أعياد المسلمين إثنان عيد الفطر وعيد الأضحى عند جميع المسلمين. لكن الشيعة تقول إن هناك عيد يسمى عيد الغدير فما هو هذا العيد؟
حينما هم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالتوجه للحج، وأداء فريضة الحج، أذن في الناس، فبلغت دعوته أقاصي البلاد. فتجهز الناس وتأهبوا للخروج معه، وحضر من أهل المدينة وضواحيها وما يقرب منها، حتى بلغ عددهم المئة وعشرون ألفاً، تهيئوا للخروج معه.
فلما أتم مناسك الحج، وهو في طريق العودة وكان معه المسلمين، وصل في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة إلى منطقة تدعى غدير خم، وتقع في مفترق طرق، وذلك بموكب كبير من الحجيج. وقبل تفرقهم إلى بلدانهم نزل عليه الوحي يأمره بتبليغ تلك المسألة المصيرية، المتمثلة بتعيين الإمام والخليفة من بعده.
فأمر الناس بتجهيز مقدمات ذلك الأمر، مثل الإعلان بتريث الحجاج، وتوقفهم في ذلك المكان، وأمر بإرجاع الذين سبقوا الآخرين في الذهاب، وإيقاف القادمين، حتى تجمع ذلك العدد الغفير من الحجاج.
فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحجيج أن يصنعوا له منبراً من أخداج الإبل حتى يراه جميع الحاضرون ويسمعون كلامه.
فارتقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذاك المنبر وخطب في الناس خطبة غراء، قال فيها: أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ ثلاثاً. وهم يجيبون بالتصديق والإعتراف، ثم رفع يد علي بن أبي طالب عليه السلام وقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
ثم قال: فليبلغ الحاضر الغائب. وأمر الجميع أن يبايعوه بأمرة الخلافة.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى فيه بتنصيب أخي علي بن أبي طالب عليه السلام علماً لأمتي، يهتدون به من بعدي.
وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام دينا.
فهذا هو عيد الله الأكبر، الذي لا يعرفه البعض، ولا يعترف فيه البعض الآخر، لأن فيه تنصيب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفةً وإماماً للمسلمين من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، خوفاً على مصالحهم، أو بغضاً لعلي عليه السلام، وهذا يعتمد على تربية الشخص.
وأخيراً فإن كل ما حدث به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان تبليغاً عن الله عز وجل، لذلك الله أنزل هذه الآية بعد التبليغ: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
اضافةتعليق
التعليقات