنق البومة في حين أن باقي الطيور تحتوي رقبتها على 7 فقرات فقط، والفقرات العنقية هي المسئولة عن مدى الحركة للعنق لذلك فإن معظم الحيوانات وايضا البشر سوف تعاني من اصابة الشرايين الشديدة وانقطاع تدفق الدم اذا ما قامت بلف عنقها لهذه الدرجة، وهناك محاولة من العلماء لفهم هذه القدرة المذهلة لدى البومة، حيث اكتشف العلماء وجود جهاز مدهش لتدفق الدم لدى البوم حيث يقوم هذا الجهاز بتجميع الدم وتحويله لتغذية المخ والعيون لدى البوم اثناء قيامه بلف عنقه لهذه الدرجة، ويشمل هذا التكيف المذهل بالدورة الدموية للبوم على ما يشبة الوسائد الهوائية لمنع انقطاع الدورة الدموية واعادة توجيه الدم لمنع تمزق الأوعية الدموية او الاصابة بالسكتة الدماغية اثناء قيام البوم بهذه الحركة العنيفة برأسها.
_ بعض فصائل البوم لا تصيح ولا تصرخ:
يعتبر الصياح هو النمط الأساسي في صوت البوم ولكن بعص انواع البوم لا يصيح على الاطلاق، ومن هذه الانواع البوم الثلجي حيث يصدر صوتا يشبه صفير الطيور البحرية وايضا البوم القزم الذي يصدر صفيرا متكررا مملا لا يشبه الصياح وحتى البوم الصياح تعتبر تسميته بهذا الاسم كاذبة لأنه لا يصيح على الاطلاق ولكنه يصدر سلسلة سريعة من الصفير، حتى الصراخ الذي يصدره البوم الكبير ذو القرون يعتبر صراخا كاذبا.
_في صحراء سونوران بأمريكا الشمالية ينمو الصبار من نوع الساجوارو ليبلغ طوله حوالي 10 امتار وهو يغطي الغابة باكملها، وفي التجاويف التي يصنعها طائر نقار الخشب تعشش البومة القزم والتي تختبئ بالكامل داخل العش ولا يظهر منها سوى عيونها الصفراء اللامعة، وتعتبر غابات الصبار موئلا لنوع اخر من البوم يعرف بالبوم الحديدي القزم وهو نوع أكثر عدائية يتغذى على صغار البوم والطيور الأخرى، وفي بعض الاحيان تتخذ البومة الكبيرة ذات القرون عشا من الصبار المتشعب في غابة صبار الساجوارو.
يُقال في البومة
ذكر في كتاب عجائب الملكوت "إن من خواص البومة إن احدى عينيها منومة والأخرى مسهرة فإن اردت معرفة المنومة من المسهرة فاذبحها فإذا بقيت أحدى عينيها مفتوحة والأخرى مضمومة فالمفتوحة اذا جعلت تحت فص خاتم اسهرت حامله مادام عليه والاخرى بالعكس، وقيل ان تجعلهما في ماء فالتي تطفو على الماء هي المسهرة والتي ترسب هي المنومة، وقلب البومة اذا جعل على اليد اليسرى من المرأة في حال نومها تكلمت في كل ما فعلته في يومها واذا شد قلب البومة الكبيرة في جلد ذئب وعلق على العضد أمن حامله من اللصوص وسائر الهوام ولم يخف أحد من الناس ومن اكتحل بمذاب شحمها فأي مكان دخله ليلاً رآه مضيئاً ومن خلط عينا البومة بالمسك وحمله فمن شم رائحة ذلك أحب حامله وهيج بالشم روحانية المحبة ومن وضع ريش البوم على رأسه لم ينم مادام الريش على رأسه والله اعلم"1.
البومة وموقفها من قتل الحسين _صلوات ربي عليه_
عن الحسين بن ابي غندر عن ابي عبد الله ع قال:-"سمعته يقول في البومة قال هل احد منكم رآها بالنهار قيل له لا تكاد تظهر بالنهار ولا تظهر إلا ليلاً قال: أما انها لم تزل تأوي الى العمران ابداً فلما قتل الحسين (ع) آلت على نفسها أن لا تأوي العمران ابداً ولا تأوي إلا الخراب فلا تزل نهارها صائمة حزينة حتى يجنها الليل فإذا جنها الليل فلا تزال ترنّ على الحسين (ع) حتى تصبح"2.
وهي تحب الخلوة بنفسها وفي طبعها تبغض الغرباء ولا تأمن نفسها من أحد وهي القائلة عند قتل الحسين (ع) "بئس الامة انتم قتلتم ابن بنت نبيكم ولا آمنكم على نفسي" 3.
اضافةتعليق
التعليقات